بقلم الكاتبة الصحفية : إيرينى سعيد
مُغًيِب من ينكر حجم المصارحة و التى اتسم بها الحوار بين الرئيس ” عبد الفتاح السيسي ” و مصر , _خلال مؤتمر الشباب الرابع و الأخير و الذى عقد بالإسكندرية فى الرابع و العشرين من يوليو الماضى _ , حيث اتسعت دائرة النقاش لتشمل ملفات عدة , تعلق معظمها بالوضع الاقتصادى , المصريين و أحوالهم المعيشية , الفساد , الإرهاب , و أخيراً الشباب و تمكينهم . 300 ألف سؤال ,_ حسبما أشارت تقديرات القائمين على المؤتمر_ , تلقاها ” السيسي ” من كافة المحافظات و على مدار خمسة أيام , تمكن من الإجابة عليها بصراحة عالية , حصر خلالها المشروعات القومية معدداً إياها , فى تذكرة لمصر و ابنائها بضخامة الإنجاز وطمأنة بعظمة المستقبل .
لم تخل صراحة “السيسي” من الواقعية , و التى تجلت واضحة حينما أشار خلال توصياته إلى مواجهة مصر لتحديات صعبة منها, تعاظم خطر الإرهاب , و ماصاحبه من تطور فى قدراته بالإضافة إلى مموليه , و كيف استهدف الارهاب الأسود مصر؟! , و كيف أنه كلما تحققت الإنجازات كلما ازدادت شراسته ؟!, مؤكداً عزم مصر على مواجهته , و على عدم السماح لأحد لأن يوقف عزيمة مصر والمصريين .
و عن التحديات الاقتصادية و التى تتطلب مواجهة لا تحتمل التأخير ,و أهمها انخفاض الاحتياطى النقدى , عجز الموازنة, عجز الميزان التجارى , انخفاض الدين العام, وبالتوازى معها تراجع الايرادات , أشار السيسي إلى الإصلاح الاقتصادى و الذى أصبح ضرورة و فى مقدمة الأولويات , وما تقتضيه المصلحة الوطنية , مذكراً بالعهد الذى قطعه مع مصر و المصريين, و أنه لن يعباً إلا بما يمليه عليه ضميره , معدداً النتائج , من تصاعد الاحتياطى و انخفاض معدلات البطالة و ارتفاع النمو , مع حزمة من الإجراءات الاجتماعية , و أكد “السيسي ” لم أبحث عن مجد شخصى إنما مستقبل لهذا الوطن و إرضاء ضميرى .
و فيما يخص أداء الحكومة , ربما أجادت هذه المرة الإدارة السياسية فى التعامل مع المصريين , و إلمامهم بمهامها المضطلعة بها , مستخدمة الشفافية فى استعراض الرؤى و السياسات, و الأهم محاكاتها لجهودها و ما حققته من أهداف و إنجازات .
بلا شك اشتمل مؤتمر الشباب الأخير على كم يذكر من الإيجابيات , مقدماً رسائل هامة حملت مغازى واضحة للمصريين أهمها التثبيت و الطمأنة بأن القادم هو أفضل .
و إن ظلت الفجوة بعض الشئ بين ما أنجزته الحكومة , و بين ما يرغبه المواطن , بين ما حققته , و بين ما يحتاجه هذا المواطن , بين تداعيات إصلاحاتها الاقتصادية , و بين عدم المساس بقراراتها و الخاصة بالحماية الاجتماعية .
ثغرة تبقت , و لعلها تحتاج سياسة مختلفة , إدارة رشيدة , حالة أيضاً من التوازن بين ما هو واقع و ما هو مأمول
الوسومايرينى سعيد
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …