عساسي عبدالحميد
حالة أقباط مصر اليوم لا بعث على الأمل ؛ ولا تشير لأي أفق قد يعيدهم الى وضع طبيعي كرافد هوياتي أصيل
منخرط في التنمية ؛ ومكون حضاري ضارب في جذور التاريخ ؛ هم في تناقص نتيجة اساليب التضييق الممنهجة
والممولة؛ والسبب أن السواد الأعظم من مسلمي مصر متطرفون وهابيون؛ والدولة المصرية
تراهن على متطرفيها الذي يشكلون الأغلبية في تدبير حكم مصر ويتوالدون كالفطر السام
فساكنة مصر من الناحية العقائدية تنقسم الى قسمين؛ القسم الأول يضم مسلمين متشددين
عنصريين وهم الأغلبية ؛ والقسم الثاني أقلية قبطية مسالمة مغلوب على أمرها
هذا بالإضافة الى فئة قلية من المتنورين والحداثيين من خلفية اسلامية .
كل الأقباط يحفظون عن ظهر قلب القولة المأثورة للرئيس أنوار السادات
(( لن يبقى في مصر من المسيحيين غير ماسحي الأحذية ))
وكل الأقباط يتذكرون الاعتداءات و المجازر التي ارتكبت في عهد السادات
في حق أقباط مصر …(( حريق الخانكة في جمعية الكتاب المقدس 1972
اعتداءات رمضان في اسيوط سنة 1975 على ممتلكات تعود لأقباط
تعرض طلاب مسيحيين في الاقامة الجامعية سنة 1980
لاعتداءات من طرف مسلمين – اعتداءات على المسيحيين في اسيوط سنة 1981
مذبحة الزاوية الحمراء 1981 التي أودت ب 86 شهيد و تعرض أملاك الأقباط للإتلاف والتخريب
مذبحة أسيوط 1981 والتي راح ضحيتها جنود وعناصر شرطة من بينهم أقباط …….))
في عهد الرئيس السيسي زادت وتيرة التضييق على أقباط مصر
ففي عهده قتل اكثر من ألف قبطي وتم حرق ما يقارب 100 كنيسة وتم اختطاف حوالي 50 فتاة قبطية
وفي عهد السيسي تم تعرية سيدة قبطية وتطويفها على ايقاع الله أكبر؛ هذا بالإضافة الى تنامي
وتيرة تكفير أقباط مصر واستباحتهم من طرف شيوخ السلفية المستفيدين من حصانة الدولة والأزهر ….
في محافظة المنيا لوحدها والتي كانت معقلا تاريخيا للأقباط صار المسلمون الحمقى
يشكلون فيها 80 في المائة وهم مسنودين ومدعومين من طرف الأمن المتدعوش ..
التشخيص واضح؛ وهو ورم سرطاني ينتشر وزادت وتيرة تفشيه في عهد السيسي
وبكل صراحة في إن الحالة ميؤوس منها ؛ فالعلاج الطبيعي كان متوافرا قبل الثورة الملعونة
23/07/1952 عبر تأطير المواطن وتدبير الاختلاف وتربية الانسان على المواطنة
وتأهيل التعليم كرافعة وقاطرة للتنمية؛ أما اليوم يتسحيل أنسنة
وتأهيل طينة تتخرج على يد برهامي والحويني وحسان .
ساحات المدارس الابتدائية والاعداديات بمصر صارت مساجد يؤدي فيها اطفال المسلمين
صلوات الظهر والعصر برعاية وتأطير مدرسيهم والأطقم الادارية وكلهم سلفيون وهابيون
وفلول اخوان ؛ وكما قال الحويني في احدى تغريداته أن اصطفاف أطفال المسلمين للصلاة
بمدارسهم يرعب الأقباط .
والغريب ان المدارس التي تقام فيها صلوات ويحرض فيها المدرسون التلاميذ على بغض وكراهية
القبطي تجدها محاطة بقمامات من الأزبال ، فبدل توعية النشأ بالمساهمة في تنظيف محيط مدرستهم
والحفاظ على بيئة نظيفة ، بدلا من هذا يزج بهم في مشروع شيطاني رهيب .
المزاج العام للأغلبية في مصر وهم الحمقى مع تفعيل مشروع الدولة الدينية وتطبيق الشريعة
وستكون الدولة مجبرة على تنظيم استفتاء في هذا الشأن؛ لأنها سترضخ للحمقى الذين يشكلون الأغلبية
فهم ركيزة وأساس حكم مصر …
حالة أقباط مصر تتطلب معجزة ، فهم على فوهة بركان .