الجمعة , نوفمبر 15 2024
طارق حسان
طارق حسان

يوسف زيدان والذين مش معه .. من طرح ومن ردح ” 1 “

 كتب :طارق حسان

فرق كبير بين الصمت والسكوت وقد يدفعك المناخ السائد فى بلادنا اِلى الصمت ويكون ذلك أفضل وهو بالفعل كذلك , لكن الصمت اِذا اِستمر فهو سكوت وهو الخوف بعينه وحاشا لله أن يكون ذلك
حديثى معكم اليوم عن المعركة أو الهجوم على تصريح للدكتور يوسف زيدان حقّر فيه صلاح الملك الأيوبى وبمجرد أن نطق الرجل بالكلمة بدأ الهجوم وكأنى أسمع صلاح الملك الأيوبى ذاته فى اِحدى معاركه الفيلمية والتى هى معظم تاريخه عند الكثير وكأنى أسمعه اليوم يقول ” هجوم ” على اِبن زيدان مع أن يوسف زيدان لم يقل غير ماوثقه اِبن أثير واِبن اِياس واِبن تغربردى واِبن خلدون واِبن شداد واِبن عبد الظاهر واِبن مماتى وأبو شامة والبغدادى والسخاوى وخليل الظاهرى والمقريزى والنابلسى ود/ حسن اِبراهيم ود/ محمود اِسماعيل وقائمة لا يتسع المقال لحصرها أو تحديد الصفحات التى ذكروا فيها أفاعيل لصلاح الملك الأيوبى أظن معها أن زيدان كان لطيفاً بعض الشيى فى اِستخدامه لوصف ” حقير ” لهذا الملك
الأسماء المذكورة كلها وأكثر منها متاح على جوجل كلها ويكفيك فقط بأن نكتب اِسم المؤرخ ” من يريد أن يبحث ليتأكد فالأمر لا يزيد على ضغطة زر” أوك ” , غير ذلك فلسنا مسئولون عن صب المراجع والصفحات فى ملعقة ونضعها فى الفم لأذهان ألفت العنعنة والكسل “
سيقول قائل أن اِبن جبير قال ما يشبه عكس ذلك وسأقول نعم وأذكر ذلك أيضاً لكنى فى ذات اللحظة أذكر ماكتبه الباحث المصرى الدكتور/ محمد زينهم أحد محققى كتاب اِبن جبير وقال نصا ” كانت رحلاته أشبه بدعاية سياسية لدولة الموحدين اِذ لا يكف اِبن جبير فى صفحات كتابه عن تمنى أن يمتد نفوذ تلك الدولة من مصر اِلى الحجاز ” وأعتقد أن الأمر بذلك سياسى باِمتياز وأن أسباب اِختلاف اِبن جبير ” بدرجة ما ” عن معظم المؤرخين هى فى ذات اللحظة حيثيات نسفها
ملخص ماكتبه المؤرخون عن كوارثه انها كانت قتل وتشريد ونهب و” اِقطاع ” أراضى وقرى وأبعديات لأسرته وحاشيته وجنوده ” خد بالك من كلمة اِقطاع كويس لتأثيرها فيما بعد عصر صلاح الملك الأيوبى ” واٍستيلاء على كنوز الفاطميين وكذلك كان القمع لمن يفكر فى الثورة ضده أو مجرد اِبداء اِعتراض على سياسته وكذلك الاِضطهاد لمسيحيون ويهود وكذلك اِعدام السهروردى وهروب اِبن سابين من نفس المصير وأكثر من ذلك بكثير فى عموم دولته أو ملكه ” راجعوا المصادر ياأكرمكم الله لو سمحتم “
أقف هنا أمام موضوع أكده معظم المؤرخون وأعاد ذكره الدكتور يوسف زيدان وتحدث شخصنا المتواضع ” لكن بمنظور أخر ” عن هذا الموضوع أو هذه الكارثة كثيراً ألا وهى بناء القلعة وباقى بنايات ملكه وأسرته من أحجار الأهرامات
وذكر زيدان ” نقلاً عن المؤرخون السابقون ” أن صلاح الملك الأيوبى هدم ثمانية عشر هرماً من أهرامات الجيزة وبدأ الدكتور يوسف زيدان فى كتابة سلسلة من المقالات يواجه بها هذا ” الهجوم “و يوضح بالدليل والوثائق والمراجع وبأرقام الصفحات أيضاً ورغم ذلك اِستمر ” الهجوووووم ” ولاحظت أحدى منشورات صفحته على الفيس بوك ولفت نظرى تعليق كتب فيه أن صلاح الملك الأيوبى دمر ثمانية عشر هرما بنى بها قلعته فأرسلت له على الخاص رسالة ملخصها أن العين عليه فى هذه الفترة وأى تعليق قد يأخذه عليه المتربصون وهم كثر و واجبى أن أنصح فقط فرد الرجل باِحترام على رسالتى فى ذات اللحظة قائلاً ” هذا هو المسجل لدينا فعلاً ولم يُسجل غيره ودار بيننا حديثا شكرته بعده وبادلنى الشكر
صدر بيان فى 23 / 5 / 2017 من الجمعية المصرية للدراسات التاريخية يستنكر تصريحات زيدان باِعتبارها غير مسئولة وغير علمية وبنيت على خيالات شخصية وصدرت من غير متخصص ” البيان موجود على جوجل ! ومن غير متخصص ! وخيالات ! ”
ونطرح هنا عدداً من التساؤلات
1: هل المنوط بهم الرد فى هذا الموضوع تحديداً ” وهو الأهم واِن شئت الدقة قلت الأصل والهدف ” هل هى وزارة الأثار و علماء الأثار أم المؤرخون أم الاِثنان ؟!
2: لأى أسرة تنتمى الأهرامات التى تم تدميرها وماهو عددها بالتحديد ؟
3: هل كان تدمير الأهرامات ” لو تم بالفعل ” كان بغرض الحاجة للأحجار ؟!
4: كيف تم نقل الحجارة لو كان تم تدميرها بالفعل ؟!
5: هل قلعة صلاح الدين ومبانى دولته بالفعل مبنية من أحجار الأهرامات ؟!
6: هل صلاح الملك الأيوبى هو أول من فكر فى تدمير الأهرام لحاجته لمواد البناء كم زعم المؤرخون ؟!

