بقلم : ماجد شنودة
كلما حدث حدثا جلالا، لابد ان نتامل جيدا ليس فقط فى هذا الحدث ولكن الاحداث المتشابه معه، وكذلك توقيته، ومن قام به، وكل الظروف المحيطه به، لكى نفهم ما وراء الحدث ومن هو مدبره الحقيقى ولمصلحه من فى النهايه. اذا تاملنا فيما قاله سالم عبد الجليل اليوم، نجده ليس مجرد شرحآ عابرآ للنص القرانى فقط ولكنه مقترن باهانه متعمده مع سبق الاصرار والترصد، بقوله انها عقيده فاسده فهذه ليست موجوده فى الايه التى يشرحها، ولذلك نتاكد هنا من استفزاز هذا الشيخ،، ولكن لمن هذا الاستفزاز ،، ان قصير النظر يجده استفزازا للمسيحيين،، ولكن لبعيدى النظر، فيجده فى الحقيقه هو استفزازا للدوله المصريه التى تتجه او تحاول ان تتجه للمدنيه والعلمانيه، وللرئيس السيسى بصفه خاصه لانه يحاول جاهدا سحب البساط بنعومه من تحت ارجل اباطره الدين وخاصتا رجال الازهر، ولكن ربما نتسائل، هل عبد الجليل هو ساذج او عفوى او انه يجهل ما سيترتب عليه من هذه الاستفزازات، بالطبع لا،، ولكنه هنا، ومن وراءه يتعمدون التحرش بالدوله على حساب المسيحيين كالعاده، وهنا يظهر الغرض من اقوال عبد الجليل، وهو ان يتم محاكمته،، وهنا تحدث المواجهه، وسيقف وراءه كل من سيفقد سبوبته مع تمدن الدوله وعلمانيتها، وسيقفوا وراءه وسيدعموه بكل قوه ضد اى قاضى، رافعين جميعا الايات القرانيه جميعها التى تكفر المسيحيين، وفى هذا الحين، لن يتجرأ قاضيآ ان يدينه على ماقال لانه مثبت فى القران،، وبعد تبرئه عبد الجليل، تحدث مقايضه مع الرئيس والدوله، ان يكفوا هم عن تكفير المسيحيين فى مقابل ان يكف السيسى والدوله المصريه عن عمليه علمنه الدوله المصريه، وسيكون حكم البراءه بمثابه شهاده وفاه لكل محاوله من جهه الرئيس او الدوله تجاه اى فكر علمانى، ولكى نثبت هذه المؤامره من الاخوان والسلفيين والازهرين من الذين تم التاثير عليهم وشرائهم، وتكاتفهم معا صفآ واحدا ضد الدوله، لابد ان نعيد تذكره بعض الاحداث وربطها بعضها البعض.
اولا، لقد بدأ التحرش بالدوله وبالمسيحيين على يد على جمعه المفتى السابق حين قال فى احد المؤتمرات،، ان الديانه المسيحيه هى ديانه فاشله،، وقد اغمض عينيه شيخ الازهر كالعاده، وبعدها حاول الرئيس فى صراعا خفيا مع شيخ الازهر بان يمنع هذه التحرشات وعدم احراجه واحراج الدوله لما يعود عليها بفقدان السلام المجتمعى وبالمسيحيين كبش الفداء فى كل الصراعات، ولكن كان موقف شيخ الازهر بالطبع رافضا لتوجهات الرئيس ومعارضا له تماما،، وهذا قد ظهر فى قول الرئيس فى احد خطاباته معاتبا شيخ الازهر علنا ومشهدا للمصريين عليه بقوله،، تعبتنى يافضيله الشيخ معاك، ولم تكن كلمه عفويه ايضا لانه رجل مخابرات ويحسب كل حرف او ايمائه قبل ان ينطق بها. وازداد الازهر واباطرته حنقآ وغضبا على الرئيس والدوله، ومازاد من حنقهم هى زياره بابا الفاتيكان لعقر دارهم يمد لهم يد السلام لكى يعتدلوا ويحيدوا عن تطرفهم وعن موالاتهم للاخوان والسلفيين فى الخفاء. وكانت هذه الزياره هى القشه التى قسمت ظهورهم وجعلتهم يسرعون من وتيره المواجهه مع الدوله بتصريحات عبد الجليل، والتى لم يكذبها احدا على الاطلاق،، ولكن منهم من يرفضها لتوقيتها، واخر يرفضها لانه اهان وجرح مشاعر المسيحيين بعيدا عن تحليل وشرح القران، ولكن لم يكذبه احدا حتى الان، ولن يستطيع احدا ولو حاكموه ان يكذبوه،، وهو رافض الاعتذار ومصمم وعاقد العزم على المواجهه التى هو ومن وراءه واثقون انها ستنتهى لصالحهم وستنتهى باخراس كل علمانى فى مصر، ولى ذراع السيسى شخصيا حتى لا يسحب السجاده من تحت اقدامهم، ويعود السيسى ويستسلم لهم، بدلا من استفزاز واثاره المسلمين عليه ويقيمون ضده ثوره شبه دينيه، وهذه سهله جدا حدوثها مابين ليل وضحى، ويسقط السيسى وتسقط مصر فى ايديهم. لذلك يجب على المسيحيين تفويت الفرصه على كل صانعى الفتن، وننظر جميعا لمصر، وعلى المسلمين المعتدلين حقا ان يدعموا رئيسهم ودولتهم وعدم الانحراف والالتفاف حول هؤلاء. حفظ الله مصر بكل شعبها وحفظ رئيسها واعطاه قوه وصبر واحتمال
الوسومماجد شنودة
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …