الأحد , ديسمبر 22 2024

. تيمورلنك. . . من ذاكرة تاريخ ملطخ بالدماء .

محمد السيد طبق
هو تيمور بن ترغاي السفاح ولد في مدينة كش في جنوب سمرقند في يوم 25 شعبان عام 736 للهجرة و كلمة تيمور تعني في اللغة التركية الحديد اما لنك فتعني الاعرج لذلك يسمى تيمورلنك اي تيمور الاعرج و هو من القبائل البدوية التركية في بلاد ما وراء النهر اي سمرقند و بخارى و يوم مولده هو بحق يوم نحس في تاريخ العالم الاسلامي فقد كان نقمة على البلدان الاسلاميه و مجازره تشيب لها روؤس الولدان.
في بداية امره تمكن بمساعدة مجموعة من الرعاع و الانذال من السيطرة على سمرقند و منها انطلقت فتوحاته الدموية فسيطر على ايران والعراق و هاجم العثمانيين في الاناضول و أسر السلطان بايزيد ومعه زوجته التى جعلها ترقص عارية تماماً امام حاشيته طول الليل
في عام 785 هاجم تيمور مدينة سبزوار في خراسان و قد استمات اهل سبزوار في الدفاع عن مدينتهم و لكن في نهاية الامر استولى تيمور على المدينة و اامر برفع الراية السوداء و معناها الامر بالقتل العام الذي استمر حتى الغروب ثم امر بعد القتلى من اهل المدينة فكانوا 90 الف قتيل عندئذ اجبر تيمور الباقين على قيد الحياة من اهالي المدينة بفصل روؤس القتلى عن اجسادهم و امر المعمارين و المهندسين في جيشه بأن يبنوا برجين من هذه الروؤس و قد قام هؤلاء بتنفيذ امره ، و جعلوا في كل برج درجاً لكي يضيئوا مصباحاً عليه ليلآ و عندما اكملوا البناء وضع تيمور لوحة امام كل برج كتب عليها بآمر تيمور بني هذا البرج من روؤس اهالي سبزوار
ولم يكتفي تيمور بهذا فأمر بدفن 2000 رجل من الاسرى و هم احياء ثم امر بتسوية المدينة بالارض لكي لا تتجرأ المدن الاخرى على مقاومته و قد توغل تيمور بعد ذلك في ايران حتى وصل الى اصفهان و قد قام اهلها بمقاومته ببسالة ذكرها المؤرخون في كتبهم
و استعصت المدينة عليه لعدة اشهر لضخامة اسوارها و لكنه تمكن في النهاية من الدخول اليها
و يروي المورخون ان جنوده كانوا يبقرون بطون الناس و يستخرجون احشائهم فلا يجدون فيها الا القليل من الاعشاب و ورق الاشجار الذي اصبح قوت الناس بعد ان اكلوا كل شئ من الخيول و البغال و القطط و الفئران و قام تيمور بهدم مسجد المدينة و قتل من فيه و يروى ان احد الشيوخ قام بجمع الاطفال و جعلهم على طريق تيمور لكي يستميل قلبه و يرحم بالبقية الباقية من اهالي المدينة و لكن المجرم بدلا من ان يفعل ذلك قام هو و جنوده بدهس هؤلاء الاطفال الابرياء تحت حوافر خيولهم و قتلهم جميعاً ثم امر تيمور جنوده بأن لا يتوقفوا عن القتل حتى يجمعوا 70000 رأس فاخذ الجنود يقطعون روؤس الرجال حتى لم يبق رجل في المدينة ليقطعوا رأسه فأخذوا يقطعون روؤس النساء و الاطفال حتى جمعوا العدد المطلوب فأمر تيمور ببناء 24 منارة من هذه الروؤس تركها خلفه لكي تكون عبرة لكل من يجرأ على مقاومته
في طريقه الى الهند قام تيمور بأسر 100000 هندي ويقال ان معسكره امتلأ بالاسرى حتى اصبح امر اطعامهم مشكلة كبيره و قد قام تيمور بحل هذه المشكلة بسهوله فقد امر بقطع اعناق هؤلاء الهنود جميعاً حتى ان المؤرخون يرون بأن انهاراً من الدم قد سالت تحت اقدام تيمور و جنده و قد وصل تيمور الى مدينة دهلي و دمرها و قد ترك ورائه حين غادر الهند عشرات الابراج المبنيه بروؤس قتلاه المساكين؛ ثم توجه تيمور بعد ذلك الى العراق و الشام و قد قام بقتل عشرات الالوف و دمر حلب و حماه و دمشق و بعلبك ثم جاء دور بغداد حيث ان حاكمها الجبان السلطان احمد الجلائري فر عنها و ترك الناس وحدهم لبدافعوا عن مدينتهم و قد ابلى اهل بغداد فى الدفاع عن المدينه و قتلوا عدداً كبيراً من جند تيمور و استمر حصار بغداد 40 يوماً حتى جن جنون تيمور
من الغضب فامر جيشه بالهجوم العام فهاجموا المدينة من كل جهة و استبسل الاهالي في المقاومة و لكن في نهاية الامر تمكن تيمور من الدخول الى المدينه و قد امر جنده ان لا يبقوا احداً حياً فيها و طلب من كل جندي بأن يأتي برأسين و يضعهما امامه حتى امتلئت المدينة بالجثث و اصبح ماء دجلة احمراً .. من كثرة الدم و لم يغادر المجرم تيمور المدينة حتى ترك ورائه 120 منارة من روؤس اهالي بغداد
وصف احد المؤرخين المرافقين لنهاية تيمور و هو ابن عربشاه :
و مع ان تيمور كان في مأمن من البرد و لكنه احس ببروده كالصقيع داخل جسمه فامر بأن يمزجوا له الاشربة المدفئة و الادويه المنشطه و لكنها لم تنفعه بشئ و قبع في فراشه لا بسأل و لايعلم بامور جيشه و دولته ثم جمع الاطباء و اخبرهم بعلته فقاموا هؤلاء و في اشد ايام الشتاء بروده بوضع الثلج على بطنه و خاصرته و على هذه الحال و لثلاثة ايام كان يتقيأ دماً من فمه و كان يتلوى من الالم و يطلب المساعده من جميع من حوله و لكن هيهات ان ينقذه احد من مصيره الاسود و جاء النداء ايتها النفس الخبيثه هيا الى نار جهنم لتحشري مع بقية الارواح المجرمة و القذرة و ياليتك كنت معي حينها لتراه كالبعير المعقور يتلوى و يديه تمسك برقبته و وجه ينضح دماً و لعناته تضج الى السماء.
محمد السيد طبق

شاهد أيضاً

تفاصيل الحكم النهائي الصادر في حق القاضي قاتل زوجته “المذيعة شيماء جمال”

أمل فرج  أصدرت محكمة النقض المصرية، الاثنين، حكمها النهائي بإعدام المتهمين أيمن عبد الفتاح، و …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.