يعتل الجسد حتى و لو شكى من امر بسيط و سرعان ما نستجيب فمعاناة الجسد حدث رهيب،، نسعفه و نداويه بكل الاساليب،، اما عند النفس فتنقلب الموازيين فنأخذ الاعتلال باستهتار غريب،، تئن و تتوجع و تنكسر فى صمت و لا من مجيب،، فنعتقد انه ذلك درب من الوهم و الاكاذيب،، نتحامل النفس الى ان تخرج عن صمتها محدثة صراخ صخيب،، يصدع دويه فى الصحة بأثر مريب،، مازال ذهننا مقيد بأغلال ان اللجوء للمعالج النفسى امر يعيب،، فكيف لمؤمن لا يحتمل التأديب ،،فما الواقعة انها ثمة بعض التوترات و الاكتئاب،، و ريثما النفس تطيب،، و ما الامر ان تحملنا بعض الانكسار و الاحباطات و عبرنا عنه بسيل جارف من البكاء ذا النحيب،، و ما يسؤك ان تحبس همومك فى قفص صدرك نعم انه تعذيب ،،احتمله بدلا من افتضاح سرك لهذا الطبيب،، فالكدر يعكر الماء و بالانتظار يصفو و يأخذ فى الترسيب،، هذة المغلوطات و تكرار الضغوط و ينبأ بدمار على الوشك القريب،، فتنتشر فيروسات اجتماعية محدثة معاناة و تخريب،، و لنقى انفسنا و مجتمعنا علينا اللجوء لمعالج نجيب
المعالج النفسى من الشخصيات الطيبة المثيرة للجدل و الاقاويل فما وراء تلك الشخصية الغامضة الكثير من المغالطات التى ستبينها جليا للفصل بين التباس الامور
كثيرا ما تظهر الاعمال الدرامية المعالج النفسى بأنه غير سوى فيرى الكثيرين كيف لشخص غير مستقر نفسيا ان يعالج المضطربين
و حقيقة الامر انها صورة مغلوطة شوهت بها بعض الاعمال الدرامية صورة الطبيب نفسى الذى هو طبيب طبيعى تماما كباقى الاطباء لكنه تخصص فى دراسة الاضطرابات النفسية و علاجها
ارتبط فى ذهن العامة استخدام الطبيب للكنبة المريحة و الاسترخاء و بمكر يعرف عنك ما لم تريد اشفاءه من ادق كمائن اسرارك
و لكن هذة التقنية العلاجية تعد باكورة التجارب العلاجية الخاصة بمدرسة التحليل النفسى فقط و يوجد اساليب و اساليب علاجية اخرى عديدة… و الطبيب النفسى لا يريد معرفه اسرارك لافشائها بل ليساعدك فى الوصول لجذور المشكلة و بتالى التخلص منها تماما,, و ايضا نلجأ لهذا الاسلوب كنوع من التفريغ للطاقة السلبية التى هى منشأ لعقد و اضطرابات عديدة
و هناك فئة ترى ان المعالج النفسى ينكر وجود الله و دور الدين فى علاج النفس المضطربة
و لكن ينبغى ان نفصل تماما بين الجانب النفسى و الجانب الدينى .. و ليس بالضرورة التدين هو حصن الوقاية من المرض النفسية …فالمعالج النفسى لا يعتقد بهذة السطحيات فالمرض النفسى كما المرض العضوى اى شخص معرض للاصابه به المتدين و غير المتدين و كلاهما يحتاج لطبيب و دواء
الطبيب النفسى هو ظاهرة غربية و التعامل معه لا يناسب شرقيتنا
..و هذة فكرة غير منطقية فلكل مجتمع مشاكله الاجتماعية و السلوكية و النفسية التى تحتاج لمتخصص للتعامل معها لئلا تتفشى الافات الاجتماعية الخطيرة التى ان تطيح بمستقبل امه …كظاهرة اغتصاب الاطفال,الارهاب, الجريمة, التحرش…الخ
يعتقد البعض ان للطبيب النفسى قدرات خارقة لحل المشكلات
كثيرون يأتون للطبيب النفسى بمشكلات طابعها اجتماعي و ليس نفسى يعانون منها منذ سنوات و يريدون ان يجدوا حلا لها فى لحظات ..و هذا غير واقعى بالمرة فمثل هذة المشكلات كما نشأت فى سنوات يحتاج علاجها لسنوات و لجسات عديدة و كل جلسة ستأخد بعض التعليمات و يجب تنفيذها بدقة …فالعلاج النفسى لا يأتى بنتائج سريعة كالعلاج الجسدى
.. لا تتوقع ان يعطيك الطبيب بعض كبسولات الدواء و التى سترى بعدها سحرا فى حياتك
و البعض يرى ان لطبيب النفسى سيدخلك فى الدوامة فاحذر من اللجوء اليه فالمرض النفسى لا شفاء منه
و علينا العلم بأن طبيعة المرض النفسى معقدة جدا ليست كالمرض الجسدى علاجها و شفائها لا يتوقف على دواء فقط او مجهود الطبيب بمفرده … بل سيتطلب جولة علاجية طويلة تحتاج العديد من الجلسات للمريض دور فيها , و لاسرته, و للمحيطين به و تطبيق تعليمات المعالج بمنتهى الدقة فأذا حدث خلل فى ايا من هذة الجوانب لا يتم العلاج.. فعلاجه يطول و لكن اذا تم بدقة فالشفاء نتيجة حتميه فلا داء بلا دواء
غالبا فى الامور الغامضة التى تحيطها علامات الاستفهام نشبع الظمأ المعرفى بالمعلومات المستقاة من الدراما و وسائل الاعلام و ما يؤكد لنا صدق المعلومة تكرار توارده بطريقة معينة و لكن يجب التنبه ان ذلك ليس المحك الاصدق و الاوحد بل علينا الرجوع الى اهل العلم و التخصص لرسم الصور الذهنية الدقيقة
اخصائية نفسية
ا. ماريا ميشيل
mareya2000@hotmail.com
الوسومماريا ميشيل
شاهد أيضاً
لا تقلق أنها جملة اعتراضية!!
كمال زاخر الإثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ مازالت الرسائل التى تحملها الىَّ آليات العالم الافتراضى، على …