تظنه ديوجين و لكنه لم يلتقى قبلا بديوجين,, الفيلسوف الاغريقى الفطين,, يرتسم على اساريره الاسى تلمحه بين الهنيهه و الحين,, يحيا بزهد كما لو انه افقر مسكين,, تتضرر صحته و يتدهور مظهره بشكل مبين,, يعتزل البشر ليس لديهم حيز فى فكره الرصين ,,فالوحدة هى الصديق الذى له الاشتياق و اليه الحنين,, يفضل عنهم حيوان يأنس لملاحمه و يبقى له المعين,, و يسطر فى عشقة الابيات و الدواوين,, و ايضا ينثر الاغراض حوله بشكل لافت للاخرين,, و يرشق بسهامه هذا الداء اللعين,, من يصطدم باحباطات البشر و لا يلتقى بالشخص الامين,, و يطول صراعه معهم لسنين,, و يستهدف ايضا ذا العقل الرزين,, الذى يتفحص افكار رؤوس بنى الانسان فيجدها جوفاء ذات طنين,, و كذلك يقصد ذوى الشعر الاشيب و المسنين,, و هذة الطوائف معرضه ان تسقط فى فخ المتلازمة كمسبين,, و رحله العلاج عسرة قاائمة على كسب الثقة التى تحتاج الى تكوين,, فخبراته مع البشر مليئة بالانين,,و اثبات ذلك للمريض يتطلب براهين,, ليسمح للمعالج بالتمكين,, فهيا نخوض لمعرفة المزيد عن متلازمة ديوجين
متلازمة ديوجانس Diogenes syndrome
ترتبط تسميتها باسم الفيلسوف الاغريق ديوجين
… لكونه أصيب بها في آخر فترات حياته، حيث يقال أنه أهمل نفسه بشدة وزهد الحياة، لدرجة أنه كان يعيش داخل برميل نبيذ
و لم يكن يملك أي شيء .. وكان معتاداً على ضبط النفس والتقشف الصارم معرضا نفسه إلى البرد والحر الشديدين.. فكان يرتدي عباءة خشنة ويحمل عصا ومحفظة صغيرة و يعيش وسط الكلاب و يحمل مصباحا يتجول به ليلا و نهارا بحثا عن انسان صالح ..مستقيم.. عاقل
و هى من اشهر و اغرب المتلازمات النفسية على الاطلاق و يظهر على المصاب بها
ما تظهر لديه الرغبة في إمتلاك الحيوانات، فتجده يحبها ويتعامل معها بإندماج وتفاهم عجيب، في المقابل هناك رفض وكراهية بالغة للبشر
يبدو عليه الإهمال الحاد للذات، والميل للعزلة بشكل متطرّف،
و من اهم علامات هذا الاضطراب ايضا بعثرة الاشياء فى مكان المعيشة و السلوك الفوضوى ,, الادخار او البخل المفرط,, الاحتفاظ باشياء عديمة الفائدة لتخليد الذكرى ,,اهمال نظافة المكان و المظهر و الصحة ,,اللامبالاة, سوء التعذية,
و المصابون بهذة المتلازمة نلاحظ عليهم هذا التغيير فى حياتهم و قد يتجهون للادمان احيانا
مع ملاحظة ان اى شخص يظهر عليه ايا من هذة الاعراض ليس بالضرورة انه يعانى متلازمة ديوجين بل قد اعراض عابرة او سمات شخصية او مصاب باضطراب اخر
الفئات الاكثر اصابة :
يعد كبار السن هم الأكثر عرضة للإصابة بالمتلازمة، والمصابون بانهيار جسدي أو عصبي أو عقلي مرتبط بالخرف
صغار السن الذين يعانون ضغوط النفسية ,,الذين يعانون من حرمان شديد فى حياتهم الاولى,, من فقدوا اشخاص من الاقارب و الاصدقاء,, من لديهم القدرة لتذكر الاحباطات و الاحداث المؤسفة
,او الابناء الذين لاباء يعانوا هذة المتلازمة, الذين يعيشون بمفردهم, مرتفعى الذكاء
العلاج قد يأخد وقتا طويلا .. فمن الصعب جدا تقديم الرعاية الطبية للمصابين لنفورهم من الاشخاص و خوفهم من المؤسسات الطبية .. و لكن يمكن تهدئة هذة الاعراض عبر بعض الادوية .. و من ثم البدء بدعمهم النفسى و ارشادهم بحذر شديد و فى حالة رفضهم علينا بالانسحاب ثم المعاودة و هكذاالى ان نكسب ثقتهم بجانب العناية بنظافتهم و تعذيتهم…
النفس عالم و علم فى ان واحد انه لعالم ملئ بالاسرار و علم كلما تحبرنا فيه لفضننا بعضا من غوامضه التى لا ينتهى… فقد يقابلنا اشخاص يعانون هذة المتلازمات الغريبة… و لكن لجهلنا بطبيعتها قد نفقد فرصة لانقاذ شخص علمنا البسيط عن حالته قد يكون طوق النجاه الاوحد له فى الحياة
اخصائية نفسية
ا. ماريا ميشيل
mareya2000@hotmail.com
الوسومماريا ميشيل
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …