سلطت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، الضوء على ما قالته آيات عرابي، عضوة الجماعة المحظورة في نيويورك،والتي كتبت: “القضية بأكملها مقصودة لتأسيس قمع ظاهري ضد المسيحيين في مصر، ومحاولة تصدير صورة بأنهم مضطهدون”، زاعمة أن البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، “متواطئ في هذه المؤامرة الشائنة والقاسية.
و قالت الصحيفة أن القيادي الشاب البارز في جماعة الإخوان أحمد المهاجر ربما يكون الأكثر وضوحا بتوجيه هذا الاتهام، حين قال على فيسبوك إنه: “سواء كان من يثأرون من جرائم المسيحيين أو النظام الحاكم، هم من وراء الحادث، فإن النتيجة واحدة”، مضيفا أن: “المسيحيين يدفعون ثمن تحالفهم مع النظام المصري، ولا يوجد حل لهم إلا أن يتراجعوا ويتصالحوا مع المسلمين، أو ستستمر دماؤهم في السيل مثل الأنهار، ولا أحد سيهتم”.
وأكد الصحيفة أن ما قاله المهاجر يعكس خللا فكريا اتسم به إرهابيو الجماعة المحظورة ، يقوم على أن المسيحيين مسؤولين بشكل أساسي عن الإطاحة بالمعزول محمد مرسى في يوليو 2013، ومسؤولين بالتبعية عن القمع الشديد للجماعة بعد هذه الأحداث”.
وتابعت مجلة فورين بوليس لكن بسبب أن الإخوان تربط مهمتها بالإرهاب، فقد اعتبرت الإطاحة بمرسي تحركا ضد المسلمين، يقوده غير المسلمين وحلفاؤهم، ولذلك فإذا كان المتطرفون هم المسؤولون عن هجوم الجمعة في المنيا، فهم بذلك يثأرون من “جرائم المسيحيين” كما قال المهاجر.إلا أن الأمر بعيد عن كونهم متواطئين مع الحكومة المصرية، كما يدعي الإخوان، فقد بات المسيحيون المصريون يكنون الفضل والعرفان بشكل متزايد للقادة الذين يرى الإخوان أنهم فشلوا في حمايتهم مرارا وتكرارا.
وقالت المجلة إن هجوم الجمعة الإجرامي هو الأخير في سلسلة من الهجمات الإرهابية التى تبناها داعش ضد المجتمع المسيحي في مصر، حيث قتل “داعش” 25 شخصا في كنيسة البطرسية بالقاهرة في ديسمبرالماضي، وهجّر أكثر 100 عائلة مسيحية من شمال سيناء بعد سلسلة من الهجمات في فبراير ومارس، ثم قتل 49 مسيحيا في تفجير كنيستين يوم أحد السعف إبريل الماضي.
ونقلت عن معهد “تحرير” لسياسات الشرق الأوسط، إحصاءً كشف أن الإرهابيين هاجموا مؤسسات مسيحية وأفراد أكثر من 30 مرة خلال الـ6 شهور الماضية، ما أسفر عن مقتل 121 شخصا وإصابة 168.
إستراتيجية خبيثة
واعتبرت فورين بوليسي أن هذا العنف ليس عشوائياً، لكنه جزء من إستراتيجية سياسية خبيثة، تقوم على اعتقاد لدى تنظيم داعش بأن الإرهاب ضد المسيحيين سيزعزع مصر، تماما مثل هجمات التنظيم القاعدة ضد الشيعة في العراق، والذي أدى لنسف الاستقرار في البلاد.
وأشارت المجلة إلى أن ادعاءات الإخوان الطائفية لا تتسم بالذكاء الكافي، مستشهدة بمنشور على فيسبوك للقائد الإخواني جمال حشمت، ادعى فيه كذبا أن السيسي ألغى التعليم الإسلامي في المساجد، في وقت تستمر فيه التعاليم الدينية المسيحية في المدارس.
مشاهد من المؤامرة
وقالت المجلة إنه على الخطى نفسها، بعد هجمات أحد السعف في إبريل الماضي، ألقى القائد الإخواني عبدالموجود الدرديري باللوم على المسيحيين في “الكارثة”، وأشار إلى أن العنف سينتهي فقط عندما يصطف المسيحيون مع “المسلمين”، التي يبدو أنه يقصد بها المنتمين للتيارات الدينية.
وفي أوقات أخرى، تصور جماعة الإخوان المسيحيين على أنهم معتدون، فالحزب السياسي للجماعة نشر على تويتر صورة لرجال دين مسيحيين يسيرون بجانب دبابة خلال زيارة البابا فرانسيس للقاهرة في إبريل، معلنا أن “الجيش المصري هو مليشيا الكنيسة”.