الناصري ، و هنا لا اقصد حركة او حزب ، لا يرى في عبد الناصر ثمة اخطاء فهو يرى زعامته و وطنيته و تأميمه لقناة السويس و وقوفه بجانب الفقراء و المزارعين و حلم القومية العربية و حينما تحدثه عن هزيمة حرب الست الساعات او القبضة الأمنية و التعذيب و الترهيب او ما سببته القرارات الاقتصادية في انهيار كبرى الكيانات الاقتصادية وتحولات شركات هانو و شيكوريل و باتا و الشوربجي و غيرهم الى مستوى متدني من الادارة و الجودة هنا ينتفض الناصري و يلقي بكل تلك المشكلات على اخرين تارة صلاح نصر وتارة المشير عامر و غيرهما و تناسوا حقيقة هامة وهي إن كان عبد الناصر يعلم بكل ما يدور حوله فهي كارثة و ان كان لايعلم فالكارثة أكبر . فأنا اتفق ماهم اننا امام شخصية كاريزماتية قديرة و زعامة نادرة و لكن تبقى الحقيقة ان عبد الناصر كغيره له ما له و عليه ما عليه و ماعليه لن يقلل مما له .
هناك من يرى في السادات رجل الحرب و السلام و الانفتاح الاقتصادي و هو بالفعل كذلك و لكنه يتغافل عن حقيقة مريرة فهو ابو التطرّف و مؤسسه ، بلامبالغة ، في العالم و يعود له اخراج الاخوان من السجون و تعديل المادة الثانية من الدستور فألغى معها كل مصادر التشريع الموجودة في دساتير العالم كالعرف السائد و العادات و التقاليد و جعلها في الشريعة الاسلامية فقط ثم التقرب من السعودية و إرسال الكثير من المدرسين اليها و درسوا هناك كتب سيد قطب و سيطرة السعودية بمخابراتها على مؤسسة الأزهر بحجة المحافظة على الاسلام حتى ان المخابرات السعودية تهتم بملف الاقباط خوفاً من كونهم اكبر أقلية مسيحية في الشرق الأوسط ،
نعود للسادات الذي أرسل الشباب الى أفغنستان لمساعدة الثوار هناك ، لذا تحولت مصر ذات الطابع الاسلامي الوسطي الى دولة مصدرة للتشدد في العالم و بعد ان كانت زوجات شيوخ الأزهر و بناتهم بلا مايسمى زي أسلامي او حجاب اصبح الحجاب رمز لشق المجتمع بين مسلم و غير مسلم و حينما حاول ، على سبيل المثال، فرج فودة و المستشار العشماوي محاربة هذا الفكر و ان الزِّي الاسلامي تشدد لا فرضا و قدموا أدلتهم القوية كان قد فات الأوان و قتل الاول وهوجم الاخر و اصبح الاقتراب من الحجاب اقتراب من ثوابت الدين.
لايمكن ان ننسى للسادات هذا و لا ننسى تلك و نعود لفكرة ان له ما له و عليه ما عليه
حتى مبارك هناك من يراه فاسداً و لن أجادل في هذا وهي أيضاً نظرة أحادية فعلينا أيضاً الا ننسى اننا في عهد الرجل تحولنا من دولة متهالكة البنية التحتية و اتذكر في هذا الصدد في السبعينيات و في بداية الثمانينيّات عندما كانت تقطع الكهربا بالساعات يوميا او عندما كنا نملأ الاواني بالمياه بسبب انقطاعها بخلاف مشاكل التليفون ابو قرص و الحرارة المقطوعة و المجاري ثم الى دولة عصرية بها مترو انفاق حديث و أوبرا و مدينة للإنتاج الإعلامي و مدن متطورة وفاكس و مراكز كمبيوتر و اتصالات في كل مكان و علاقات جيدة مع كل دول العالم و ثبات سعر صرف الدولار لسنوات ولا تقل لي دا تطور طبيعي و غصب عنه فعند زيارتي لسوريا في عام 95 حينما طلبت منهم أصدقائي فاكس نهروني و قالوا لا تتكلم في هذا الأمور فقد كان حافظ الأسد يمنع كافة وسائل الاتصالات بالعالم الخارجي في كبت عظيم للحريات بل و للتعليم في الوقت الذي كان مبارك يزيد من التطور و بناء جامعات مصرية و السماح بالجامعات العالمية للعمل في مصر لذا نقول سيبقى مبارك له ما له و عليه ماعليه
هكذا الواقع الان مع الرئيس عبد الفتاح السيسي فلا يمكن بأي حال من الأحوال ان تكون نظرتنا احادية الاتجاه في تحليلنا السياسي لكل ما يقوم به الرجل فالموضوعية تقتضي ان نكون معه و خلفه حين يقدم على اي تصرف في جانب بناء المجتمع و الموضوعية تقتضي ايضا ان نأخذ عليه اي سلبية نراها
فأنا ارفض و بشدة تلك المسميات التي أراها في كل مكان كمن يقول انه سيساوي و تجده يهاجم و يخون كل مل يختلف مع الرئيس او العكس هناك من يهاجم الرئيس بكلمات غير لائقة و يعتبر من يختلف معه مطبلاتي و امنجي فالسيسي كغيره له ما له و عليه ماعليه
فإن اتفقت اليوم و اختلفت غدا لا تتهمني بالتلون فأنا لست مثلك احادي النظرة بل لأني حر أنظر في كل مكان و تلك هي الحيادية والموضوعية.