هاجمت صحيفة الرياض السعودية قطر اليوم، ، في تقرير نشرته على افتتاحيتها تستنكر فيه بإساءة قناة الجزيرة الممولة والموجهة من قبل نظام الدوحة الحاكم للعاهل السعودي الملك سلمان بعد افتتاحه مع الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والأمريكي دونالد ترامب، مركز للاعتدال لمواجهة التطرف في المملكة، خلال انعقاد القمة العربية الإسلامية الأمريكية الأخيرة في الرياض، وهو الأمر الذي كشف عن نهج تلك الدولة الحقيقي، بعد أن هرولت تبحث عن المرتزقة في الإعلام الإنجليزي لتعمد توجيه الإساءة، وما عبرت به عن غضب نظامها من نجاح القمة.
ووفقا للصحيفة السعودية، أكد المحلل السياسي خالد الزعتر، أن كاريكاتير موقع «ميدل إيست آي»، والذي استعانت به «الجزيرة» في الهجوم المسيء قد كشف الحقيقة الكاملة لدولة قطر الداعمة والحاضنة للجماعات الإرهابية، والتي عبرت عن غضبها من مركز الاعتدال الذي سوف يتابع حتى الدول التي تدعم الجماعات الإرهابية، لاسيما وأن قطر لها تاريخ طويل في دعم الجماعات المصنفة إرهابيا كجماعة الإخوان وغيرها من الجماعات المتطرفة.
وأضاف المحلل السياسي أن الكاريكاتير الذي نشر على موقع «الجزيرة» بأنه أحد الأسباب التي أثارت قطر، خاصة الشراكة الثلاثية لمكافحة الإرهاب على العمودين المتساندين في المنطقة السعودية ومصر، لما لهاتين الدولتين من تاريخ طويل في مكافحة الإرهاب بكل صوره.
وتابع «الزعتر» بأن دعم قطر لمرتزقة الإعلام إنما يهدف إلى شق الصف الخليجي والعربي ليس بجديد، وهي منذ فترة طويلة لدعم هذا الإعلام لمحاولة خلق صورة لدولة قطر لتتعدى حدود إمارتها الصغيرة لتخلق منها دولة ذات بعد إقليمي لتكون حاضرة في أي ترتيبات إقليمية في المنطقة، وأيضًا هذا الإعلام يساهم إلى حد كبير في تلميع صورة قطر وإبعاد الشبهة عن قطر بخاصة فيما يتعلق بدعم التنظيمات الإرهابية، وكذلك محاولات الإعلام المرتزق الذي تموله قطر في خلق مثل هذه الصورة من أجل الإساءات للمملكة وجميع الدول العربية، وفي مثل هذا التوقيت يكرس إلى حد كبير مصداقية تصريحات أمير قطر.
وأوضح انه لو كانت قطر جادة في نفيها لهذه التصريحات واثبات أنها لا تزال داخل الإجماع الخليجي كانت سعت قطر للصلح والتقارب وليس للتصعيد، لأن ما نراه اليوم من إساءات ورسومات كاريكاتيرية تعبر عن انحطاط مهني لدولة قطر ولمن تدعمهم دولة قطر وهي محاولة تهدف إلى التصعيد ضد دول الجوار وليس للتهدئة مع دول الجوار.
واستطرد المحلل السياسي، قائلا: نخطئ إذا اعتقدنا أن الأزمة التي تفجرت قبل أيام أنها كانت من تصريح أمير قطر، بل الأزمة تفجرت قبل انعقاد «قمة الرياض» ولاسيما أن الإعلام المرتزق المدعوم من قطر سعى لنشر كثير من الصور المسيئة لدول المنطقة، وكذلك التحليلات التي لم تجد فيها أي مصداقية على «قمة الرياض» قبل انعقادها، وهذا يعني أن دولة قطر منذ البداية تحارب «قمة الرياض»
وأشار إلى أن «قمة الرياض» نجحت في توحيد الصفوف والتلاحم الخليجي العربي والإسلامي، وأيضًا نجحت بشكل كبير بدفع إدارة دونالد ترمب إلى بلورة رؤية واضحة اتجاه المنطقة، وهذه الرؤية ساهمت في سحب البساط من دولة قطر التي كانت سياستها متطابقة مع سياسة الإدارة الأمريكية السابقة، ما أعطى لها بادرة لأن تتحول إلى التدخل الإقليمي في المنطقة وحاضرة في جميع ملفاتها.
واختتم هذا النجاح الذي حققته «قمة الرياض» حول قطر من دولة حاضرة في جميع الملفات إلى دولة هامشية في السياسة الدولية وأعاد قطر في الحقيقة لموقعها الحقيقي على الهامش الذي اعتدنا عليه منذ سنوات طويلة، وهذا ما يفسر الغضب القطري الذي ترجمته تصريحات أمير قطر التي تهدف الى بناء قطر تحالفات جديدة لمواجهة نجاحات «قمة الرياض»، ما يعني أن الدوحة تتجه للتحالف مع رأس حربة الإرهاب إيران؛ لمواجهة نجاحات المملكة ومحاولة ضرب الإجماع العربي والإسلامي، حسب تعبيره.