الإثنين , ديسمبر 23 2024
دكتورة ماريان جرجس

خارج مكتب جامعة القاهرة جابر نصار فهل فقٌد وسامًا من الوقار ؟

عندما يجلس الشخص على كرسى المسئول يفقد شخصنه اسمه ويصبح اسمه ليس ملكًا له بل منوطًا بالمنصب الذى يتقلده ويقترن به فلايصبح اسمه بل اسم الكرسى الذى يعتليه ومهامه التى يقوم بها فيصبح اسمه ملكًا لكل مخدوميه ورعاياه 

لم يكن الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة الأسبق أستاذ القانون بكلية الحقوق شخصية نمطية مكتبية تقوم بوظيفة رئيس جامعة القاهرة الجامعة التى بٌنيت على أرض الأميرة فاطمة والتى أصبحت من أعرق جامعات مصر على الأقل وان كان يسعى هو لوضعها ضمن التصنيف العالمى للجامعات 

لم يكن كمثل باق المسئولين الذين يصبحون مديرين مكاتب وساعات عملهم محددة ولكن كانت له رؤية ..رؤية تعليمية سياسية وهو تحديدًا نقطة التقاء السياسة مع التعليم 

وفى واقعة تٌحتسب له فى رأيى عندما دخل فى صدام حاد مع الكثير من الأساتذة ورؤساء الجامعات الاخريات عندما أثار قضية المعيدة أو الأستاذة المنتقبة ولم يكن ذلك عارًا أو قلة ايمان او ذنبًا منه !

على العكس تمامًا فهو لم يخض وقتها فى امور دينية شأنها شأن الدين ولكن كان يتسائل اسئلة منطقية وهى صعوبة التواصل التعليمى وانتهاك مهارات التواصل بين الاستاذ والطالب بوجود المعيدة المنتقبة

فاذا أرادت السيدة أن تتعفف فذلك تدين منها ليس لنا أن نتدخل فيه ولكن عندما حريتها الدينية تؤثر سلبًا على العملية التعليمية فى أعرق جامعات مصر كان لابد من التدخل فى هذا الموضوع الشائك الذى استغله تجار الدين بتكفيره واتهامه بطعن أسس الدين 

ولكن لأنه يعلم انه برغم عراقة جامعه القاهرة لازالت لا تأخذ تصنيفًا عالميًا ضمن أفضل 500 جامعة على مستوى العالم أثار نقاط السياسة المرتبطة بالتعليم كما أدخل فكره الكروت الممغنطة لا لمراقبة الطلاب

ولكن لأن الجامعات هى اماكن عامة مخصصه للدراسة والتعليم فقط لا للعمل السياسى ولا لتكوين أحزابًا وتيارات دينية او تكفيرية

او حزبية كان من ذلك فكرة الكروت الممغنطة لمنع أى تجمع سياسى حزبى ولم يكن ذلك منع للحريات فالميادين العامة اولى بالتظاهرات السليمة ولكن حفاظًا على الحرم الجامعى المنوط بالتعليم والتقدم فى العلم وقدسيته التى

هى فى مقام قدسية دور العبادة أشار بتلك الفكرة الرائعة والتى هوجم لأجلها ايضًا واتٌهم بمنع الحريات والكبت !

أهو الحرم الجامعى هو المكان الذى نلتقى به لنشر المطبوعات التكفيرية مثلا؟ اوتكوين احزابًا سياسية ؟ ام هو ملتقى العلم الذى به تتقدم الشعوب وترتقى الانسانية ؟

استغلال جامعة القاهرة فى التظاهرات وأعمال الشغب من قبل الجماعة وتيارات اخرى على مر العهود كان اسوأ وأمكر استغلال استطاع تدمير هوية الجامعة وتدمير قدسية ذلك المحراب المقدس

وها هو الان خارج مكتب رئاسة جامعة القاهرة فهل الرئيس الجديد يعى أن وظيفة رئيس جامعه هى ليست بعض من الاعمال المكتبة والامضاءات بل أنها حراسة على الحرم الجامعى وترسيخ المواطنة

وهل سيفكر فى الغاء خانة الديانة من اوراق الجامعة الخاصة بالطلبة منعًا لاى عنصرية كما فعل جابر نصار ؟

هل سيعى أن ذلك المحراب هو القدس المصرية التى منها تنٌتج اجيالا بأفكار لا يمكن تقدير حجم خطورتها أى مسئول ؟ فهل يزيد لنا وسامًا من الوقار أم مزيد من الانهيار ؟
د\ماريان جرجس

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.