الجمعة , نوفمبر 15 2024

ماجدة سيدهم تكتب : ” غيرة “

صديقاتي الحبيبات.. اليوم ذبحتهن ..حين التقينا معا تركن الجمع وبهجة العرس وكل باقات التهاني والورد واندفعن نحوي ورحن يتفحصن مفاجأة بريقي بينهن .. يفتشن سر الأزرق المضيء الذي أمطر على رشاقتي فجأة وأضفي على حضوري وهجا ملفتا ..

الصديقات غيورات ..مشاكسات وعرفن السر .. أنك أنت الحضور الخرافي والحلم الوهمي لسائر البنات ..انهلن بمكرهن وفضولهن يفتشن عنك في اختلافي..في ضحكاتي .يقتفين أثر عطرك النافذ في ثيابي ..في معصمي .. جلدي .. حتى جوربي .. وعن وهج شفاهي رحن يلتقطن وثيقة عهد أول سكيب خمر منك عند فجر أول انشطار ..وكيف هكذا تساقط نبيذك المخملي قطرة قطرة ليشجر بالزهو كل خلايا الانتظار .. وكيف لبوحك سر أبيض ..يجدد شغف البداية مع كل مهاتفة في مطلع كل نهار.. ا…

.الصديقات يتهافتن ويتتبعن ماصنعته ثورة انفاسك من إيماءات حارقة بنداء الروح ..والغائر منها في تفاصيل دمي بالصهيل يبوح .. هكذا الشريرات يرتمين يعانقنّك بعناقي .. يحتضنّك باحتضاني .. يتخابثن كى يلتقطن حرف اسمك واسرارك الكثيرة من ذاكرة هاتفي ودفتري ..ومعا يعدن قراءة كل ما اخترعته وكتبته فيك شعرا وعشقا وولعا ونسكا وغضبا وجنونا وعشبا وعواصف ونزالا وموتا فيك..

الصديقات هذا المساء روعننّي ..اجهدننّي وأنا إمراة غيورة جدا لذا اسقطهن قتلى حين أطلعتهن انتقاما بحقيقة الأمر ..أنك النزف الأخضر والمميت ..وأنك أنت أنت بعينك إله الأمسيات المروعة وأسمر الوهج المضيء ..وأنك لست الوهم المستحيل بل أنت الحقيقة غير المعقولة..والدهشة غير المحتملة ..وكيف هكذا صنعت في داخلي كل هذا الشفاء والشقاء فأصبحت فيك تخريبا بارعا ومثيرا لاستفزازهن ..

أجل ذبحتهن جميعا ..الصديقات ينزفن.. .أما أنا فامتزت بك عجبا ..

أيها الرائع المستحيل أطلعك خبرا ..لازالت الصديقات اللئيمات رغم نزفهن يلاحقنك حتى في مسام مضجعي ..لذا قتلتك قبلهن.. وتجرعت أمامهن عصير قلبك حتى آخر قطرة هذيان…ف بالله عليك اخبرني كيف لسهم عطرك حتى اللحظة يفشي عن عنوانك في روحي المتوجعة بك لحتى تلاحقنك الشريرات في دمي ..

سامحني يالعنتي ..سأقتلك مرة أخرى ومرات كي أحيا وحدي فيك ..كن هانئا يا ساكن الوربد يادمي..

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

خواطر ترمباوي

ماجد سوس في انتخابات 2020 وقف غالبية المتدينين في العالم يصلون من أجل الرئيس ترامب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.