وقف الفلاح الفصيح، حمام علي عمر، والذي عرف بفلاح “المراشدة”، أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم أثناء تدشين عدة مشروعات خدمية بالصعيد، ليكشف له عن الحقائق كاملة، قائلاً إن قريته تعتبر من أفقر القرى على مستوى الجمهورية، وإنه سلم وزير الإسكان مصطفى مدبولي مطلب تخصيص أراضي لأهل قريته الذين لا يجدون قوت يومهم ليعيشوا فقط.
وأوضح أنه سلم رئيس الوزراء الأسبق، إبراهيم محلب، نفس المطالب، وطالبه بتوصيلها إلى السيسي، لكن الرئيس قال له، إنه لم يصله شيء لا من محلب ولا من مصطفى مدبولي، ما يعني أن حالة هذا الفلاح البسيط تنطبق على عشرات الحالات غيره، ويفتح في الوقت نفسه، بابًا أمام القول بأن الوزراء والمسئولين يتعمدون حجب الأصوات عن الرئيس.
الفلاح الذي اعتبر أن النهضة الحقيقية ليست في المشاريع العملاقة، وإنما في توصيل الخدمات إلى المواطنين، ضاربًا مثالا بأهل قريته، الذين طحنهم الفقر وأرهق كاهلهم، كما أحرج في الوقت نفسه المسئولين أمام السيسي.
وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها مزارع مصري ناقلاً معاناته قريته بشكل مباشر أمام الرئيس، لكن أزمات الفلاحين ومعاناتهم تحتاج إلى جلسة مطولة أمام السيسي.
وقال فريد واصل، نقيب المنتجين الزراعيين، إن الرئيس لا يطلع على كافة طلبات المواطنين، لافتًا إلى أن الشكوى التي تقدم بها “فلاح المراشدة” يوجد مثلها مئات الشكاوى في مكتب عبد المنعم البنا وزير الزراع، وغيره من المسئولين ولم ينظر فيها أحد.
الفلاح الذي ظهر أمام السيسي ليعرض مشكلة أهل قريته كان محظوظًا، فهناك قرى “مدفونة” ولا يعرف عنها أحد شيء”، مؤكدًا أن هناك “تعمدًا من جانب المسئولين لعدم العناية بالمشاكل وكذلك عدم توصيلها للرئيس السيسي أو من يهمه الأمر ويستطيع اتخاذ قرار”.
وأشار إلى أن “ما فعله الفلاح أحرج المسئولين بما فيهم وزير الزراعة، لأن الطلب موجود بالزراعة في الأساس قبل أن يتقدم به الفلاح إلى الإسكان”، لافتًا إلى أن “هناك قرى فقيرة في مصر تحتاج إلى دعم الدولة، ومع ذلك أصوات أهلها لا يصل لمن بيده اتخاذ القرار، ومصير مئات المواطنين مرتبط بكلمات تقال أمام الرئيس وتحثه على اتخاذ قرار”.
من جانبه، قال الخبير الزراعي، جمال صيام، إن المشروعات في الأساس التي يعلن عنها الرئيس تكون مقدمة إليه كورق وخطط من جانب المستشارين، وحين التنفيذ يختلف كل شيء، لافتًا إلى أنه لو سمح لغير هذا الفلاح بأن يظهر لاكتشفت مهازل.
كما أن هناك “عدم شفافية” في تعامل مستشاري الرئيس ووزرائه معه، حتى إبراهيم محلب، الذي يعتبره البعض أنشط رئيس وزراء، كان يحجب مطالب الناس عن الرئيس والدليل هو الفلاح الذي ظهر وكشف هؤلاء على حقيقتهم.
وأضاف: “الرئيس حين ينزل إلى أرض الواقع يكتشف أن المعلومات التي تصل إليه مخالفة للواقع، ولذلك طلب من الفلاح أن يصعد على المنصة ويشرح له مشكلة أهل قريته على الخريطة، وحينها كشف له الفلاح أنه قدم طلبًا لـ “محلب ولوزير الإسكان، لتوصيلها إلى الرئيس لأن المعاناة معاناة قرية بأكملها وليست فرد أو عائلة”.