هاجمت الدعوة السلفية في بيان مساء اليوم، دعوات الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي للمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، وإباحة زواج المسلمة من غير المسلم.
وقالت الدعوة في البيان: فوجئ العالم الإسلاميُ بخطاب صادم لرئيس جمهورية تونس، دعا فيه إلى سن قوانين تصادم بعض الأمور القطعية في الشريعة، وبالأخص مسألة مساواة المرأة بالرجل في الميراث، ومسألة إباحة زواج المسلمة من الكافر، حسب البيان.
وأضاف البيان، أن الصدمة كانت أشد فيما بعد؛ من بيان ديوان الإفتاء التونسي، فبدلًا من أن يُبينوا الأمر للخاصة والعامة، ولعل الرجل قد التبس عليه الفهمُ ـ رغم أن المسائل التي تحدث عنها من مسائل الإجماع التي تستند على أدلة قطعية من الكتاب والسنة ـ اختاروا جانب التلبيس، وأثنوا على كلام الرجل من باب أن دعاوى المساواة بين الرجل والمرأة قد قررتها الشريعة الإسلامية.
واعتبرت الدعوة السلفية أن دعوى الاجتهاد في المسائل التي أجمعت عليها الأمة هو نوع من العبثِ بدين الله، وأنّ بعض هذه الأحكام يعرفها علماء الشريعة، ويعرفها غيرهم، بل يعرفها الكفار الذين يخالطون المسلمين، وهي ما يطلق عليها أهل العلم وصف “المعلوم من الدين بالضرورة”، وبالتالي يكفرون من ينكره؛ من باب أن الحجة فيها مقامة على كل أحد باستفاضة العلم بها.
وشددت على أن أمور الدين كلها مرجعها إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأنه بفرض أن مسألة ما وصفت بأنها ليس فيها إجماع أو أن أدلتها ليست قطعية، فليس معنى هذا فتح باب التحريف والتبديل والقول على الله بغير علم، وإنما الاجتهاد القائم على رد المتشابه إلى المحكم وفق قواعد يعلمها أهل العلم، وأن المواريث من المسائل التي جاءت مفصلة في القرآن الكريم بشكل واضح وبيّن بما لا يحتمل أي اجتهاد أو نظر، ومنها أن بنت المتوفى لها نصف نصيب الإبن.
وتابعت: هذه القاعدة لا تنطبق على كل رجل وامرأة في الميراث، كما قد يتوهمه بعض الجهلاء، بل قد يترك المتوفى بنتين وجمع من الأشقاء، فتأخذ البنتان الثلثين، ويشترك كل أشقائه ذكورهم وإناثهم في الثلث، للذكر مثل حظ الأنثيين.
وعن مسألة حرمة زواج المسلمةِ من الكافر، قالت إن مما جاء النص عليه في القرآن الكريم، ومما أجمعت الأمة عليه على مر العصور، لقوله تعالى: “فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ”.
وأشادت “الدعوة السلفية” بموقفَ الأزهر من هذه الدعوات في هذا الموقف، مؤكدة أن للأزهر مواقف حكيمة اتخذها وكان لها أكبر الأثر في أن يتضح الحق فيها بالحكمة والموعظةِ الحسنة.