“نؤمن معاً أن الحياة الإلهية تُمنح لنا بواسطة أسرار المسيح السبعة في كنيسته، وأن تلك الحياة تنمو فينا و تغتذي بهذه الأسرار، وهي المعمودية والميرون والإفخارستيا و التوبة ومسحة المرضى والكهنوت”. ( من البيان المشترك الموقع من البابا شنودة الثالث و بابا روما بولس السادس في عام 1973)
ما ان تولى قداسة البابا تواضروس الثاني مسئولية قيادة الكنيسة و قد وضع نصب عينيه سلام الكنيسة و وحدتها و عمل على منهج المصالحة بعد المصارحة لذا فهو بحق يلقب بالبابا الإصلاحي . و قد ارادت السماء ان يكون الجالس على رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس هو الآخر له نفس التوجه نحو المصالحة و الوحدة و هو يلقب ببابا السلام.
على أن حكمة بابا الاسكندرية جعلته يحذو حذو سلفه البابا المتنيح الأنبا شنودة الثالث و يكمل مسيرته الذي بدأها من اليوم الأول لأسقفيته ، كأسقف للتعليم ، حيث بدأ الحوار مع الكنيسة الكاثوليكية منذ بداية السبعينيات لذا و قد تجد البابا تواضروس و قد صرح يوماً للإعلامية منى الشاذلي قائلاً: قبل زيارتي للفاتيكان طلبت ان تكون زيارتي لهم يوم 10 مايو و هو نفس ميعاد زيارة البابا شنودة للفاتيكان من 40 سنة حين وقع وثيقة الحوار المشترك.
وفي عام 1988 استطاع البابا شنودة الثالث الوصول الى الاتفاق في العقيدة بين كنيستي الإسكندرية و روما و الخاص بطبيعة المسيح و قدكان يوما عظيما بين الكنيستين وقد إتفقتا على صيغة قوية وضعها البابا شنوده و قبلوها و توصلنا ان إيماننا بلاهوت المسيح واحدا و إنما صيغة البابا ديسقوروس الخامس و العشرين و إن كانت مبهمة لهم و لكن بعد ان شرحناها لهم تيقنوا ان إيماننا و إيمانهم واحد فإقنوم الأبن و هو طبيعة من طبيعتين في الإيمان الأرثوذكسي هي هي طبيعتين في إقنوم الإبن التي يقولها الكاثوليك و قد تيقنا ان حرف الجر هو الذي فرّقنا يوماً
طالب البابا شنودة الكنيسة الكاثوليكية يومها برفع الحرم عن ديسقوروس لتقوم هي أيضا برفع الحرم عن لاون بابا روما و اللذان حرما بعضهما البعض في القرن الخامس ، طالما انهما كانا يدافعان عن الايمان بحسن نية .
و في عام 2000 إستقبل البابا شنودة الثالث نظيره البابا يوحنا بولس الثاني بابا روما بإستقبال مهيب في الكاتدرائية الكبرى بالعباسية بلحن الشعانين “مبارك الاتي باسم الرب” و في كلمته شبه البابا شنودة بابا روما بالقديس بولس الرسول في رحلاته الرعوية و بحثه عن الوحدة و السلام و أكد البابا شنودة حينها و قال : ان علاقتنا قوية منذ توقيعي وثيقة مع البابا بولس السادس بابا روما في الفاتيكان في عام 73 وفي حديثه أمام بابا روما دعاه للوحدة بل و ذكّره بآيات وحدة الكنيسة من الكتاب المقدس .
و كما دعا البابا شنودة البابا يوحنا بولس ببابا السلام و أخذ يدعو له بسلام الكنيسة الكاثوليكية في العالم هكذا فعل البابا تواضروس مع البابا فرنسيس و ناداه ببابا السلام
على ان البابا شنودة جعل المجمع المقدس بالكامل يستقبل معه بابا روما و قام جميع أعضاء المجمع ، يومها، بتقبيل يد بابا روما و تبادل الهدايا و الصور التذكارية
اقول هذا و اذكر به الجميع بسبب المزايدة غير المقبولة و الهجوم غير المبرر على قداسة البابا تواضروس بسبب الوثيقة التي وقعت بينه و بين بابا روما بالسعي وراء عدم إعادة المعمودية مرة أخرى عند قبول الآخر للتنقل من طائفة لأخرى.
و قد تناسى هؤلاء أمرين هامين أولهما ان هذا و أكثر ماسعيى من أجله قداسة البابا شنودة ،ثانياً أنه كانت هناك مدرستين من الآباء في تاريخ الكنيسة إحداهما يطالب بإعادة المعمودية على أساس إختلاف الإيمان و الأخرى ترفض إعادة المعمودية طالما قد سبق وتعمد بأسم الأب والابن والروح القدس. ومن أصحاب هذا الرأي .البابا ديونيسيوس البطريرك الرابع عشر من بطاركة الكرسي المرقسي. وقد عاش في منتصف القرن الثالث (246م-264م ). وكان عالما وفيلسوف ومدير لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية. وأيضا القديس ساويرس الأنطاكي بطريرك أنطاكية (538-549م ) الذي نذكره في مجمع القداس بعد القديس مارمرقس مباشرة .وقد استند هذا الرأي على موقف السيد المسيح من معمودية يوحنا المعمدان. فقد اعتمد السيد المسيح وتلاميذه الأطهار من يوحنا المعمدان .
علينا ان نسعى نحو وحدة حقيقية تريح قلب يسوع المسيح و بالطبع مع تمسكنا بإيماننا المستقيم و أن نعلن ثقتنا في قيادة الكنسية الحكيمة و لنتيقن ان الروح القدس يريد لنا الوحدة و اذا كان حرف جر اوقع خلاف بيننا ستة عشر قرنا فألم يحن الوقت لنسع نحو وحدة حقيقية و لاسيما ان هناك قديسون يقبعون في وجدان الشعب القبطي كالقديسة ريتا و الام تريزا و البابا يوحنا بولس بل و البابا فرنسيس نفسه و غيرهم من الكاثوليك و قد يسبقونا الى السماء اذا سقطنا في اختبار المحبة حتى و ان كان لنا إيمان ينقل الجبال .
الوسومماجد سوس
شاهد أيضاً
المستشار أحمد بدوي : جرائم التواصل الاجتماعي تكشف عجز القوانين
أن الجريمة على مر العصور في تطور مستمر بتطور الانسان ووسائل ارتكابها والقصد الاجرامي لدى …