كتبت جورجيت شرقاوي
اذا اردت ان تشتم رائحة المدينة المقدونية السكندرية القديمة بطرازها المعماري الفريد و نسمات البحر، لابد ان تزور مطعم مقهي «أثينيوس» بمنطقة محطة الرمل بوسط الاسكندرية ، التي تحوي بجدرانها معرض يضم الكثير من الصور الوثائقية الذي اصبح شاهد يروي لنا تاريخ و حكايات نادرة شهدة المقهي الممزوج بالنكهة المصرية ، «أثينيوس» يروي فترة وجود الجالية اليونانية بديكوراته و زخارفة العتيقة لتجسد اساطير الاسكندر الاكبر يعززها طرازه المعماري الفريد الذي نفذة علي يد أشهر المعماريين الإيطاليين تعكس الفخامة و الخصوية ، و يراودك احساس انك امام ذكريات عميقة .
“الاهرام الكندي ” يروي كيف تحولت من فكرة الي سرح للثقافة كتحفة فنية ليس له مثيل و كيف حافظ و روداة علي الاثار اليونانية و تطورو المطعم ليصبح بة قاعة حفلات فريدة و منطفة العاب اطفال و حلواني بمذاق الدمايطة و قاعة اسكندر الخاصة ، حيث تنقلك الي الحضارة اليونانية في مواجهه بحر الاسكندرية وتجولت بعد تجديدة الاخير حتي تحولت الي عمارة اثرية ايضا .
يسترد يعقوب أحمد نصار، ابن صاحب مطعم وحلواني «أثينيوس» ، انة ضع اساس المكان عام 1898 ، و تم افتتاح الكافية 11 ابريل عام 1900، كانت الارض ملكا ليهود طلاينة اتفق معهم «أثينيوس» او كوستانتينوس أثينيوس تعني باللغة اللاتينية «الأثيني» ان يبني العمارة عام 1897 مقابل عمل كافية بأسمة و كان عمل حلواني ، الي ان توفي عام 1955 تولت زوجتة “كاتينا” اليهودية الادارة و كانت افضل نسبيا و التي ادخلت الموسيقى الكلاسيكية تعزفها أركسترا لاول مرة ، والرقص على أنغام التانغو لكنها فشلت في بيعة حتي تركت هذا السرح عام 1969 في وقت تأمين الرئيس عبد الناصر لقناة السويس ، و تورت عائلة نصار الادارة بعد طرح مزاد عام 1970 و دفعت العائلة 30 الف و خمسمائة ج و بقيت ادارتة منذ 47 سنة و هي شركة سياحية استأجرت المكان بعد وضع شركة الشرق للتأمين يدة علية بعد التأميم ، و زادت شهرة المقهي لانة الوحيد من نوعة الذي يشاهد البحر كملتقى للصفوة و شهد بناء الكورنيش ضمن مقاهي قديمة اخري لا تري البحر مثل ديلسيس وتريانو و باستوردس ، حتي اصبح يعج بالسواح بمتوسط 1200 زبون من كافة الجنسيات حتي عام 2010 ، و احتوت العمارة ايضا علي الزخارف اليونانية الاسطورية فأنضمت الي اثار الاسكندرية .
و يقول عبدة الريدي مدير «أثينيوس» ، انة كمستثمر استلم التراث امانة بين يدة و لكن المكان كان مهملا و مهلكا ،اعاد بريقة و منع الخمر به منذ اكتوبر الماضي و ادخل الفرش مصنوع اليد ليضيف من بريق المكان ، و مطبخ 7 نجوم مقتبس ملامحة الاوربية من بروكسيل ببلجيكا ، و روي زيارة ملك اليونان شخصيا والذي عبر عن انباهرة و سعادتة.
