خٌلقت النفس البشرية على أحسن وأرقى صورة بنائية معنويًا وعاطفيًا وشكليًا فهى مثل الصندوق المكنون بداخله الكنوز والمواهب والابداعات والطاقات والايجابيات ولكن اذا تُركت على سجيتها لكانت غجرية الطباع غوغائية التصرف ومن هنا جاء دور تهذيب النفس وتقليم أظافرها.
التهذيب وتقليم أظافر النفس لايكون بمثابة ازاحة اشياء اصلية فى هيكل النفس البشرية ذاته ولكن هو بمثابة ازاحة التراب عن الجواهر المكنونة بداخل تلك الخليقة العظيمة والكشف عنها
هى بمثابة الصحوة الذهنية والادراكية .. اللحظة التى يعى فيها الانسان ويتقابل مع ذاته ويشعر لأول مرة بشعور السحر والشجن والعواطف والحزن والحب
ومن دون تلك الصحوة تكون النفس غجرية غير مقلمة الأظافر غوغاء وربما الظروف والعوامل الاقتصادية والاضطرابات الاقليمية والسياسية كان لها دور كبير فى غياب تلك الصحوة وتبلد الكثير من المشاعر و خلق حاجز جليدى بينها وبين النسخة الأصلية التى خلقنا الله عليها
لذا ظهرت أعراض تلك الغفوة عن انسانيتنا فى التصرفات الهمجية وقاموس الشارع الفظَ والمنازعات عالية الصوت و انتقاص الكثير من الاخلاقيات والمبادئ والسلوكيات المبهمة البوهيمية والتصرفات الغريبة المثلجة التى نصطدم بها كل يوم .
ولكن من يقدر أن يرفع راية الصحوة الانسانية أهى رسالة طبيب ؟ فكرت قليلأ ثم دقًت بأذنى
نغمات موسيقية راقية من ألة قيمة اًصيلة بأنامل شرقية للفنانة المصرية( منال محى الدين) التى تدق تلك النغمات على ألة الهارب الفرعونية القديمة وحينئذ شعرت أن الطب ودروس السلوكيات والهتافات المجتمعية الشفهية لن تٌجدى فى الصحوة وافاقة النفس البشرية عن جمالها الحقيقى بل الموسيقى ..نعم تلك الموسيقى الخالية تمامًا من الكلمات ولكنها أبلغ من الكلماث وقعًا على النفس لانها تخاطبها من الداخل فمثل تلك الفنانات لا يعزفن على أوتار الهارب بل على أوتار المشاعر وهو تعبير غير مجازى ولا كناية ولا مجاز مرسل بل هو لفظيًا بحتًا فنغمات خارجية جميلة اصيلة تخاطب الأصالة بداخلنا وتخاطب نغمات داخيلة فى سٌبات
على أوتار المشاعر التى طٌمٌست وأبطلنا التظاهر بها ظنًا أنها ضعف أو سفه فى زمن صعب ثم أبطلنا الشعور بها من الأساس ولكن عندما تدخل تلك النغمات الى ثنايا النفس دون استئذان فهى التى تقيم الصحوة الانسانية فتتهذب اللغة والمنطوق والقاموس كله وتتهذب الأفعال وتتهذب اللغة الحوارية المجتمعية فى كل المجالات وتكون كمثل نسمات السلام التى تهدئ من روع المارثون الصراعى الذى لا يتوقف وتعلق بالذهن
وتكون كمثل المضاد الحيوى عالى المفعول الذى يحصن الذهن من أن يعلق به أى ملوثات سمعية فكثيرًا ما نستمع الى نغمات موحدة دون انسجام عالية الصوت تلتصق بالأذهان ولا نستطيع التخلص منها وهى لا تفعل شيئا فى رسالة الصحوة الانسانية العليلة سوى انها تشغل الذهن وتلتصق به بل تقلقه وتجعل من النفس نفسًا مهتاجة لا هادئة .
اذا فألى الأنامل الشرقية أكملى رسالتك فى ملف الانسانية .. د\ماريان جرجس
الوسومد\ماريان جرجس
شاهد أيضاً
مهرجان الفوضى الخلاقة ؟
نجيب طـلال كــواليس الفـوضى : ما أشرنا إليه سلفا حول المهرجان الوطني للمسرح (؟)(1) اعتقد …
المقالة مُركّزة على مفعول واحد لتهذيب النفس، هو نوع من الموسيقى الفاعلة في تهذيب المشاعر النفسية ، هذا جيد ، ولكنه جزء من المؤثرات في تهذيب النفس ، ربما قصدت ذلك ، وربما أخذك الموضوع ، عفوياً ، وأسهبت الكلام فيه . أن تأخذي جانباً من المؤثرات العديدة المفاعيل ليس عاراً أو تقصيراً طالما أعطيت الموضوع حقّه . باركك الرب .
عفواً سادتي ، جوزف الزوقي كاتب التعليق ، كيف أردّ على كاتب التعليق ؟ فيصبح كاتب التعليق ، وكاتب الرد شخصاً واحداً .