7:: ألفريد لوكاس فى كتابه المواد والصناعات والدكتور أحمد فخرى فى كتابه الأهرامات نقلوا عن المقريزى والبغدادى أن الكلمات الموجودى على الهرم تقدر بـ ألف ألف كلمة والسؤال لماذا لم يرد ذكر هذه الأهرام الثمانية عشر
وتساؤلات أخرى نعرضها فى الجزء الثانى من هذا المقال ولكن قبل أن أختم أريد أن أعبر عن حسرتى على من هاجموا الرجل ومنهم من استشهد بمقولة سياسية فى الأساس احتفاء بنصر زائف لقائد فرنسى قال وفعل مايفعله كل مستعمر وأزيد على هؤلاء قائمة طويلة من الركل بالقدم منها
” ها نحن عدنا يا صلاح الدين ” قالها الجنرال غورو على قبر صلاح الدين
عندما دخل الجنرال الفرنسي غورو بلاد الشام توجه فورا الى قبر صلاح الدين و ركله بقدمه وقال : (ها قد عدنا يا صلاح الدين)
الجنرال الفرنسي ليوتي حين دخل مدينة مراكش ذهب الى قبر يوسف بن تاشفين وركل بقدمه القبر وقال نفس مقولة غورو :(ها قد عدنا يا ابن تاشفين)
عندما تمكن الصليبيون من الاندلس جاء القائد الفونسو الى قبر الحاجب المنصور ونصب على قبره خيمة و فيها سرير من ذهب ونام عليه مع زوجته وقال : ( أما تروني اليوم قد ملكت بلاد المسلمين والعرب !! وجلست على قبر أكبر قادتهم).
اما الجنرال سوفوكلس ابن فينيزيلوس قائد الجيش اليوناني الذي حاصر مدينة بورصة العثمانية فذهب الى قبر عثمان غازي الكبير و ركله برجله و هو يصرخ : (قم يا ذا العمامه الكبيرة ، قم ايها العثمان العظيم ! قم لترى حال احفادك ، لقد هدمنا الدولة التي اسستها ، جئت اقتلك!)
هل هذه حجة ؟! هلى هذه ردود ؟! هل هذه قرينة ؟! هل هذه بيّنة ؟!

الحقيقة أن الرجل قدم طرحا وفوجئنا بردح وهو لفظ لطيف بنظرى
بربكم , هل حكامنا ملائكة ؟! وهل لم يفعلوا مثلما فعل هؤلاء وربما أكثر ؟!
انها السياسة والمطامع والمصالح يا سادة ويدفع ثمنها الشعوب ولا ولن أندهش لو روى لى أحد أن برلسكونى ذهب وركل قبر القديس غرامشى وقال ” ها نحن قد انتصرنا يا أنطونيو ”
رفقا بالناس يا سادة واذكروا أرسطو فقد قال ” الجاهل يؤكد و العالم يشك و العاقل يتروى “
وأذكركم ونفسى بما قاله إدموند جونكورت
” الناس لا تحب الحقيقي و البسيط ، الناس تحب الأساطير و الخدع “
ويبدو أن الأقدار اختارت لنا أن نكون ممن يكتبون على العلن مالا يفكر فيه كثيرا من الناس بينهم وبين أنفسهم
نلتقى فى الجزء الثانى
دمتم
الواد بلية

شاهد أيضاً

المستشار أحمد بدوى

‏المستشار أحمد بدوي : جرائم التواصل الاجتماعي تكشف عجز القوانين

أن الجريمة على مر العصور في تطور مستمر بتطور الانسان ووسائل ارتكابها والقصد ‏الاجرامي لدى …

3 تعليقات

  1. استمتعت وتعلمت من مقالكم، وتحياتي لكم.

  2. ”الناس لا تحب الحقيقي و البسيط ، الناس تحب الأساطير و الخدع “
    ولكن الحقيقي والبسيط ساحر وأسطوري. الذوق انحدر ومال لأساطير رديئة بسبب الجهل.
    تابعت منشورات زيدان عن صلاح الدين وقت الهوجة. واوجعني اكثر شيء ما ذكره عما فعله بالفاطميين ومكتباتهم. واستغربت انه هو الشهير والفاطميون ودار الحكمة ودار العلم في الظلال. وقتها كنت اقرا مقررا للتاريخ الاسلامي. وانبهرت بتحصيلهم للمعارف وتعلمهم للغات مختلفة وروح الصداقة بين جوهر الصقلي والمعز لدين الله. وتأملت في اسمائهم. وقررت أن العزيز بالله كان الاكثر تواضعا وحكمة ولم احب اسمي المعز والحاكم 🙂 بدأت أتالم من اجل الاهرامات بعد ما قراته عنها في الجزء الثاني من المقال. لم أجد الجزء الثالث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.