الإثنين , نوفمبر 25 2024

ما بين الاكتئاب.. و التقلبات المزاجية.

فى ظلال بضعة اعوام على الثورة المصرية كم قاسى مجتمعنا من ظروف عصيبة تشيب لها الرؤوس الواعدة واجهتها كل اسرة مصرية من الصغير الى الكبير من تدهور مستوى المعيشى وانهيار اقتصادى و ارتفاع جنونى للاسعار و انفلات امنى و بلطجة و اخبار ألمية عن سقوط قتلى و مصابين و اخبار عن اشتباكات و اعتصامات ….. الخ انها حالة جديدة لم يعهدها الانسان المصرى البسيط قبلا التى تميزت حياته بالامن و الاستقرار حيث اتخذت حياته ثوب جديد يتشح بالسواد.. فهذة الفترة التى تبدو انتقالية احدثت تغييرات بالغة فى الاثر تركت بصماتها فى حياة كل مصرى .. من ابرز تلك الاثار تتجسد فى عبارة سمعناها كثيرا و نرددها اكثر .. عبارة يهتز لها جدران القلوب لا تفرق بين صغير او كبير ألا و هى انا مكتئب …

عندى اكتئاب فالاكتئاب اصبح مرض العصر … حيث صنفت منظمة الصحة العالمية الاكتئاب على انه رابع مسبب للانقطاع عن العمل فى العالم و سيكون اكبر ثانى مسبب للانتحار عام 2020
ما نريد ان نحسمه الان هل كل من يردد عبارة ” انا مكتئب” هو بالفعل يعانى من الاكتئاب المرضى بكل من تحملها العبارة من تداعيات خطيرة

اذن لابد ان ندرك ان هناك فرق شاسع بين مرض الاكتئاب و التقلبات المزاجية .. فغالبية الاشخاص الذين يتناقلون العبارة الشهيرة ” انا مكتئب” معظمهم يعانى من تقلبات مزاجية عابرة ربما تكون حادة .. لكنها لم يصل بعد الى الدرجة المرضية لكن متى ننظر الى الوجه الاخر من العملة؟؟ و نشعر بالفعل انه معنا شخص يعانى من الاكتئاب الذى يتطلب علاج نفسى

إليك عزيزى القارئ بعض من المؤشرات الجسمية دون النفسية و الوجدانية و السلوكية التى تساعدك ان تفرق بين التقلب المزاجى و الاكتئاب المرضى

1) فقدان الاهتمام او الاستمتاع بالنشاطات التى كان يستمتع بها الفرد قبلا
2) انعدام الاستجابة للاحداث المحيط على المستويين الاسرى و المجتمعى اختلافا عن العادة
3)الاستيقاظ فى الصباح قبل الموعد المعتاد بساعتين او اكثر و صعوبة الخلود الى النوم
4) فقدان بالغ فى الشهية او الرغبة المفرطة فى الاقبال على الطعام
5) المعاناة و الشعور بالاكتئاب يكون اسوأ فى الصباح
6) فقدان الوزن ( فقدان حوالى 5% من الوزن فى الشهر السابق للحالة الاكتئابية )
7) وجود دليل موضوعى على بط ء او توتر نفسى حركى يكون محل ملاحظة من الاخرين
8) فقدان بالغ فى الرغبة الجنسية غالبا
9) الشعور بالآم مختلفة فى مناطق متفرقة من الجسم دون سبب مرضى او طبى يفسر ذلك

و فى حالة استمرارية هذة الاعراض لاكثر من ستة اشهر متواصلة هذا ناقوس تحذيرى يدل على الصعود الى سلم الاكتئاب المرضى
.. و يسمى الاكتئاب بمرض الاذكياء و المبدعين و احيانا مرض الذين لم يعرف الشر طريقه الى قلوبهم
و يقال ان الفنان الصادق له نفس اميل الى الاكتئاب .. فالنغم و اللون و الكلمة .. ما هى إلا هدير نفوس افعمها الاكتئاب
و لا اجد من اروع هذة كلمات التى نسجها د. عادل صادق استاذ الطب النقسى جامعة القاهرة لتوجز باختصار عن كمائن التجربة الاكتئابية من واقع خبرته الكبيرة بالعمل فى هذا المجال
ان تجربة الاكتئاب هى اعظم و اهول تجربة يمر بها الانسان و احمل فى قلبى تجاهه كلا الاحساسين المتناقضين الحسد و الاشفاق
احسده لاته اقرب من فهم معنى الحياة و لكن لا املك نفسى من الاشفاق عليه لانه يتحمل ما لا يتحمله اى انسان آخر
اخصائية نفسية
ا.ماريا ميشيل
mareya2000@hotmail.com

1

شاهد أيضاً

لماذا تصلي الكنيسة على المنتقلين !؟

جوزيف شهدي في الايمان  الارثوذكسي أن الكنيسة الموجودة على الارض تسمي الكنيسة المجاهدة وأن أبناءها  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.