الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
Amal farag
أمل فرج

“مستر إيجبت” .

بقلم / أمل فرج
كان ياما كان ، في قديم الزمان ، يحكى لنا أن الرجل هو الأمان ، الحب ، القوة ، الموقف ، الشهامة ….. ولكن كعادة الرجل المصري ، دائما يحب الإبداع ، ولا يقبل بالروتين ، ولا يفضل أن يكون منتفخ البطن ، مترهل القوام ؛ فهو – دائما – حريص على أناقته ولياقته أمام امرأته ، التي يهتم كثيرا بتدليلها ،كما يحب التطوير والتجديد دائما ؛ “عذرا لمن يشعر بأنني أتقن الكذب” ، ولكن الجدير بالذكر أنه قرر أن يبهر العالم ، و أن يخرج علينا بثوب جديد ؛ ليكون ” ملك جمال الرجال” ..
لم يكتفِ الرجل المصري ، أو كثير جدا منهم -حتى أكون أكثر إنصافا – بأن يتخلوا عن مسئولياتهم كرجال وأزواج تجاه مسئولياتهم ، بل وألقوها كاملة على عاتق المرأة التي خارات قواها ولا تجد من يرحمها ، ويسمع أنينها ، ضرب الرجل بكل هذا كل كلمات عتاب المجتمع له في محاولة لاسترداد رجولته ، بل وغواه غروره وفرط “أنوثته” لمنافسة غيره من الرجال في مسابقة ملك جمال مصر ، أشعر وكأنني أحتاج مراجعة كلماتي ؛ فثمة خطأ كتبت ، وكأنها كلمة “الرجال” ، بالفعل أشعر وكأنها نشاز في إيقاع الكلام ، ولكن للأسف هو نشاز الواقع الذي التقطته السطور ، فنضحت بما التقطت ، عذرا ” مستر إيجيبت” – ملك جمال – مصر ، وعذرا إن بدا الأمر وكأن شيئا يثير الضحك من الأعماق ، كما يثير البكاء المر في عيون الرجال الأحرار ، أنا لا أشير بسطوري إلى شخصك تحديدا ، ولكني أتحدث عن مجرد الفكرة ، والقائمين عليها ، وأتساءل : هل انتهى كل ما يشغلكم تجاه الرجال ولم يتبقَ سوى تصنيف أيهم أكثر جمالا ، حتى وإن كان تصنيف الجمال يشمل الذكاء ، واللباقة ، والثقافة ، فضلا عن الشكل العام وتناسق القوام ، ذلك غير أن صفة الجمال هي من الصفات التي توصف بها النساء ، و إن كان المقصد التعبير عن جمال المضمون والصفات ، فيجوز هذا الوصف ، وبما أن المسابقة قائمة أيضا على معايير شكلية وجسدية فأيا ما كان أتحفظ عليه في إطلاقه على مسابقة تصنيف الرجال أيهم أجمل ، وإن اشتمل التصنيف غير جمال الوجه والقوام ، خاصة وأننا في مجتمع نسي فيه كثير من الرجال معنى الرجولة الحقيقية ؛ فأعتقد أن مجتمعنا بحاجة لمسابقة ” ملك رجال مصر ” تكون معايير الفوز فيها وفقا لمن هم أكثرهم تحملا للمسئولية ، ورعاية لها ، وشهامة مواقفه ، وبنائه لأسرته ومجتمعه ، ولطفه مع زوجته ومثاليته في رعايتها ورعاية ذويه ، وكفاءته في عمله وعطائه ، فضلا عن ثقافته ولبقاته وأناقته ، نحن بحاجة إلى ثورة وليس مجرد مسابقة لإعادة الرجال إلى رجولتهم ، ومنحهم الفرصة ليفهموا ماذا تعني كلمة رجل .

 

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

من يعيد وضع عتبات أبواب بيوتنا ؟!

كمال زاخر الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ حرص ابى القادم من عمق الصعيد على ان يضع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.