قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد حسم أمره في الترشح لفترة رئاسية ثانية، وأن مؤتمر الشباب الرابع الذي أُقيم على مدار يومين بمدينة الإسكندرية، كان بمثابة منصة لإعلان البرنامج الانتخابي له، مضيفاً أنه صب اهتمامه على دعوة المصريين بالنزول من أجل التأكيد على شعبيته.
وتساءل “حسين” خلال مقاله بصحيفة “الشروق”، عن المرشح الذي سيخوض الانتخابات ضد “السيسي” قائلاً: “والخلاصة أن معظم المحاور التى تحدث فيها الرئيس كانت عمليا هى إعلان شبه رسمى بأن الرئيس السيسى قرر الترشح بالفعل، وأنه واثق من فوزه ويحتاج فقط أن تكون نسبة المشاركة مرتفعة، ويبقى السؤال من هو المرشح الرئاسى الذى سيخوض المعركة ضد السيسى، أو بعبارة أخرى من سيكون بديلا لحمدين صباحى فى هذه الانتخابات؟!”
وإلى نص المقال:
مساء الاثنين الماضى كنت محظوظا فى العثور على مقعد فى القاعة التى تحدث فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى، ليجيب عن محاور محددة من بين نحو 300 ألف سؤال وجهت إليه من المواطنين المصريين من مختلف المحافظات فى إطار فقرة اسأل الرئيس فى مؤتمر الشباب الرابع الذى عقد فى مكتبة الإسكندرية.
الجلسة بدأت فى الثامنة والنصف وخمس دقائق مساء، واستمرت لأكثر من ساعتين، لكن القاعة كانت قد امتلأت قبل بداية الجلسة بأكثر من ساعة ونصف الساعة تقريبا.
الانطباع العام الذى خرجت به من هذه الجلسة أن الرئيس ليس فقط قد حسم أمره وسوف يترشح لفترة رئاسية ثانية بعد أقل من عام، بل إن جلسة «اسأل الرئيس» هذه الدورة كانت هى المنصة لإعلان البرنامج الانتخابى للمرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى.
المواطنة نهال سراج الدين من البحيرة سألت الرئيس سؤالا واضحا وهو: «هل فكرت فى الترشح لفترة الرئاسة الثانية أم لا؟».
الرئيس السيسى لم يجب بوضوح على السؤال ولكن دعا المصريين إلى ضرورة النزول بقوة فى الانتخابات المقبلة قائلا: «لا تستكثروا على مصر اليوم ده حتى لو أمضيتم عشر ساعات فى الشارع ليرى العالم ان المصريين يقرروا ارادتهم بايديهم».
تساءل الرئيس: لماذا لا ينزل خمسون أو ستون مليون مصرى فى هذا اليوم ليقرروا أمرهم؟!!
فى اجابته لمح الرئيس السيسى إلى ان عدم ذهاب المصريين بقوة فى انتخابات الرئاسة قبل السابقة وتفضيلهم قضاء الاجازة الصيفية فى الساحل الشمالى قد جاء بمحمد مرسى وجماعته الإخوان للحكم!
هو لم يقل ذلك بوضوح لكن المعنى كان واضحا فى ضرورة زيادة نسبة المشاركة فى الانتخابات المقبلة.
فى تقدير البعض فإن الرئيس السيسى حسم أمره بالفعل ليس فقط فى خوض الانتخابات التى يبدو تماما انه واثق من الفوز بها، ولكن هو مشغول فقط فى هذه القضية بنسبة المشاركة التى يريدها أن تكون مرتفعة جدا، وليست متدنية، كما حدث فى انتخابات مجلس النواب الأخيرة، لان تدنى نسبة المشاركة سوف ينظر اليه باعتباره تراجعا فى شعبية الرئيس مقارنة بالاكتساح فى انتخابات 2014.
فى ردوده على أسئلة المواطنين فى فقرة «اسأل الرئيس» كان واضحا أن الرئيس القادم سيقدم كشف حساب لما تحقق خلال السنوات الثلاث الماضية من حكمه، لكن الأهم أنه كان يتحدث عما ينوى تحقيقه فى الفترة الرئاسية الجديدة.
وقال الرئيس انه سيقدم فى يناير وفبراير المقبلين كشف حساب شامل عما تحقق. وأغلب الظن انه الموعد الذى سيعلن فيه الرئيس بصورة رسمية عن ترشحه.
الذى تابع كلمات ومداخلات الرئيس خلال جلسات المؤتمر يوم الإثنين الماضى سوف يلحظ ان العديد من المشروعات سوف تنتهى فى 30 يونيو 2018، وهو موعد بدء الولاية الجديدة.
تحدث الرئيس عن المدن التسع الكبرى خصوصا المطلة على البحر المتوسط، وعن الصوب الزراعية والمشروعات السمكية والإنفاق تحت قناة السويس التى ستفتح أيضا فى نفس هذا الوقت. كما تحدث السيسى عن استصلاح مليون فدان جديدة خلافا للمليون ونصف المليون التى تم الاعلان عنها قبل اكثر من عامين. كما تحدث عن استكمال شبكة الطرق والمواصلات، وعن ثقته فى تحسن الأحوال قريبا، خصوصا فى ملف الأسعار، بل انه قال ان الفترة الصعبة فى حياة المصريين اقتصاديا قد انتهت.
كان واضحا ايضا قول الرئيس إن هناك تحسنا مطردا فى أحوال المواطنين سوف يلمسونه قريبا.
والخلاصة أن معظم المحاور التى تحدث فيها الرئيس كانت عمليا هى إعلان شبه رسمى بأن الرئيس السيسى قرر الترشح بالفعل، وأنه واثق من فوزه ويحتاج فقط ان تكون نسبة المشاركة مرتفعة.
ويبقى السؤال من هو المرشح الرئاسى الذى سيخوض المعركة ضد السيسى، أو بعبارة أخرى من سيكون بديلا لحمدين صباحى فى هذه الانتخابات؟!!