الإثنين , ديسمبر 23 2024
شحات خلف الله عثمان

أساسيات المحام المتميز رؤية شخصية .

بقلم . شحات عثمان كاتب ومُحَامْ
ثقافة المجتمعات أصبح المشهد أمامها ضبابيا فى التعامل مع المحامين وهناك بعض العناصر والأسس لو تم أتباعها فسيكون هناك مُحام يشار له بالبنان وهذه العناصر أراها فى النقاط التالية :
1- المظهر العام.
كما يقال العين دوما تعشق البدايات فإن كان المحام مهندما أنيقا فى مظهرة محافظاً على وقارة فى نوعية الملابس وتسريحة الرأس بكل تأكيد سيلاقي القبول فى النفس لدى الموكل ولدى الهيئة القضائية التى سيقف أمامها طالبا حق موكله إذ من غير المقبول ان نري محام يرتدي تيشرت عليه رسوم مثلا يحضر للدفاع عن موكل لا أقول ارتدى افخم الملابس وارقاها فالأمكانيات تتفاوت لكن قد تكون ملابس بسيطة لكنها تحمل وقار وهيبة لصاحبها ونتذكر القصة الشهيرة للعالم الجليل الذى جمع رجلية عند رؤية الشخص الأنيق وعندما سأله سؤال اكتشف جهله فقام بمد رجلية مرة أخرى وهذا ما سيكون محل شرح فى حينه .
2 – التواصل الفعال.
المحام الناجح مثل عضو البرلمان يحتاج لتكوين شبكات اجتماعية ويشاطر المناسبات فى الافراح والأتراح ويهرع للمساهدة متى ما طلبت منه وبذلك يكتسب محبة فى القلوب وسيكون الخيار رقم واحد بالنسبة لموكلية لاحقاً
3 – البعد عن مواطن الشبهات .
إن كان موطن الشبهة يحتوى بداخله على رمز الميزان والعدل هنا نعلم علم اليقين انه لن يكون صالحا لتولى زمام الأمور فى الدفاع عن النفس او المال او العرض ، فكيف لمرتاد ملهي أو جالس فى مجلس مخدرات يرى شخص ينتسب لمهنة المحاماه ويطلب منه ان يقوم بالدفاع عنه !
3 – الاسلوب واللغة
المحام الناجح هو من لا يترك شاردة ووارده فى ورقة او جريدة او كتاب أو حتى لوحة اعلانية دون تمحيص وفحص وقراءة القراءن الكريم والكتب السماوية بصفة دورية كونها تنمي لدية الثقافه واللغة وبقدر كثرة القراءة والتعلم بقدر التميز والتفرد ، ولا ننسي أستخدام الاسلوب المناسب مع الموكل فالعقليات تختلف والمستوى الثقافي يختلف من انسان الى اخر ، واعلم علم اليقين بقدر التمكن اللغوي بقدر أسر العقول والسيطرة على زمام الأمور .
4- الجراءة
خصلة من الخصال والشمائل الضرورية لمقتحمى مجال القانون فهى التى سيبني عليها الوقوف بثقه وطمأنينة فى محاريب العدالة وإن فقدها صاحبها أصبح مهزوزاً محلا للسخرية .
5 – الاحتواء
المقصود بالأحتواء هنا التعامل مع الموكل باعتبارة إنسان وضعته الظروف فى هذا الموقف وقد يكون المحام فى ذات الظرف لذا التعامل معه يجب مراعاة الأنسانية فيه بالدرجة الأولي وعدم أشعارة بالذنب أو الأستهجان ، بمعنى أخر اجعل من موكلك صديقك مع وضع الشعرة الفاصلة فى طبيعة التعامل وبقدر اقترابك منه ستحصل على المعلومه التى ستبنى عليها الكثير لاحقاً .
6 – الأصغاء
الأصغاء للموكل وعدم التأفف أو قطع الكلام من الموكل هام جداً ، دعه يتحدث وأستمع بأهتمام. ولا تنشغل عنه ودعه يفرغ كل ما فى جعبته كونه سيرسم لك الخطه التى ستسلكها .
7 – التدوين الكتابي.
اثناء حديث الموكل امسك ورقة وقلم وسجل العناصر الرئيسية ورؤس موضوعات محور حديث الموكل ولا تناقشه فيها على الفور. بل انتظر عند انتهائة وناقشه فى كل ما يحتاج التوضيح .
8 – قراءة لغة الجسد للموكل
