ماجدة سيدهم تكتب : امرأة التجاوز
3 يوليو، 2017 مقالات واراء
وحين يكتفي بالليل رفيقا بعد ساعات شاقة من العمل يذهب متسكعا تحت قبعة المساء ..يميل إلى الحانة ..ومن بريق الخمر يتألق جدا ..ينفرد عن ندماء الصخب.. يهاتفها .. يطلق العنان لضحكاته غير المرتبة ..مخمور بالإنتشاء.. مولع بالجعة والفرح فتبدو طفولة النبيذ مبللة بالقداسة ..
عاشق.. مجذوب في ملكوت العشق يتلو اشعاره الصريحة بالوداعة .. يصنع صخبا يليق بناسك انهكه الهذيان …
هناك وعلى الجانب الآخر من الولع تقف بدورها عبر شرفة الترقب تنتظر شغف حكاياه..غير أن مسافة الامتداد يمحوها صوته المستحيل ..تشطرها اللهفة فتافيت.. وجدا يسكرها الضحك والثرثرة معه فتنسكب في كأسه الأبيض نبيذا غائرا له ايقاع الخدر .. يتجرعها قطرة قطرة ..ومضة ومضة فيحيلها الى شظايا من غناء وبريق .. ..
هكذا كل مساء وعن سائر الساهرات تنتظره.. فأصبحت هكذا امرأة الطريق ..امرأة السهد والصقيع والمطر والانتظار المضني ..امرأة المشوار اليومي حين يتجه إلى عمله أو إلى صفير القطار عائدا إلى بيته ..تطمئن أنه أخذ المقعد المقابل للانصات ومن وقع أقدامه تعرف أنه بلغ صوفية الضوء ..تتعمد بدورها في نشوة الامتلاء والتجرد الشريف ..
مباركة هي بين كأسات الخمر ..بين ناسكات المجون و عذارى عشق الانتحار . ..هذا يحدث كل مساء حين ينفرد عن الندماء يهاتفها ..امرأة الهاتف ومنتصف الليل . امرأة اختارت أن تكون كوكتيلا نبيلا منذ صار انشطارها معه افتخارا حيا عن حكايا الضوء ..امرأة التجاوز هي ..