الجمعة , نوفمبر 15 2024
دكتورة ماريان جرجس

ازدراء وطن .

أصبحت الجملة السائدة المخيفة الان التى نتداولها على جميع الالسُن :- (اسكت دى كدا ازدراء أديان ) !!!
جملة مخيفة قادره على اسكات أى شخص علمانى ,مسيحى ,مسلم يتسائل !
وكأن القانون أصبح هو الحارس الأمين للدين …من يحرس من؟ الدين يحرس القانون أم القانون يحرس الدين ؟ أأديانا السماوية التى نفخر بها فى كل خطاب فى حاجة لقانون أرضى يحميها من الازدراء ؟ أم أن الله القوى الرحيم الذى يسامح كل نسمه ويطلق للانسان حرية عبادته من عدمها يحتاج لقانون ارضى من صنع بشرى يحميه من الازدراء !!!!

عجيب هو فكر الانسان عندما يسن القوانين والدساتير فيعتقد أن الدين وأن الله وكلامه وكتبه وأحكامه فى حاجة للحماية ..وكأن الابن الطفل يعتقد بعقله الطفولى انه مسئول عن ابيه الشاب اليافع وعن حمايتة اثناء حرب ما او معركة ما !

ولكن رسالة جرئية فى وجه البرلمان الذى لم يفعل لنا أى شئ حتى الان …لماذا لم تسن أيها البرلمان قانون ازدراء الأوطان ؟
أهو بالأحرى أن أسن قانونًا يقطع كل لسان يزدرى الله-حاشا لله- وهو الله القادر على كل شئ ؟ أم كان بالأحرى ان اسن قانونًا حادًأ يزدرى كل من يهين الوطن ؟

كم من شخص ازدرى مصر على ممر التاريخ ولم يحُاسب ؟ ..الوطن الذى فى تصورى ازدرائه اخطر وأشد وقعًا من ازدراء الأديان والانبياء لان أى اهانة للوطن هى دعوة صريحة وواضحة لاثاره البلبلة فى الوطن وزعزعة كل احساس بالوطنية والمواطنة داخل قلوب المواطنين !

أعندما صرح مهدى عاكف المرشد الأسبق لجماعة الاخوان المسلمين بالتصريح الشهير :- (طز فى مصر وفى المصريين وأن المسلم الماليزى أفضل من المسيحى المصرى) لم يكن هذا حربة طُعنت فى قلب المواطنة بل كادت تكون اشارة لحروب اهليه داخل قلب الوطن ؟
وتفضيل دم انسان على اخر لمجرد ديانته لا وطنه ولما التفضيل اصلاً؟

أعندما أبدى مرسى الرئيس المخلوع لمصر التحية العسكرية لعائلة الدكتور عمر عبد الرحمن بكل فخر وحب واعتزاز لم يكن ذلك اهانة لاحد رؤساء مصر السابقين ؟ فلكل من لايعرف فعمر عبد الرحمن الشيخ الضرير الذى توفى فى سجون امريكا هو صاحب فتوى اغتيال السادات رئيس مصر الذى استرجع ارض الوطن وانتصر فى حرب أكتوبر واعاد لمصر سيادتها -اتفقنا ام أختلفنا مع السادات – ولكنه فى هذا الموقف وفى تلك الحرب أعاد سيادة مصر الحربية فى المنطقة وكانت نهايته الاغتيال الوقح فى وسط العرض العسكرى ؟

كم من ازدراء حدث بحق الوطن ولم يكن خسائره معنوية فقط بل كاد ان يتسبب وتسبب فى حرائق هائلة بقلب الوطن ونحن لانقول ازدراء أوطان ..ولكن نحابى فقط ونخشى ازدراء الأديان ..الله الذى أحبنا وغفر لنا ويغفر كل ثانية لكل بشر فى احتياج لحماية أرضية منا!
عجبًا لهذا العقل …!!!!

د\ماريان جرجس

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

خواطر ترمباوي

ماجد سوس في انتخابات 2020 وقف غالبية المتدينين في العالم يصلون من أجل الرئيس ترامب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.