قالت صحيفة “الجارديان” البريطانية، إن دول الخليج أعطت أقوى تلميح حتى الآن بأنها تعتزم طرد قطر من مجلس التعاون الخليجى، وذلك بعد كلمة وزير الخارجية الإماراتى، أنور قرقاش اليوم التى حذر فيها الدوحة قائلا “لا يمكن أن تكون جزءا من منظمة إقليمية مكرسة لتعزيز الأمن المشترك وتعزيز المصالح المتبادلة فى الوقت الذى تقوض فيه هذا الأمن وتضر بتلك المصالح، لا يمكن أن تكون صديقنا وصديق القاعدة فى الوقت نفسه“.وأضافت صحيفة “الجارديان” البريطانية، إن قرقاش أوضح أن نتيجة ضغط الرباعى العربى على قطر، كان وعدا للغرب بأنها ستراجع قائمة المتشددين الـ59 التى وضعها الإمارات للتأكد من صحتها. وأشارت الصحيفة إلى أن الإمارات ترغب كذلك فى اعتقال هؤلاء الأفراد وطردهم بالإضافة إلى 12 منظمة أخرى.
وأصر الوزير فى كلمة ألقاها فى مؤسسة “تشاتام هاوس” بالعاصمة البريطانية، اليوم الاثنين، على أن المطالب الخليجية الموجهة إلى قطر لا تختلف عن الشروط التى حددتها اتفاقية الرياض التى وقعت عليها الدوحة. واتهم القيادة القطرية بأنها منذ عام 1995، كانت “متمردة” وعملت بشكل انتهازى على دعم التنظيمات الإرهابية لتحقيق مصالحها الضيقة، التى لا تمس حياة الشعب القطرى.
وشدد قائلا: “هذه القضية لا ترتبط بمحاولة تحويل قطر إلى دولة تحت الوصاية.. وليست مرتبطة بحرية الصحافة.. وليست ناتجة عن وصول القيادة الجديدة إلى السلطة فى السعودية والولايات المتحدة”
واعتبرت “الجارديان” أن تصريحات قرقاش من شأنها أن تتعارض مع زيارات وزيرى خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا الذين جاءا إلى الخليج فى محاولة للتوسط لحل الأزمة، وحذرا من أن أى مواجهة تهدد الاستقرار على المدى الطويل وأن المستثمرين قد ينسحبون إذا لم يتم تسويتها بسرعة مما تسبب فى خسائر اقتصادية طويلة الأمد.
ودعا وزير الدولة الاماراتى للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، من لندن قطر للعودة إلى طاولة المفاوضات، مؤكدا أن الدول الداعية لمكافحة الارهاب الممول من قطر، لا تسعى إلى تغيير نظام قطر وإنما سلوكها.
وقال قرقاش “لقد وجهنا رسالة إلى قطر، قلنا إننا لا نريد التصعيد، ولا نسعى إلى تغيير النظام، وإنما إلى تغيير السلوك، ليس فى سياستكم المستقلة، وإنما فى تأييدكم للتطرف والإرهاب“.
وأضاف “نحتاج لأن يحصل هذا وما إن يحصل، عودوا ويمكننا العمل معا”، وقال قرقاش إن مجلس التعاون الخليجى الذى تأسس فى 1981 ويضم كذلك السعودية وسلطنة عمان والبحرين والكويت “فى حالة أزمة”، وإخراج قطر من المجلس “لا يخدم أهدافه“.
وأضاف “ما نريده فعلا هو إما التوصل إلى اتفاق وتغيير مواقف قطر، أو أن تتدبر قطر أمورها كما تشاء ويمكننا المضى نحو صياغة علاقة جديدة. لا يمكن أن يكون بيننا عضو يضعفنا ويدعم التطرف“.