الخميس , أغسطس 15 2024
إيريني سعيد

عن مصارحة السيسي لمصر .

بقلم الكاتبة الصحفية : إيرينى سعيد
مُغًيِب من ينكر حجم المصارحة و التى اتسم بها الحوار بين الرئيس ” عبد الفتاح السيسي ” و مصر , _خلال مؤتمر الشباب الرابع و الأخير و الذى عقد بالإسكندرية فى الرابع و العشرين من يوليو الماضى _ , حيث اتسعت دائرة النقاش لتشمل ملفات عدة , تعلق معظمها بالوضع الاقتصادى , المصريين و أحوالهم المعيشية , الفساد , الإرهاب , و أخيراً الشباب و تمكينهم . 300 ألف سؤال ,_ حسبما أشارت تقديرات القائمين على المؤتمر_ , تلقاها ” السيسي ” من كافة المحافظات و على مدار خمسة أيام , تمكن من الإجابة عليها بصراحة عالية , حصر خلالها المشروعات القومية معدداً إياها , فى تذكرة لمصر و ابنائها بضخامة الإنجاز وطمأنة بعظمة المستقبل .
لم تخل صراحة “السيسي” من الواقعية , و التى تجلت واضحة حينما أشار خلال توصياته إلى مواجهة مصر لتحديات صعبة منها, تعاظم خطر الإرهاب , و ماصاحبه من تطور فى قدراته بالإضافة إلى مموليه , و كيف استهدف الارهاب الأسود مصر؟! , و كيف أنه كلما تحققت الإنجازات كلما ازدادت شراسته ؟!, مؤكداً عزم مصر على مواجهته , و على عدم السماح لأحد لأن يوقف عزيمة مصر والمصريين .
و عن التحديات الاقتصادية و التى تتطلب مواجهة لا تحتمل التأخير ,و أهمها انخفاض الاحتياطى النقدى , عجز الموازنة, عجز الميزان التجارى , انخفاض الدين العام, وبالتوازى معها تراجع الايرادات , أشار السيسي إلى الإصلاح الاقتصادى و الذى أصبح ضرورة و فى مقدمة الأولويات , وما تقتضيه المصلحة الوطنية , مذكراً بالعهد الذى قطعه مع مصر و المصريين, و أنه لن يعباً إلا بما يمليه عليه ضميره , معدداً النتائج , من تصاعد الاحتياطى و انخفاض معدلات البطالة و ارتفاع النمو , مع حزمة من الإجراءات الاجتماعية , و أكد “السيسي ” لم أبحث عن مجد شخصى إنما مستقبل لهذا الوطن و إرضاء ضميرى .
و فيما يخص أداء الحكومة , ربما أجادت هذه المرة الإدارة السياسية فى التعامل مع المصريين , و إلمامهم بمهامها المضطلعة بها , مستخدمة الشفافية فى استعراض الرؤى و السياسات, و الأهم محاكاتها لجهودها و ما حققته من أهداف و إنجازات .
بلا شك اشتمل مؤتمر الشباب الأخير على كم يذكر من الإيجابيات , مقدماً رسائل هامة حملت مغازى واضحة للمصريين أهمها التثبيت و الطمأنة بأن القادم هو أفضل .
و إن ظلت الفجوة بعض الشئ بين ما أنجزته الحكومة , و بين ما يرغبه المواطن , بين ما حققته , و بين ما يحتاجه هذا المواطن , بين تداعيات إصلاحاتها الاقتصادية , و بين عدم المساس بقراراتها و الخاصة بالحماية الاجتماعية .
ثغرة تبقت , و لعلها تحتاج سياسة مختلفة , إدارة رشيدة , حالة أيضاً من التوازن بين ما هو واقع و ما هو مأمول

شاهد أيضاً

الدكتور عماد فيكتور سوريال يتحدث من خلال الجزء الثالث للأحوال الشخصية عن المرأة

23 رِيحُ الشِّمَالِ تَطْرُدُ الْمَطَرَ، وَالْوَجْهُ الْمُعْبِسُ يَطْرُدُ لِسَانًا ثَالِبًا. 24 اَلسُّكْنَى فِي زَاوِيَةِ السَّطْحِ، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.