الإثنين , ديسمبر 23 2024
مدحت عويضة

مدحت عويضة يكتب: العسكري المصري لو حافي أنا بيادته

قد يكون بيننا وبين السلطة خلاف سياسي وقد يكون لنا وجهات نظر محتلفة، قد يصل الخلاف بيننا  لحد الإتهامات المتبادلة وقد يشتعل الخلاف  فيستعين كل منا بالكلمات الرنانة في مواجهة الأخر، هذه هي السياسة في كل الدنيا.

ولكن عندما يكون هناك خطر يهدد الوطن فكلنا مصريون ولدينا القدرة علي أن ننحي الخلاف جانبا ونعمل معا من أجل مواجهة الخطر الذي يهدد بلدنا.

اليوم استيقظت كعادتي لأتابع الآخبار المؤلمة لإستشهاد وجرح ٢٦ من جنودنا في رفح.

لن أقول أن الحادث تسبب في جرح قلوب ٢٦ أسرة بل في تسبب في جرح قلوب ٩٠ مليون مصري.

هؤلاء الجنود هم أبناء الشعب المصري كله. ضحوا بدمائهم لأجلنا جميعا ولأجل تراب بلدنا الغالي.

ليس لأحد منا خلاف مع قواتنا المسلحة فالجيش المصري الذي يتكون من كل فئات وطبقات المجتمع هو أغلي جزء من مكونات شعبنا العظيم. كان الجيش علي مدي التاريخ هو درع وسيف لكل المصريين. بعد أربعة ح

روب خاضتها مصر دفاعا عن ما يسمي الأمة العربية، كانت نتيجة هذه الحروب هو أن كل آسرة مصرية

ضحت علي الأقل بشهيد.

فالحزن المخيم اليوم علي ٢٦ أسرة مصرية يشعر به ويعيشه معهم كل الأسر المصرية التي تذوقت هذا الكأس

من قبل وتدرك كم هو مر وقاسي. الشئ الغريب أن الشهداء استشهدوا في السابق دفاعا عن الكرامة العربية

وعن الأرض العربية ولكن اليوم فالأتهامات تطول بعض البلاد العربية بالمشاركة في موت جنودنا وهو ما يزيد الجرح آلما ويجعل العيون تنزف دما.

رغم بعد المسافات والمحيطات التي تفصل بيننا وبين الوطن فدموعنا لم تجف منـذ سماعنا الخبر الحزين.

قلوبنا تعتصر حزنا علي كل نقطة دم سالت اليوم فداءا لمصر ولنا جميعا.

نصلي من أجل أسر الشهداء نشاركهم أحزانهم فمصابهم هو مصابنا جميعا وجرحهم يؤلمنا جميعا والدموع تملئ عيوننا معهم.

نصلي من أجلهم نطلب من القدير أن يلهمهم الصبر والسلوان.

نتضرع  إلي الله آن يداوي جروح قلوبهم فهو الوحيد القادر علي تعزيتهم، فكلمات العالم كله تعجز عن تعزيتهم ولكن نثق أن الله قادر.

ولكل عسكري وضابط صف وضابط بقواتنا المسلحة آقول الله.

أنتم فخرنا وعزنا ومجدنا أنتم أفضل وآعظم من فينا. أنتم تموتون لنعيش نحن. آنتم تسهرون لننام نحن.

تعيشون في العراء لنسكن البيوت نحن٫

نعلم دوركم ونقدركم إن وضعكم تيجانا علي رؤسنا لا يكفي بل أنني كمصري آقول لأصغر عسكري فيكم أخي لو آنت حافي يشرفني آكون بيادة ترتديها في قدميك لتحمي قدميك من لهيب رمال الصحراء  صيفا وصقيعها في الشتاء.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.