فتاة هزيلة نحيلة الجسد، في العقد الثاني من عمرها، ذهبت منذ أيام لمستشفى الرمد بكفر الشيخ، باحثة عن علاج لخراج ظل يألم عينها منذ فترة طويلة، لم تنجح القطرات والمراهم الطبية في علاجه، ليشاء القدر أن يكون هذا الخراج هو السبب لاكتشاف إصابتها بالإيدز.
تحكي الدكتورة نسرين إبراهيم الظن، أخصائي عيون بمستشفى الرمد بكفر الشيخ، الطبيبة التي أجرت الكشف على الفتاة بالمستشفى : أنه منذ قرابة 3 أسابيع جاءت الفتاة إليها لتكشف على خراج ظهر في عينها منذ فترة طويلة، وبعد الكشف عليه، وجدت الطبيبة أن علاجها لن ينجح بالمراهم والقطرات المعتادة، وأنها تحتاج لبعض كبسولات المضاد الحيوي، الأمر الذي استدعى “الظن” لسؤالها إذا كانت حامل أو لديها طفلاً ترضعه، تجنباً لحدوث أي أثار جانبية للعقار، خاصة أن “بطنها كانت كبيرة” على حد تعبيرها.
وطلبت “الدكتوره” من الفتاة إجراء تحليل حمل وسونار للتأكد من إمكانية تعاطي الدواء، لتتفاجئ بانهيار الأخيرة في البكاء، قائلة” أنا مش متجوزة.. ومش معايا فلوس أعمل التحاليل..وأنها تركت بيت أهلها وتعيش في الشارع، ولا تقدر على العمل نظراَ لوجد عيب خلقي في قلبها، الأمر الذي يجعل مجهودها في العمل قليل”.
وبعد لحظات من الصمت حاولت فيها “الطبيبة” تهدئة الفتاة وإيقاف دموعها، استكملت الفتاة العشرينية حكايتها قائلة” رجالة كتير استغلوا وجودي في الشارع، وأجبروني على الدخول معهم في علاقات جنسية مقابل 20 جنيه في المرة، وأحياناً كانوا بيجبولي أكل بالفلوس”.
وتابعت “الطبيبة “، بعد أيام حضرت الفتاة للمستشفى مرة أخرى، ومعها مجموعة كبيرة من التحاليل لم أطلبها، كتحليل وظائف الكبد وغيره، واتضح أنها أجرتها في معمل خاص، وليس مستشفى حكومي، كما أن نتيجة التحاليل التي كانت بحوزتها أثبتت أن الفتاة HIV positive، وهذا يعني أنها مريضة بالإيدز، قائلة “لما قلتلها حقيقة إصابتها بالإيدز ظلت تبكي كثيراً، وفوجئت بهربها من المستشفى رافضة تلقي العلاج، وحينها رفضت أن أنشر الخبر بالمستشفى نظراً لقلة الوعي لدى المجتمع في التعامل مع مريض الإيدز”.
وأكدت “الطبيبة” أنها لا تملك بيانات الفتاة، نظراً إلى أن هناك مئات المرضى يأتون للكشف يومياً، ولكنها حينما سألتها عن محل إقامتها، قالت لها أنها تسكن بمنطقة تدعى “القنطرة البيضاء”.
وطالبت “الظن” بتفعيل دور وزارة الصحة والسكان والتضامن الاجتماعي في زيادة حملات الكشف على الأشخاص الذي يسكنون الشوارع دون مأوى، وتقديم الرعاية الصحية والاجتماعية اللازمة لهم، للحد من انتشار الأمراض الخطيرة مثل الإيدز وغيره، والتي تنتج عن العلاقات الجنسية المحرمة،حفاظاً على سلامة المجتمع.
كما تنادي الأطباء باتباع طرق الوقاية اللازمة عند إجراءالكشف الطبي على المرضى، تجنباً لانتقال العدوى، وأن أي طبيب يرى تلك الحالات يتعامل معها على الفور، ويقدم لها العلاج اللازم، فضلا عن ضرورة إجراء تحليل فيروسات لأي مريض محجوز في المستشفيات، أو يتم إعداده لإجراء عملية، لمنع انتشار تلك الأمراض.
الوسوموزارة الصحة وزارة الصحة المصرية وزير الصحة
شاهد أيضاً
النواب الليبيراليون يطالبون ترودو بحسم مستقبله في منصبه
الأهرام الكندي .. تورنتو طالب النواب الليبراليون في أونتاريو ترودو بأن يأخذ الوقت الكافي للتفكير …