بقلم السياسي جمال رشدي
كشف ملف جزر تيران وصنافير الكثر من عيوب ثقافة إدارة الأزمة في مصر على المستوى الشعبي والحكومي ، فالحقيقة والتي يبتعد عنها الكثيرين من المتخصصين والمحلليين في تناولهم للأوضاع في مصر، هو أن كل مشاكل مصر العويصة نتيجة لعدم وجود ثقافة عامة للإدارة ومن ثم وجود ثقافة لإدارة الأزمة. فبداية تناول أي أزمة أو مشكلة يلزم وضعها في إطار إجراءات إدارية من ست مراحل تبدأ بالدراسة. التشخيص. العلاج. المتابعة. التقييم. التقويم، ومن خلال تلك المراحل الست يتم وضع خطط العمل المتنوعة قصيرة وطويلة المدى متضمنه سيناريوهات بديلة لمواجهة أي معوقات لخطة سير العمل ، فكل ما هو قائم على علم لا يسقط ابدا، تلك قاعدة إدارية قامت عليها مجتمعات الغرب ومن خلالها وصلت الي مراحل قوية من التقدم في كل المجالات ، والمقصود بتلك النظرية هو أن كل شئ قائم على تخطيط وترتيب وهيكلة علمية يستطيع الصمود أمام تعرجات ومعوقات اي عوامل تعرية تواجه خطة سير عمله ، وفي مصر كانت منذ عشرات السنوات وليس ببعيد ثقافة الإدارة موروث كمستحضر حضاري من تاريخ أجدادنا كجينات طبيعية داخل الشخصية المصرية فالقدرة على التفكير والنظام وكيفية إدارة الأزمة أو المشكلة كانت حكمة تسكن داخل تصرفاتنا بغض النظر عن المستوى العلمي للشخصية ، ولكن مع تردي أحوال التعليم والمؤسسات الثقافية واجتياح ثقافة خارجية للحياة المصرية كل ذلك إثر بقوة على هوية الشخصية المصرية، فالرئيس الأسبق حسني مبارك ومن قبله الرئيس السادات هما حجر الزاوية في تاريخ مصر فحقبة حكمة تم تجريد وتجريف هوية الشخصية المصرية وحدث تغيير جوهري في تلك الشخصية عن طريق السلوكيات والتصرفات وتناول الموضوعات ، فأصبحت شخصية عشوائية ليس عندها قدرة ذاتية على التنمية والتطور ومجابهة المخاطر وإدارة الأزمات ، فملف جزر تيران وصنافير كشف وبقوة عورة تلك الشخصية فهناك مؤسسات الدولة المختلفة وإدارتها لذلك الملف والذي نضح بقوة داخل مجلس الشعب وحالة الهرج والمرج والعشوائية التي عمل بها الجميع من رئيس المجلس ولجانه مرورا بكل الأعضاء فكان إخراج المشهد سئ للغاية وادي إلى استياء شعبي عارم ليس بسبب موافقة المجلس على ترسيم الحدود مع الشقيقة المملكة العربية السعودية بل بسبب المراهقة في ثقافة التعاطي مع ذلك الملف الهام ، صراخ ضجيج عويل كل ذلك نضح وإنتاج ثقافة مجتمع وشعب ، بجانب هذا هناك الشارع وحالة الانقسام الدي صنعها مشهد إدارة الأزمة داخل أروقة مجلس النواب ومن قبله المؤسسات الحكومية ، ومن مساوئ إدارة ذلك الملف هو الزج باسم القوات المسلحة والأجهزة السيادية كداعمين ومحاربين في إثبات سعودية الجزيرتين ، فتلك الأجهزة هي المنارة الوحيدة التي يثق فيها المصريين والزج بهما في ذلك الملف بهذا الشكل جعل هناك حالة من اللغط وعدم الفهم والإدراك وسط العامة ، وصمت الشعب في وسط حالة الارتباك الذي صنعها المشهد داخل أروقة مجلس النواب ، هو ثقتهم المطلقة في الرئيس السيسي ، وقد أعجبت بما طرحه احد المواطنين على صفحات الفيس عندما قال ، كيف لا نثق في الرئيس الذي عارض الشقيقة السعودية في مجلس الأمن في موقفها من سوريا وكان ذلك حفاظا منه على وحدة الأراضي السورية ونتج عن موقفه هذا وقف إمداد مصر من المواد البترولية وهو في حاجة لذلك ، فكيف نصدق انه يترك تلك الجزر بسهولة لنفس الدولة وهي الشقيقة السعودية.
الوسومجمال رشدي
شاهد أيضاً
لماذا تصلي الكنيسة على المنتقلين !؟
جوزيف شهدي في الايمان الارثوذكسي أن الكنيسة الموجودة على الارض تسمي الكنيسة المجاهدة وأن أبناءها …