تراقب أنفاسه دون أن يشعر، ترقد بجواره صامته، تتفحص ملامحه، لا تستطيع إخفاء حزنها أو إبداءه، تخشى أن ينام وحيدها ذات مرة على ابتسامة فتستيقظ هي على دموع فراقه بقية العمر، شعور لا يبرح خيال “ياسمين” أو “أم ياسين” كما تحب أن يناديها أهل إمبابة.
المشهد يتكرر بصفة يومية، لم يغب عنها لحظة اكتشاف مرضه عقب الاحتفال بعيد ميلاده الخامس، أعدت له نزهة في الحديقة حيث الملاهي التي يحبها، فسقط مغشيا عليه من فرط اللعب والحركة، حملته الأم على الفور وهرعت به إلى أقرب طبيب، حيث المفاجأة التي أدمت قلبها “آسف يا حاجة ابنك مريض قلب ومحتاج عملية بـ9 ملايين جنيه”.
غامت الدنيا في عينيها، أدركت “أم ياسين” أن عليها تقديم ابنها قربانا لفقرها وظروفها الاجتماعية الصعبة، تقول: “أنا منفصلة عن والده منذ سنوات، ومعاش والدي المتوفى هو ما أعيش به مع والدتي، وليس لي أي دخل آخر”.
الابتسامة التي تضيء حياتها تكاد تختفي، حيث لا مجال للانتظار، تقول وهي تلملم خيبتها “كل التشخيصات الطبية السابقة أكدت أن عنده أنيميا أو فيروس في الكبد، لأن بطنه انتفخت فجأة دون سبب، لكن الأشعة التلفزيونية أكدت أنه مولود بعيب خلقي في القلب، وكان يلزمه عملية زرع قلب منذ ولادته”.