قاعة اسكندر التاريخ الملكي
اتخذ الملك فاروق احد روادة قاعة اسكندر لتكون خمارة، و اتخذ القاعة لكبار رجال الدولة والوزراء والباشوات الذين استمتعو بجلسات ذو طابع خاص ، تستطيع ان تري رمز الكأس بين جدرانة و غرفة خاصة ملحقة بالقاعة بها عواميد يونانية و جدرانة تروي مغامرات الاسكندر علي حصانة
قاعة افراح روح مقدونية
يرجع نجف القاعة الي سنة 1900 ، تستطيع ان تري السقف بمية الذهب و الكريستال البلجيكي مع الاعمدة المصرية الكلاسيكية المتناغمة مع الطابع المقدوني ، و كانت عائلة يهودية شهيرة تدعي “زراديليو” تدير الاعمال بها حتي صارت ملتقي رجال الاعمال
مطعم يشهد حلم العلماء
اعتاد العالم احمد زويل في الخمسينات ، حين كان طالب بكلية العلوم شرب القهوة على كورنيش البحر عند زيارتة للاسكندرية امام «أثينيوس» بمفردة ، يراودة حلم بدخولة الي صفوة المجتمع و ان يجلس بالمطعم ، و تحققت امنيتة عام 2006 ، جاء المطعم مع زوجتة واولادة و هي المرة الوحيدة قبل وفاتة للفطار و وصي علي الحفاظ بتراث المكان ، كما حوت جدرانة رقصة الزوربة اليونانية الفريدة .
ملتقي الادباء و مهد الروايات العالمية
تردد نجيب محفوظ علي قاعة اسكندر اكثر من مرة ، ليجلس بمفردة يستمتع بالبحر يستريح نفسة و يستوحي من ملامح «أثينيوس» روايتة ميرامرار مع السيرة الذاتية لامرأة يونانية، هي صاحبة الفندق المجاور للمقهى و روايات اخري خلدت تاريخ الإسكندرية ، و اما الشاعر اليوناني كافافيس أحد الرواد الدائمين للمكان و الذي ابدع بقصائدة التي صارت علامة باقية حارسة لماضي الأسكندرية العريق وامتداده في الزمان والمكان
مقهي حياة الزعيم الخاصة خلدت تاريخة
ترددت أسرة الزعيم الراحل جمال عبدالناصرعلي«أثينيوس» و كانت تأتي إلى هذا المقهى لتحتفل بالمناسبات الاجتماعية الخاصة بها في ألاربعينات و اعتاد رجال السياسة والوزراء والباشوات، مثل فؤاد سراج الدين رئيس حكومة الوفد، على الاجتماع في المقهى، و حوت جدرانة الكثير من المناقشات السياسية و الاسرار التاريخية و القرارات المصيرية .
أثينيوس تواصل الفنانين القديمة و الحديثة
لم يجد الممثلين تصويراقوي المشاهد الا في مكان يكتظ بعشاق كورنيش الإسكندرية الساحر حتي تصبح «أثينيوس» اشهر المقاهي التي صور بها عدد لا بئس بة من الافلام مثل فلم “رد قلبي” للفنانة مريم فخر الدين ، التي اتخذت مشهد الجلوس علي القهوة و اتت مرة واحدة فقط ابهرت بالمكان و قررت الجلوس فية ، و توالت الافلام الجديدة ايضا مثل حالة حب لهاني سلامة و و فلم خلي بالك من جيرانك في السبيعينات للفنان عادل ايمام
ملتقي ثقافي يعكس لوح فنية
يضم «أثينيوس» صوراً وثائقية نادرة لتاريخ الإسكندرية، ومنها: صورلبداية كورنيش الاسكندرية و الميادين الرئيسية فضلاً عن لوحة كبيرة لأسرة محمد علي باشا ، و محطة الرمل عام 1887 ، و صور لشوارع المدينة قديما ، و فنار الاسكندرية و اول صورة بالالوان لميدان المنشية عام 1974 و الفنادق الشهيرة بالمدينة انذاك ،كما يشتمل المقهى على صور لزعماء الأمة من خورشيد الي اللواء عبدالسلام المحجوب تلاحظة جيدا عند دخولك للمقهي بجانب رأس «أثينيوس» فضلا عن النافورة التي تروي احد معارك الاسكندر الاكبر.
تعليق واحد
تعقيبات: Overview: Tracing the History of the Egyptian Greeks in Egypt – What DK Thinks