كانت لدينا دورات فى قراءة لغة الجسد body language وهى دورات مهمة جدا لمن يرغب بالعمل فى المجال القانوني ويمكن البحث عنها بسهولة فى محركات البحث على الأنترنت واذا اتقنتها وعلمت تاثيراتها على الموكل ستكتشف بسهوله الصدق وعدم الصدق لدى الموكل ومتى تحصل منه على المعلومه ومتى تناقشه فيها وهذا العلم سيريحك كثيرا فقط حاول البحث عنه ولن تندم .
9 – الصدق والمصارحة
الصدق مع الموكل ومصارحته بطبيعة الواقعة والنتيجة المترتبة على الفعل عنصر هام جدا فى التعامل وان اوهمته بأكثر من الواقع وجعلته يعيش مستوى طموح أعلى ستكون الخاسر الأكبر والطرف الضعيف عند النقاش لذا كن صريحا صدوقا تهيئ الموكل لتقبل الأمر .
10 – بيان الدور
دورك كمحام هو بذل العناية الواجبة دون تحقيق النتيجة فالنتيجة لا تملكها أنت بل كل ما عليك فعله هو بذل العناية والجهد والسعي ولك فى معيار الرجل المعتاد المعيار فهو الذى سيتم محاسبتك به وعليه فى حال تم رفع دعاوي ضدك بالأهمال والتقصير وعليك ان تجعل موكلك عالما بنتيجة الفعل وماذا يمكن ان تكون عليه طبائع الأمور عند صدور الحكم. ولا عيب فى ذلك فلكل جريمة عقوبة ولكل عقوبه حد أقصي وحد أدني .
11 – تحديد المقابل المادي .
التحديد للأتعاب نظير الخدمة هام جداً ولا يصلح ان تقوم بطمس هذه الجزئية والاعتماد على تحصيلها مجزئة تحت بند رسوم او تصوير او مواصلات او او او …..
من البداية كن صادقا مع نفسك ومع موكلك فى جزئية الأتعاب فأنت لم تخلق وتمتهن تلك المهنه لتركض خلف الموكل بحثا عن اتعابك ، بل خُلقت لتكون صاحب رسالة تراعي الله فيها وتراعي حالات الموكلين وفى نفس الوقت تحفظ كرامتك عند طلب اجر عملك .
12 – السؤال والقراءة والأطلاع والبحث الدائم.
ليس عيبا ان تستشير زملائك وزميلاتك ممن يفوقونك خبرة فى المهنة فالعلم يتفاوت بين انسان واخر وممتهن المحاماه يظل طالب علم حتى ينتهي أجله وخذ المعلومه من الجميع وأبني عليها وقد تعايشت مع ذلك فى بداية عملي فقد رآيت أساليب الكثيرين فى الترافع والكتابة ومن خلالهم ظهر أسلوبي الخاص فى التعامل والكتابة لذا لا تستهين بطلب النصيحة ولا تستحي من طلب المعلومة فهذا لن ينقص من قدرك وتذكر انه فوق كل ذى علم عليم .
13- البعد عن النسخ واللزق فى المذكرات المكتوبه.
هنا فعلا الطأمة الكبري التى يقع فيها الكثير وهى الأعتماد على النماذج فى المكتبات او على صيغ الدعاوي المتداولة على الأرصفة لكونها تجعل العقل متحجراً وغير قابل للتطوير والتقدم فى استعمال الملكات الفردية ، دع امام عينك أن من كتبها ليس افضل منك حالا بل انك قادر على ان تكتب مثلها واحسن منها ولا تعتمد على النسخ واللزق من الدعاوي السابقة فلكل قضية حيثياتها ووقائعا ولكل حيثيات ووقائع اسانيد واسباغ نصوص ومواد قانونية .
يطول الحديث فى هذه العناصر وحرصاً على عدم فتور القارئ الكريم جعلتها فى صورة مختصرة موجزة .
كنت معكم فى شرح تلك الأسس من وجهة النظر الشخصية فما شابها من قصور فهى من طالب علم ما زال يتعلم فى محراب العدالة وما كان فيها من فائدة أسأل الله ان يجعلها صدقة جارية عن والدى ووالدتي فقد حاولا بقدر أستطاعتهم انجاب انسان يهيئ له ربه قلماً ينفع به الأخرين

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.