الخميس , ديسمبر 19 2024
قطر

كشف مخطط قطرى خطير لتسييس موسم الحج لهذا العام .

كشف الكاتب الصحفى سلمان الدوسرى فى مقالة بجريدة الشرق الأوسط اللندنية المخطط القطرى الخطير لإستغلال موسم الحج سياسى لتمارس نفس الدور الذى مارسته دولة إيران قبل ذلك ، ومحاولة لإيهام العالم بأن السعودية تمنع الحجاج القطريين من  دخول المملكة

واليكم نص مقال الكاتب الصحفى سلمان الدوسرى

نص المقال
بعد فشلها في ترويج مصطلح المقاطعة الرباعية على أنها حصار، ثم فشل محاولات تدويل أزمتها التي على أبواب شهرها الثالث، هذه المرة تسعى قطر للعب بورقة أخرى من باب عل وعسى يتذكر العالم عزلتها، وهي ورقة تسييس الحج، هذه الفكرة القديمة والمستهلكة لم تجدِ نفعاً لكل من ناور وناكف بل وغامر بها. الحكومة السعودية أعلنت أنها ترحب بجميع الحجاج والمعتمرين من مختلف دول العالم، بما فيها قطر، وأن الأشقاء القطريين يمكنهم الاستمرار في أداء العمرة في أي وقت وعبر أي خطوط باستثناء الخطوط القطرية، بما في ذلك التي تنطلق من الدوحة مروراً بمحطات ترانزيت ويكون قدومهم عن طريق مطار الملك عبد العزيز بجدة ومطار الأمير محمد في المدينة، أما بالنسبة لأداء الحج فيمكن للقطريين وللمقيمين هناك ممن لديهم تصاريح حج والمسجلين بالمسار الإلكتروني القدوم جواً عن طريق شركات الطيران الأخرى التي يتم اختيارها من قبل حكومة قطر وتوافق عليها هيئة الطيران المدني السعودية، كل ما تغير عن كل عام أن القطريين لن يستطيعوا القدوم براً للحج لإغلاق الحدود البرية كما لن يتمكنوا من الطيران على الخطوط القطرية، ويمكنهم بدلاً منها الطيران مباشرة من الدوحة لجدة عبر أي شركة طيران أخرى، وهذا ما يتنافى جملة وتفصيلاً مع ما تقوله السلطات القطرية من أن الرياض تمنع مواطنيها من أداء الفريضة، فلم تقلل السلطات السعودية أعدادهم مثلاً ولم تمنعهم أو تفرض عليهم شروطاً تعجيزية أو غير تعجيزية، كل القصة أنهم بدلاً من استخدامهم الخطوط القطرية المحظورة من دخول الأجواء السعودية، عليهم استخدام خطوط طيران تجارية أخرى، إلا إذا كان من ضمن شروط أداء الحج الطيران على الناقل الوطني، فتلك قصة أخرى!

مساعي تسييس الحج ليست جديدة، فمنذ الثمانينات دأبت طهران على تسييس فريضة الحج تحت شعار «البراءة من المشركين»، فكانت تستغل الفريضة في تسيير المظاهرات دون مراعاة لبقية حجاج بيت الله بابتداع مراسم خاصة في مناسك الحج، وفي نهاية الثمانينات وبعد قطع العلاقات السعودية الإيرانية منعت طهران حجاجها من أداء الفريضة لثلاث سنوات قبل أن تعيدهم عام 1991. والعام الماضي منعت إيران حجاجها البالغ عددهم 80 ألف حاج من أدائها أيضاً، متهمة السعودية «بالتخريب» وعدم القدرة على ضمان سلامة الحجاج. بالطبع ليس سراً أن إيران هي من تقف علناً وراء الدعوة لتدويل الحرمين الشريفين نكاية في السعودية المنوط بها تنظيم أمور الحج دون أي تدخل خارجي، فإيران لم تكف عن افتعال الأزمات في كل موسم حج لتصل لهدفها هذا. ما حدث أن النظام الإيراني فشل فشلاً ذريعاً في دعواه هذه ولم تتجاوب معه أي دولة، وعادت صاغرة وسمحت لمواطنيها بعد أن أيقنت أنها لم تجنِ شيئا ولم تجد آذاناً صاغية، هذه المرة تعود الدعوى الإيرانية نفسها لكن عبر البوابة القطرية، التي بدورها لم تستفد من الدرس الإيراني وتسير في درب الفشل نفسه، والأدهى والأمر من ذلك أن سلطات قطر، عبر إعلامها، تنشر الرعب في قلوب مواطنيها تارة بأنه تم منع مواطنيها من دخول الحرم المكي الشريف، وتارة أخرى بأن السعوديين ربما يعتدون عليهم بالقتل إذا ما ذهبوا للحج!

تتغافل الدوحة عن أن ما لم تستطع إيران فعله عبر 80 ألف حاج منعتهم وتحملت وزرهم أربعة مواسم، ولم يستطع القذافي فعله أيضاً بطرح مجنون كهذا، لن تتمكن قطر من فعله بـ1600 حاج تمنعهم وتظن أنها قادرة على إرباك موسم الحج واستغلاله سياسيا في أزمتها. فكرة تسييس الحج في جوهرها لا يمكن وصفها إلا بأنها تفتقد العقل والحكمة والتبصر في عواقب الأمور؛ فموسم الحج سينقضي ناجحاً ككل عام، كما ستنتهي أزمة قطع العلاقات مع قطر وإن تأخرت، وستبقى المحاولات القطرية لتسييس الحج وصمة عار لن ينساها السعوديون قبل حكومتهم

شاهد أيضاً

Justin Trudeau

‏ترامب للكنديين فى حالة الموافقة أن تصبحوا الولاية الأميركية ال51 ستدفعون مبالغ مالية أقل للضرائب والحماية العسكرية

اقترح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مجددا أن تكون كندا الولاية الأمريكية الحادية والخمسين، مشيرا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.