بقلم رزق عبدالله
زمان كنت اسمع الحكايات وأقرأ القصص والروايات . فأنا من جيل الرجل المستحيل وأيضاً انا من جيل شباب ثورة التحرير .
ولكني أرفض أن أكون من الجيل الشاهد علي قتل الطفولة والبراءة واستخدام أطفال مصر لشحاتة والتسول ، واظل صامتاً لأن هذا عار علي شباب ورجال ونساء فعلوا المستحيل وسطروا بأياديهم صفحات التاريخ من جديد وصنعوا ثورتان من أجل الحرية والكرامة . وقد تعلمت منذ الصغر حتي يومنا هذا أن مهما كانت الجريمة غامضة لابد من إظهار مرتكبيها ، لان القاعدة تقول ( لا توجد جريمة كاملة ) إنما اليوم أجد نفسي أمام جريمة مكتملة الأركان ومن المستحيل تحديد هوية الجاني .
عزيزي القارئ نحن الآن أمام ابشع جريمة ( قتل ) ذكرها التاريخ وسيظل يذكرها مع تمزيق شريان قلوبنا لأننا نبصر بعينان وقلوبنا كفيفه .
هذه الفتاة التي أمام عيوننا جميعاً قد قُتلت طفولتها علي أيدي مجرم وسفاح لا يعرف الرحمة ورغم هذا هو بريء لأنه صنع الجريمة الكاملة المتكاملة وهو الآن حر طليق لن ينال العقاب علي جريمته والسبب لأننا لا نستطيع أن نحدد هوايته . لماذا ؟
وهنا بدأت اسأل واجيب علي نفسي . من الجاني ؟ هل هي الأسرة الأب والأم ؟
بكل تأكيد لا . لأننا جميعاً نحلم لأولادنا فلزات اكبدنا بمستقبل أفضل مشمس . من منا يريد هذا المنظر لأبنائه . من منا يريد شقاء طفلة من المفروض أنها في هذا السن تلعب وتلهو مع باقي الأطفال الذين يعيشون نفس عمرها . وماذا صنعت هذه الطفلة من جرم حتي تعاقبها الايام وتستيقظ في السابعة صباحاً وبدل أن تنام علي فرشتها وبين احضان امها تنام علي أرضية المترو وتحت اقدام الركاب وبدل أن تمسك في يدها لعبة كباقي الأطفال تمسك اكياس من المناديل الورقية . شيء في منتهى القسوة . لذلك كان منظرها يحزن قلوب بعض الركاب ولكن لا باليد حيله . عزيزي القارئ هل لو كان والدي الطفلة قادرين مالياً ومادياً كانوا تركوه هذه الصغيرة تتسول داخل عربات المترو ؟
واذا وجهت اتهامي للقانون سنجد الكثير من البنود القانونية التي تُحرم وتجرم عمل الأطفال وما يشبه ذألك . إذا المجرم بريء وغير موجود قاتل الطفولة بريء يالا العار . ولكن الدولة غير بريئة . نعم أقولها بكل جرائه الدولة غير بريئة من هذا الجرم لان الدولة مسؤولة عن كل من يحمل جنسيتها الدولة مسؤولة عن حقوق هذه الطفلة الدولة مسؤولة عن كرامتها وتعلمها والقانون والدستور ينص علي ذلك وعلي راحة أبنائها لذألك أطالب من كل مسؤول في دولة من اول فخامة السيد الرئيس حتى آخر مسؤول في مصر .
مصر العروبة مصر الحضارة مصر التقدم مصر ام الدنيا
ان تنظروا الى هؤلاء الاطفال بنظرة حب ورحمة وليست عطف وشفقة وانقذوهم من قاتل الطفولة لأننا سنقف جميعاً أمام الله ونسأل عن هؤلاء الأطفال وبماذا صنعنا من أجلهم . عاشت مصر بكرامة أبنائها.
الوسومرزق عبد الله
شاهد أيضاً
تفاصيل الحكم النهائي الصادر في حق القاضي قاتل زوجته “المذيعة شيماء جمال”
أمل فرج أصدرت محكمة النقض المصرية، الاثنين، حكمها النهائي بإعدام المتهمين أيمن عبد الفتاح، و …