حلم طفولتي ان اكون صحافيا ابتدأ منذ الطفولة ، و بالضبط ابتدا يوم ...... رشحت ان اكون صحافي المدرسة في يوم تكريمي خاص .. (و كانت ايضا اول مرة ادفع رشوة علبتين كوكاكولا و قطعتين حلوى الكاراميل لمنافسي حتى ينسحب ) .. طبعا بعد انسحاب منافسي صرت وحيدا و قد تحتم على المدرسين تعييني صحافي للمدرسة في هذا اليوم التكريمي الخاص و الذي سيحضره عدد كبير من الضيوف لا اخفيكم سرا اني كنت مزهوا بلباس الصحفي و خاصة بالبادج .. كنت مزهوا لدرجة اني لم اقم باي استجواب وقتها ... كل ما قمت به هو التمختر ماشيا امام الفتيات كاني لورد بزمناته انقضى اليوم و لم استجوب احدا .. بل اني زدت طين النفاق و الرشوة بلة بكذبي و اقسمت يومها اغلظ الايمان اني قمت باستجوابات لكن االآلات المدرسية المتعفنه لم تسجلها ( عادي .. كل العرب يكذبون .. هي جات علي انا لوحدي) في السنة الموالية كان منافسي الوحيد قد انتقل الى رحمة الله ( كنا في الابتدائية نعتقد ان الانتقال الى الاعدادية رحمة ، على الاقل الضرب هناك اقل من جوانتانامو... قصدي المدرسة ) المهم اني اصبحت وحيدا امام المدرسين ، و طبعا اختاروني لكن بعد التأكد بعناية ان المعدات التي سلموني تشتغل ..و انا ايضا كنت متحمسا لاول لقاء صحافي في حياتي باعتبار اني نضجت عن السنة الماضية و فعلا .. وقفت امام مسؤول كبير لاستجوبه ( كان حيالله مندوب وزارة... لكننا كنا نعتقد وقتها ان مندوب وزارة من المسؤولين .. المصيبة اني لم اهبب ما قمت به السنة الماضية بنسياني الاستجوابات ... بل اني استجوبت ( بالمعنى الحقيقي ) اي اني حشرت المسئول في زاوية و صرت اطرح اسئلة لا افهم كيف تقع في ذهن طفل س : ما سبب تجاهل الشخصيات النافذة لمدرستنا مع اننا نراهم دائمي التردد على مدارس " وسط البلد " و كبريات المدارس الخاصة ؟ س : اليس من المؤسف ان نرى الانشطة الثقافية لا تقام الا بزيارات المسؤولين .. كما لو انها موجهة له و ليس للطفل ؟ لا اريد ان اطيل عليكم ، لكن الرجل اضطر لاستخادم كل زاده الثقافي المضمحل لاجابتي ، ثم و بعد مغادرته ، مددت على قدمي في الساحة العامة من المدير ( شخصيا ) و ضربت ضربا مبرحا امام التلاميذ ( يا شماتة الزميلات اللي كنت اتمختر عليهن فيّ ) عقابا على وقاحتي و كما ايتها طفل فيك يا العالم ... عدت الى البيت باكيا ناقما على المدرسة و اللي خلفوها ، فاستقبلني ابي بعد ان وصلته الاخبار لا ادري ممن ( اصحاب الحسنات كثر ) بصفعتين اتبعهما ركلة ( محمد أبي كلاي ) اردفتني ارضا .. كانت هذه اول دروسي في عالم الصحافة و اهمها ...