بقلم: مدحت عويضة
في فبراير ٢٠٠٧ هبطت علي مطار تورنتو سيدة وأطفالها الثلاثة.
كنا في استقبالها بسيارة ليموزين وحضرنا لها مسكنا مناسبا، وجهزنا المنزل بكل ما يحتاجة فهي تستحق لقد أتت للمسيح.
عينت من نفسي خادما لها أعرفها علي الكرماء من أبناء الجالية ليساعدوها في بداية حياتها، وأقضي كل طلباتها حتي إلقاء كيس الزبالة، عندما قمنا بتعميدها وأطفالها كان قلبي يرقص فرحا.
المهم خرجت من التجربة بدرس قاس جدا وقرار حازم جدا أنني لن أشارك في خدمة متنصرين ولن تكون لي علاقة بها بعد أن كنت من أشد المتحمسين لها.
كنت أجري وأهرب عندما أسمع أن الشخص متنصر لقد أصابتني “فوبيا المتنصرين”، ولكن مع مرور الوقت شفيت بعض الشئ من هذه الفوبيا لم أعد أسارع بالهرب ولكن قراري بالبعد عن كل ما يخصهم أو حتي سماع أختباراتهم لم يتغير.
تذكرت قصة الأم وأطفالها الثلاث وأنا اتابع اليوم علي الفيس بوك الحفلة المقامة للأستاذ “ملاك حبشي” بعد اعلان إسلامه هو وأسرته حسب تصريحة.
وكيف أن الفيس بوك سعيد وفرحان بالنصر المبين٫ نفس فرحتي أنا وأصدقائي بقدوم الأم وأطفالها.
حالة من الكراهية والعداء للأخر تظهر في داخلنا عندما يتحول شخص من فريق لأخر.
مجتمع مشكل بتعبير “علم الاجتماع” أو مريض بالتعبير الدارج، نجود بأموالنا وربما قوت أولادنا من أجل المتحولين لديننا ونظن أننا نتقرب إلي الله، وكأن إطعامنا لجائع، كسوتنا لعريان، تدفئتنا لبردان، شراء لعبة لطفل، مساعدة مريض لشراء الدواء، مساعدة الأرملة واليتيم، الكرم مع الغريب والضيف، مد يد العون لمن هم في حاجه و مساعدة شاب ليكمل تعليمه و حتي زيارة المريض كلها أمور لا تقربنا لله بنفس الدرجه.
نعم نحن مجتمع متشبع بالكراهية للأخر.
ماذا يحدث في الدول الغربية لو تحول شخص من دين لأخر الإجابه لن يحدث شئ٫ لان المجتمع الغربي مجتمع سوي.
أعلم تماما أن موضوع أسلمة ملاك حبشي قد أحزن كثير من الأقباط اليوم، والبعض شعر بالهزيمة والإنكسار وهناك من ركع علي ركبتيه باكيا ليصلي٫ والبعض سب ولعن والبعض وجه اتهامات للكنيسة أو الخدام والبعض كلف نفسه بالبحث عن الأسباب وسيبذل قصاري جهده ليكشف الأسباب الحقيقية من وجهة نظره، وسنسمع الأيام القادمة عن حكاوي ولا حكاوي القهاوي.
لكن دعونا نذكركم بشئ عن الأستاذ ملاك حبشى، فهو شخص عرفناه مع بداية عصرنا ببرامج التوك شو وتحديدا تلك الحلقات التي كانت تناقش قضايا الأقباط، كان أحيانا يتم استضافته للرد علي قيادات الأقباط في المهجر مثل العظيم “عدلي أبادير” وغيره من قياداتنا التي اعطت عمرها للقضية والوطن.
احيانا كان بعض الأقباط يشتمون عدلي أبادير ويمدحون “ملاك حبشي”.
اليوم لدينا علي الساحة مئات ملاك حبشي يشتمون قيادات الأقباط يوميا علي صفحاتهم ثم تقرأ تعليقات الأقباط وشتائم من كل الأنواع لا لشئ سوي أننا لنا وجه نظر مختلفة مع النظام، كما كان عدلي أبادير له وجهة نظر مختلفه مع نظام مبارك.
اليوم أقول لمن يشتموننا ليلا نهار أستيقظ فقد يكون من مدك بالمعلومات شخص “كملاك حبشي”.
في النهاية أقول للأستاذ “ملاك حبشي” اتمنالك السعادة وراحة البال، لا يهمني كونك مسيحي أو مسلم أو ملحد.
ولك كل الحق أن تختار الدين الذي يتناسب مع قناعاتك وأفكارك والذي تشعر من خلال ممارستك لشعائره وطقوسه براحة البال