بقلم .شحات عثمان كاتب ومحام
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى … حتى يراق على جوانبه الدمُ
رحم الله المتنبي قالها قديما وتخاطب حالنا هذه الأيام فالمتتدبر بعين البصيرة يجد أن هذه الحروف الخالده التى ذكرها فى ديوانه كان يقصد بها انه لا يسلم للشريف شرفه من أذى الحساد والمعادين حتى يقتل حساده واعداءه فإذا أراق دماءهم سلم شرفه لأنه يصير مهيبا فلا يتعرض له ومن يتحدث عن الشرف فى هذه الأيام يطلق عليه إرهابيا ويكال له أقذع الألفاظ التي تأنفها الطبيعة البشرية وهذا حال المصلحين فى كل وقت حين ومن كل حدب وصوب .
ان ما يجري الأن فى باحات المسجد الأقصى المبارك من أغلاق وقتل وتدنيس للمقدسات يعتبر شرف ضائع وأصبح الصامتين يرتدون ملابس تلطخت بالعهر ودُنست ألوانها التى من المفترض أن تكون ناصعة البياض بالعزة والكرامة وميراث الأجداد .
منع الصلوات فى بيوت الله ليس له مبرر فالحق فى ممارسة الشعائر والعبادات والطقوس الدينيه كفلته كافة الشرائع القانونية والدستورية فى شتي بقاع دول العالم وما يحدث الأن مخالفات وخروق وأضحه لتلك القوانين والجميع يقف موقف المتفرج الذى لا حيلة له ولا قوة تحت العديد من المبررات التى تثير السخرية .
لا أقول لنحشد الجيوش العربية أو الأسلامية ونذهب لنقاتل ونعيد للمساجد هيبتها فنحن لا نملك تلك القرارات ولدينا من التحديات فى بلداننا ما يجعل الحشد أولي به الداخل وليس حشداً عسكريا بل هو حشد من نوع أخر وهو الحشد الأخلاقي وأطلاق ثورات الضمير والنخوة والمعايير الأخلاقية والقيم المتوارثه عن الأجداد .
ما أحوجنا الى هزيمة اعدائنا وأعادة شرفنا التليد بالرجوع الى الفطرة السليمة وأحياء السلوكيات القويمة حتى يظهر أجيال تعِ وتدرك معني الشرف الذى نادي به المتنبي يوماً فى هذا البيت الشعري الذى يوازي معلقات أدبيه وبالتالي سيكون تحرير المقدسات الإسلامية أول الأولويات لا اخرها مثلما يحدث حاليا .
فقد أعمت المصالح والأهواء الشخصيه أصحابها وزكمت رائحتها الأنوف وجعلت التفريط فى معاني الشرف هو النبراس والقائد الملهم .
الشرف الملطخ الذي يتمرغ فيه القاصي والدانى يحتاج الى ثورة أخلاقيات سلاحها التنشئة ودباباتها وراجمتها وقاذفتها المدرسة والمسجد والكنيسة والشارع والعمل
بها تصبح كفة الميزان مستقيمه وبها يصبح معني الشهادة من أجل العرض والمال أسمي الأمنيات وأغلاها .
(محمد مات ،محمد خلف بنات )
خمس كلمات فى اناشيد صهيونيه أقدم لهم التهنئة عليها فقد أجادوا أستخدام المفردات فى التعبير عن واقع شباب وشعوب لم يعد الأقتداء بسنة النبي الكريم صل الله عليه وسلم لها منهجاً وضاعت القدرة والقوة والصلابة في ذكورهم حتي أصبح الكثير منهم أقرب للمخنثين منهم الى طائفة الذكور .
أصابوا القول وصدقوا ومقولتهم محمد خلف بنات ليس انتقاصا من قدر الأناث بل اخذوا من صفات البنات الرقه والدلال ولين الكلام وعدم القدرة الجسديه ولصقها بذكور خير أمه أخرجت للناس وكما تلاحظون ذكورنا أصبحوا مثال صارخ للرقة والدلال والنعومة والميوعة .
الثورات الأخلاقية والقيم الجوهرية النظيفة فى المجتمعات لا تهدف الى التخريب بل تهدف الى التعمير وصلاح حال المجتمعات وهذا ما أخذته علي عاتقي منذ بداية مشوار الكتابة ولا أخشي فيه لومة لائم كونه يصلح ولا يضر ويبني ولا يهدم ويعمر ولا يخرب .
فلنتكاتف سوياً أحبتي لنجعل الثوب ناصعاً خاليا من الدنس ولنجعل الشرف معيار لسان حالنا ونغرس ذلك فى أبنائنا وبناتنا لنبدل المقوله الصهيونية الى
(محمد باق فينا – محمد هادينا )
ستطيب مجتمعاتنا بمعيار الشرف والرجوع الي ثورات الضمائر والبعد عن الأهواء والنزعات الشيطانية والمصالح الشخصية المتفرده وعلى النقيض من ذلك فإن خبث مجتمعاتنا سيكون بأستمرار أرتداء ثوب تلطخ بالهوان النفسي وضياع الحمية وغياب الكرامة .
الوسومشحات خلف الله عثمان