على اللسان بحور من العبارات,, بريق العينين يفيض باطلالات,, قلم ينسج كلمات,, تتباهى بها قواميس اللغات,, ذهن يضوى باشراقات,, يوما تصير اختراعات,, دافعية نشطة طوال الاوقات, قادرة على صنع المعجزات,, هكذا فى الفؤاد رغبات و رغبات,, لكن لا مكان لها فى الواقع هيهات ,,فهناك من يحد هذة الانطلاقات,, و يقمع هذة القفزات,, و لا يبالى بتلك الصراخات المكتومة,, التى تطلقها نبرات قلب حزين,, يعيش فى كبته سجين ,,خلف ضلوعه دفين,, فيضيق به ان يجلس بمكان مستكين,, فكيف لمكان ان يحوى رغبات و تطلعات سنين ؟؟ و يظل هذا القلب المسكين,, يبكى كبته بأنين,, لعله يجد معين,, يفك كربه و ضيقه اللعين,, فما اقسى ان يسيج الفكر باغلال,,,و ان يقصف القلم الناطق بالاقوال,, و ان يقابل كل ما هو جديد باهمال,, الى هنا يعجز الاحتمال,, ان يهدأ من وقع تلك الاحوال,, ففى ذلك المناخ يجد الكبت تربة خصبة ليترعرع بفروعه ذات الاشواك,, ملتفا حول عنق الامال فيخنقها شيئا فشيئا,, الى ان تختفى و تباد فما ابشع ظاهرة الكبت التى تمنع الفرد عن التعبير عما بداخله مما يؤثر سلبا على الصحة النفسية
و يخبرنا الاخصائيون النفسيون عن الكبت بأنه حيلة دفاعية لا شعورية يلجأ اليها الانسان حينما لا يستطيع ان يعبر عن افكاره , مشاعره,, رغباته,, او حينما لا يستطيع ان يتصرف بسلوك معين يرضيه,, و هذا المنع يكون ناتجا عن سلطة المجتمع, الدين, الاسرة , قانون, سلطة فرد ديكتاتورى كرئيس العمل, زميل, شخص يدعى القيادية…الخ
متى يتحول الكبت لظاهرة مرضية ؟
الكبت يلجأ اليه الجميع بمقدار مختلف,, و عن وعى و ارادة.. لكن اذا بالغ الفرد فى الالتجاء اليه كحل لمشكلاته و رغباته هنا يمنع الفرد من مواجهة ظروف بشكل موضوعى و بالتالى عدم حلها ,,و هنا ينتقل الفرد الى حالة المرض النفسى و المعاناة من سلوكيات غير سوية تصل بالانسان لارتكاب الجريمة لاتفه الاسباب
و من مظاهر الكبت النفسى:
التوتر و القلق العصبى فهما نتيجة طبيعية لتراكمات الكبت الذى يمثل ضغطا و عبئا كبيرا فوق طاقة الفرد فيصبح مخرج الطوارئ للانسان المكبوت
المشكلات الصحية تكون ناتجة طاقة الكبت غير المفرغة فتظهر فى صورة اضطرابات القولون العصبى,, المشكلات الهضمية,, الارق ,ضغط الدم, الالام المتفرقة, التهاب المفاصل, تساقط الشعر ,مشاكل بالتنفس و القلب…الخ
الخجل و الخوف: بعض الافراد يكبتون انفعالاتهم و مشاعرهم فينغلقون على انفسهم و يفقدون الثقة بالنفس و يهابون ردود الافعال و نقد الاخرين
التمرد: بعض الافراد حينما يتعرضوع لقمع افكارهم و ممارساتهم و احتياجاتهم يبالغون فى ردود افعالهم و يتصرفون باستهتار رغبة فى تدمير الاخر
انتشار الخصومات و المشحانات و العدواة و الحسد كرد فعل يصدره الفرد نحو الاخر الذى يكبت افعاله و احتياجاته و افكاره..الخ
الانحرافات و الجرائم: كمحاولة لتفريغ الكبت او لجذب انتباه الاخرين
الارهاب و الثورات: فكل من يجمعهم القهر الاقتصادى و السياسى و الاجتماعى يثوروا بشكل انتقامى تأثرا لظروفهم
الكبت كلمة كثيرا ما نستخدمها فى قواميس احاديثنا اليومية,, لكن لا نعيرها اهمية كبيرة مع انها قنبلة موقوته فى رحم الامراض النفسية,, فان لم تجهض قبل اكتمالها فننتظر انفجارها باشرس و ابشع الاضطرابات النفسية و العصبية بعد تراكمات القهر و الضغط المتواصلين
اخصائية نفسية
ا. ماريا ميشيل
mareya2000@hotmail.com
الوسومماريا ميشيل
شاهد أيضاً
لماذا تصلي الكنيسة على المنتقلين !؟
جوزيف شهدي في الايمان الارثوذكسي أن الكنيسة الموجودة على الارض تسمي الكنيسة المجاهدة وأن أبناءها …