لقد ميز رب العباد – سبحانه و تعالى- البشر عن كافة المخلوقات الحية بنعمة العقل البشرى و الذي يحمل بين طياته قدرات خارقة للعادة والتي لا يحملها سواه , حيث أن كل جزء من أجزاء العقل البشرى يؤدى دوره على أحسن وجه و ذلك بحكمة الخالق وإبداعه في خلقه جل في علاه .
و قد عرفت الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العقل على أنه:
(( مصطلح يستخدم لوصف نظام حركة الخلايا, والخلايا العصبية, ونقط الاشتباك العصبي, والعمليات الكيميائية التي تحدث للمخ فهو عملية معالجة المعلومات ونشاطها في المخ))
و لقد قسم ( توني بوزان ) الدماغ في كتابه
( العقل و استخدام طاقته القصوى ) إلى نصفين حيث كل نصف منهما له دور معين فكلا منهما يعتمد في عمله على الآخر ؛ فجاءت الدراسات وبينت وظيفة النصف الأيسر من الدماغ لمعالجة كلا من :
1- الكلمات 2- القوائم 3- الأرقام 4- النتائج
5- التحليل
، بينما يعالج النصف الأيمن كلا من :
1- التناغم 2- الألوان 3- التخيل 4- الأبعاد
5- إدراك المسافات
و قد قال الدكتور طارق السويدان فى إحدى محاضرته
و هو في إحدى دول الخليج
* بأن هناك خطوات لتطوير القدرات العقلية و العلمية للعقل البشرى:
1- قراءة كتاب أو كتابين شهريا احدهما في مجال التخصص و الآخر في الثقافة العامة.
2- حضور دورات تدريبية بشكل سنوي فيما يعادل 45 ساعة.
3- حضور مؤتمر علمي في مجال التخصص مرة سنويا.
4- متابعة مجلة علمية في التخصص و مجلة أخرى ثقافية.
5- متابعة عالم أو أثنين في مجال التخصص سواء عن طريق كتبهم أو المواقع الإلكترونية.
6- ويمكن أن نضيف أيضا متابعة ممارسة الرياضة بشكل يومي مما يحسن من أداء العقل البشرى.
* و قد صنف عالم التنمية البشرية الدكتور (إبراهيم الفقى) العمليات العقلية التي تحدث داخل العقل البشرى
و ذلك بالتسلسل التالي بشكل حلقي ومستمر :
التفكير .. التركيز .. الأحاسيس .. السلوك .. النتائج
( سلبية أو إيجابية )
وتتوقف هذه النتائج على طريقة تفكير الشخص ومعالجته لها.
* وأكد د ( هاربرت ) في بحثه عن العقل البشري بأن العقل البشري عنده القدرة على التركيز على سبع معلومات تزيد معلومتين أو تنقص وأضاف بأن العقل اللاواعي لدية القدرة على استقبال أكثر من 2 مليون معلومة في الثانية الواحدة ، وأن سرعة تفكير الإنسان تزيد على سرعة الضوء فيما يعادل 186 ميل / ثانية ، وأضاف أيضا بأن مخزون ذاكرة الإنسان في كل خلية فيما يقارب 150 مليار خلية عصبية
أي أكثر من 21 ضعف سكان الأرض ،
فإذا اعتبرنا مخ الإنسان قرص صلب Hard disk
فأنه سيكون قادرًا على تخزين كم هائل من المعلومات تقدر بـ 4 TB ،
* والعجيب في الأمر أن بعض الشباب لديه إحباط واكتئاب من بعض المحن التي قد يمر بها ولا يؤمن ولا يقدر تلك القدرات الخارقة للعادة التي يمتلكها وأنه قد يستخدمها فيما يفيده وينفعه لأنه قد يصدق بعض الكلمات التي قد تقال له مثل أنت غبي أو أنت فاشل ومع تكرارها تكون راسخة في عقله الباطن ، فعليه أن يستخدم قدراته العقلية استخدام إيجابي لكي يصل لمرحلة الإبداع .
وقال ( بشير برغوثي ) في كتابة (إدارة العقل البشري) بعد تحول طريقة التعليم في العصر الحديث من نمط تعليم تقليدي تلقيني إلى نمط تعليم حديث ( تعلم تعاوني – التعلم في مجموعات – …..) فأثر ذلك على إدراك عقل الطالب وإبداعه وتميزه في شتى العلوم .
* وقال د ( إبراهيم الفقي ) في كتابه ( قوة عقلك الباطن ) بأن العقل له دور في شفاء الإنسان من الأمراض فيجب على الإنسان أن يدرك أولًا بعقله وبإيمان صادق وثقة عمياء بأن الأمراض تنشأ أولًا في العقل وأن القادر على شفاءه هو الله وحده لا شريك له وذلك بأن العقل الباطن يستجيب للفكرة التي في عقلك الواعي ويترجمها .
فيجب علينا :
– أن نتحكم في كل ما يعوقنا من أفكار سلبية مثل الغيرة والقلق والتوتر والخوف والفشل لأنه قد تؤدي بنا إلى الأمراض والفشل.
– وأن نعمل دائمًا على استرخاء عقولنا وترتيب أفكارنا والتحكم في أحاسيسنا حتى يمكننا إخراج نتائج مبهرة في حياتنا العملية من عقلنا الذي يحتوي على قدرات لا محدودة من الإبداع.
– أن تقول وتردد دائمًا بأنك قادر على النجاح والتفوق وعلى قدر من الرضا من نعم ربك عليك – سبحانه وتعالى –
لكي يترجمها عقلك إلى واقع محسوس .
فيجب أن نستخدم تلك القدرات فيما حلل الله لكي نصل معًا لنتائج مبهرة ومراحل متقدمة من التقدم والنجاح والإبداع .
بقلم :
الباحث في الدراسات الإسلامية والتنمية البشرية
مصطفى طه عبدالغني