بقلم :شحات عثمان كاتب و محام
كثيرا ما تنتابنا حاله من حالات التشاؤم البشري والترقب لموقف سئ لإقترانه بموقف أو تصرف سلوكي معين تسبب فى حالة نفسية غير جيده ، وكان الغراب احد اساليبنا فى التعبير عن هذا التشاؤم لكونه دوما يحتوي على ريش أسود وهذا النوع من الغربان يتواجد فى أفريقيا وله صوت يسمى ( النعيب) ولكل نبره من الصوت مغذي ومعني ورسائل تفهمها بقية المخلوقات ويعتبر أول الأجناس التى ورد ذكرها فى القرأن الكريم وتعرضت للظلم من بني البشر فى أسقاطات ومفردات وشمائل لا علاقه لها بها واعني هنا الغراب والذئب .
الغراب ذكره الله تعالي فى قصة الأخوين قابيل وهابيل ولدي سيدنا أدم عليه وعلي نبينا السلام وقد كان اول معلم لبني البشر فى دفن الأجساد بعد الموت وقد قال تعالي فى سورة المائدة بعد بسم الله الرحمن الرحيم ( فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31) صدق الله العظيم
ونلاحظ هنا كيف استطاع تعليمنا التخلص من الأجساد والروائح الكريهة بعد التحلل ولولاه ما طاق الأحياء واقعهم وما كان هناك اى صوره من صور الحفاظ على قدسية الجسد البشري .
أما الذئب فقد نسب بني البشر له صفة الخيانه مثلما حدث فى قصة سيدنا يوسف وأخوته بإتهامه بالباطل بإنه المتسبب فى قتل نبي الله يوسف وهو برئ من ذلك الفعل كما جاء في سورة يوسف بعد بسم الله الرحمن الرحيم ( قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ۖ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ) صدق الله العظيم .
والمقال هنا يهدف الى نقطة معينه وهى ضرورة الفصل بين ارتباط المخلوقات والكائنات بأمور سيئة فى حياتنا البشرية وسلوكياتنا كونها نوع من التجروء على تلك المخلوقات بسوء الفهم .
فالغراب الذى نتحدث عنه هو من أذكي أنواع الطيور كما جاء فى العديد من الدراسات الحديثه العالمية وهو من الرسل التى أرسلها لنا رب العالمين كالهدهد والنمل وغيرها من المخلوقات لتلقن البشريه دروساً لا حدود لها ونستفيد منها حتى قيام الساعة
ثبت عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال: ((لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، ولا نوء ولا غول، ويعجبني الفأل)
والمعنى إبطال ما يعتقده أهل الجاهلية، من أن الأشياء تعدي بطبعها، فأخبرهم صل الله عليه وسلم أن هذا الشيء باطل، وأن المتصرف في الكون هو الله وحده.
فيا من جعلتم من الغراب نذير شؤم وجعلتم الذئب خائن راجعوا انفسكم
رب الكون هو الله والنفع والضرر من الله وهنيئا لمن تعامل مع رسل الله من الكائنات والمخلوقات بنوع من التوقير .
هناك أشياء بسيطه لا نعي خطورتها وترددها الألسن لسوء فهم وثقافه وتهوي بنا فى قيعان جهنم فالكلمة مدونه والملكان عن اليمين والشمال يكتبان ويا ليتنا نفيق وقبل الختام دعونا نذكر حديث شريف ورد عن رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم على لسان سيدنا معاذ بن جبل
« ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِى النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ »
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
الثكلان يقصد به الفقد وهو للزجر والتعجب حسب التفاسير.
وعندما يكون حصاد اللسان سبب ذلك
فنحن امام اشارة مرور حمراء تجاوزها يستوجب العقاب .
دع عنك الغراب والكائنات الأخري فليس لها شأن بما يحدث لك من أمور. فخالق الكون خلق الأقدار وجعلها لحكمه ومنها التقرب والدعاء
وعذرا يا غراب لن تكون غراب بين بعد اليوم فى مفرداتي ومصطلحاتي .
الوسومشحات خلف الله عثمان
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …