Oliver
الله لم يأت بأديان لا اليهودية ولا المسيحية ، و كلمة دين لم يستخدمها المسيح مطلقاً فالرب يسوع لم يقل جئت لكم بدين ، و لكنه قال أتيت لتكون لكم حياة يو10:10 .
لم يبشر التلاميذ بدين جديد بل بالمسيح مخلصاً وبالثالوث إلهاً.
لم ترد كلمة ديانة مسيحية فى كتب الآباء الأوائل ولا فى المجامع المسكونية المعتمدة.
إن إعتبار المسيحية دين هو فصل المسيح عن الإنجيل ما يجعل علاقتنا بالنصوص و ليس بإله النصوص.
إعتبار المسيحية ديناً ينتزع منها الحياة و يحولها إلى كتاب علم ، و كلمات للجدل كما فعل الناموسيون والفريسيون في الناموس لهذا نرى حين وصف بولس الرسول اليهودية كديانة كان يقصد أنها علم تفوق فيه على أقرانه فى مدرسة المعلم غمالائيل غل1: 14لكنه لما أراد أن يتكلم عن إيمانه قال أنه إسرائيلي أى من شعب الله من سبط بنيامين رو1: 11.
الدين والإيمان: إذا صار الدين علماً فهو يخاطب العقل وحده أما إذا صار الإيمان حياة فإنه يتغلغل كيان الإنسان كله.
قبول المسيح هو تحويل القلب إلى المسيح ، وليس تغيير الهوية إلى مسيحي.
إنكار المسيح وترك محبته هو الخروج عن الإيمان.
لهذا حذر الرب بطرس من الإنكار وبعد قيامته المحيدة أعاد بطرس بسؤال وحيد.
أتحبني يا بطرس فلما عاد لمحبته استرد رتبته.
العودة للمسيح بالعودة للمحبة الأولى وليس بتغيير هويتك القديمة.
إيماننا حب متبادل بين المسيح وبيننا.
ليس عندنا كافرون: الدين نصوص مقولبة والإنجيل روح و حياة يو 6: 63 يو6: 68 لذلك الجمع بين المسيحية
واليهودية والإسلام فى سلة واحدة كأديان هو إفتراض خاطئ إذ يحول إيماننا الحى إلى أديان ورقية يحويها كتاب.
نعم الإسلام كتاب لهذا يمكن أن يكفر أحد بالكتاب لكن الإنجيل حياة فهل سمع أحد عن الكفر بالحياة؟
ليس فى إنجيلنا كُفر أو كافرون لكن فيه حياة المسيح للمائتين.
إذا إنجيلنا يقول ( أنت تؤمن ان الله واحد. حسنا تفعل. والشياطين يؤمنون ويقشعرون) يع2: 19.
فإذا كان الإنجيل قد وصف الشياطين بأنهم يؤمنون فهل يصف أي بشر بأنهم كافرون؟
عقوبة التجديف فى العهد الجديد
الإنجيل استكمل العهد القديم وحقق الرموز والنبوات.
نفس الفكر من نفس الإله منذ البدء، وكما يصف العهد القديم التعدي على الله بالتجديف.
فالعهد الجديد يحتفظ بنفس الوصف لكن التجديف في العهد الجديد ليست عقوبته القتل كما في العهد القديم ببساطة لأن كل الموت قد ماته المسيح مخلصنا عوضاً عنا فلم يعد للموت غلبة علينا
بقي التجديف بنفس معناه لكن العقوبة انتقلت من علينا إلى المسيح على الصليب.
تبرأنا من الموت لا لكي نتمادى فى التجديف لكن لكي نحيا بالمسيح.
إذن التجديف فى العهد القديم لم يكن تكفيراً وبالأكثر في العهد الجديد ليس تكفيراً بل صار خطية مغفورة بالتوبة
وقبول المخلص حامل خطية العالم كله.
هذا هو العهد الجديد إنجيل مسيحنا لا يوجد فيه تكفير أو شبه تكفير.
مات الإله لأجل من جدف على الإله : يا للعجب فالوحيد الذى أتهم بالتجديف في الإنجيل هو رب الإنجيل وواضع الشريعة.
غافر خطية التجديف حسبوه مجدفاً.
الذى جاء لخلاص المجدفين قتلوه بعقوبة المجدفين.
شق رئيس الكهنة ثيابه ليقنع الشعب زوراً بأن المسيح قد جدف فإنشق كل كهنوت العهد القديم وإنفلق مع الهيكل
القديم إلى نصفين مت26: 65 جدفوا على الديان و أدانوه بالتجديف.
أما هو فبقى صامتاً ليخلص المجدفين
.
المزايدات الدينية:
الفريسيون انحرفوا عن الناموس ، علموا تعاليمهم .أضافوا على تشريع التجديف تهمة من عندهم هى التجديف على موسى النبى و وجعلوها مقدًمة على التجديف ضد الله و قتلوا الشهيد إستفانوس بشريعة من تأليفهم أع 6: 11. التكفير الإسلامى أخذ التفكير الفريسي
وإعتبر أن سب الذات المحمدية يتساوى مع سب الذات الإلهية فكلاهما كفر و كلاهما عقوبته القتل بدون فرصة للتوبة حتى لو إعتذر.
مساواة موسى بالله كان ضلالاً من الفريسيين ومساواة سب الله مع سب محمد هو ضلال أشد.
كل شهدائنا القديسين قتلوا بتهمة التجديف على آلهة الأوثان أو رفض عبادة الملك.
وكل شهدائنا في العصور الإسلامية قتلوا بتهمة سب النبى.
فالتجديف سيف على من لا سيف له و التكفير سيف ضد الأعزل.
المسيح علمنا الوداعة و أوصانا بعدم السب فنحن ضد سب أى إنسان و نحن ضد التكفير أيضا
كيف تعامل الرب يسوع مع المجدفين
من الملاحظ أن رب المجد يسوع كان يرد على التجديف لو صدر من طبقة العارفين مثل الكتبة والفريسيين و الطبقات المتعلمة.
كما نري – لما شفى المسيح المفلوج المدلي من السقف و غفر خطاياه فكر الكتبة في قلوبهم
أن المسيح قد جدف لأنه يغفرالخطايا فكشف ما في قلوبهم لكي يعلموا أنه فاحص القلوب و الكلى يستطيع أن يغفر و يدين.مر2: 6.
-لما أنتقده الكتبة والفريسيين بأنه يأكل مع العشارين و الخطاة وهو إتهام مقنًع للمسيح بأنه يشاركهم فسادهم.
رد الرب بكلماته الخالدة أن الأصحاء لا يحتاجون إلى طبيب بل المرضى مر 2: 17 .
وقف الفريسيون يتصيدون للمسيح هل يشفي اليد اليابسة يوم سبت لكي يشتكوا عليه فوبخهم قائلاً هل يحل فعل الخير في السبت أم فعل الشر (الشر هنا هو التجديف على المسيح) مر3 :4
– ونلاحظ أيضاً أن المسيح له المجد تجاهل مناقشة الجاهلين فى تجديفهم .إكتفى بالمعجزات رداً.
دخل ليقيم طليثا قائلاً أنها لم تمت لكنها نائمة.
كانت النسوة في مدخل الدار جالسات فضحكوا عليه(إهانة) .
لكنه لم يعط إنتباهاً لهم و دخل و أقام الصبية مر 39 : 5
– تجاهل إستخفاف أقاربه وأهل وطنه به. كان رده حرمانهم من مزيد من المعجزات و لم يدخل معهم في مناظرة مر6: 5
فى الحالتين سواء التجديف على المسيح من عارفين أو جهلاء ما كان يسمح لأحد أن يستدرجه إلى جدل عقيم
فكانت عباراته قصيرة في التعليق لكنها خارقة إلى مفاصل النفس و الجسد والروح.
على أن أعجب ما أخبرنا به فادينا الحبيب أنه سيغفر كل تجديف موجه إليه شخصياً.
كم هو حنون إلهنا الذى نعبده.لا يتصيد لأحد بل يغفر لمن قد ُضبِط في الخطية
التجديف على الروح القدس:
أما التجديف على الروح القدس فهو لا يغفر لا الآن و لا يوم الدينونة.التجديف هنا ليس الإهانة لكن مقاومة عمل الروح القدس الذى عمله أن يأخذ من المسيح و يعطنا يو 16 : 14 .
ومقاومة الروح القدس تمنعه أن يهيئ الإنسان للمسيح و تحرمه من مكاسب الخلاص فلا يجد غفراناً لأنه لم يأخذ من الروح خلاص المسيح 1 كو 12 : 3 .
هذه الخطية تكتمل بعناد الروح القدس حتى آخر الحياة فيموت الإنسان فاقداً النعمة خاسراً الخلاص لكن ما دام الإنسان حياً يمكنه أن يكف عن عناده و يستجيب قلبه للروح فيجعله آنية للمجد.
هذا هو التجديف الوحيد الذى يُهلك.
لكنه كما ترون ليس تكفيراً.
لا للتكفير المتوازن:
لا تكفير في المسيحية ، فكفوا عن قولتكم المخادعة أننا كافرون بدينكم وأنتم كافرون بديننا هذا التوازن الشرير.
إطمئنوا أنتم لستم كافرون عندنا.
فالشياطين عندنا يؤمنون و يقشعرون فكم بالأولى أنتم . توقفوا إذن عن الكذبة الكبرى التي ترددونها وأنتم مطمئنون لأنكم تعرفون جيداً أننا لا نكفر الناس فتكون النتيجة تكفير من جانب واحد هو أنتم.
أنتم لستم كفارعندنا بل فقط تحتاجون إلى المخلص كما نحتاجه.
نحن مثل المسيح سنرد على شيوخكم وسنتجاهل السذج.
لن يستدرجنا أحد فى جدل لكي يتصيد لنا تفسيركم الذى يبدو متوازن مرفوض لأنه تخدير للفكر كي نقبل وصفنا بالكافرين.
لكننا مؤمنون يا مؤمنين و معادلتكم زائفة
تكفيرنا بعد تخديرنا:
التكفيريون في مصر داعشيون وهابيون لهم قاعدة شعبية من الجهلاء المتطرفين.
قلوب و عقول ملايين من الجهلاء مليئة بأفكار داعش منذ الثمانينات قبل مولد داعش.
ولهذا السبب ما عاد للأقباط مراكز سيادية و حقوق متساوية في الوطن من قبل داعش.
استحلال الظلم و سلب الحقوق نتاج التكفير فلا تقبلوا التكفير يا مسيحيي الشرق الأوسط
ولو غلفوه بأفكار مزخرفة.
فالسم فى العسل مميت كالسم من فم الثعبان.
سنرد بقوة على التكفير مثل مسيحنا القدوس لأننا نعلم الخطوات التالية .
الموت هو الوجه الآخر من التكفير. يكذب الشيوخ بكلام عن المعاملة الحسنة و هم قتلة للنفس و الضمير.
يلعبون بالنار وستحرقهم.
من الرب نطلب:إلهنا الذى لم يقبل تجديف المجدفين لكنك مت لأجلهم تعال سريعاً وكمم أفواه معيريك.
إحبسهم فى أيادينا كأسير مختطف من يد الشياطين.
لكى بكل قوة يعرفونك يا مسيحنا أنك مهوب على ما يدعون.
إعطنا قوة الرد و قلة الكلام.
أنر أبصارنا فلا يستدرجنا أحد و أنر أبصارهم فيكفوا عن إصطيادنا.
نحن وراءك نسير بقوة الملك وعظمة المنتصرين.
لا تغلبنا حكمة العالم لأن حكمة روحك القدوس تحرق الزيف وتفضح الباطل.
تجول فى بلاد الشرق وابحث عن خرافك لأن الكثير منها تائه من التدليس جاهل بحيل إبليس.
تعال بنورك أنر القلوب فلا تضع المزدرى مع الثمين في سلة واحدة.
بل تفرز بالنعمة كل ما هو حق ليكن لك فيه كل المجد.