بقلم .شحات عثمان كاتب ومحام
فى زمن تبدلت فيه المفاهيم والقيم وأنهارات الأخلاق فيه بصورة تأنفها الطبيعة البشرية السوية ظهرت العديد من الحالات التي كانت فى الماضي موجودة لكن نادرة وسبحان من هيئ للأمة رجال فى كل عصر من العصور يتدبرون القرآن الكريم وما تواترت عليه الأحكام والأيات ليضعوا أمام أعيننا أحكام صالحة للتطبيق والتنفيذ فى المجتمعات .
اللقيط يقصد به ذلك الطفل الذى نبذه أبواه عند ميلاده إما لفقر مُدْقعْ أو زنا أو من علاقة جنسية غير مشروعة وموثقة حسب القوانين والأنظمة والتشريعات فى بعض الدول التى تضع معايير معينة فى توثيق ألميلاد والوفاة دفاتر وسجلات معينة وعندما ضاقت بذوى الطفل اللقيط السبل كان المجال الوحيد أمامهم القاءة بجوار دور عبادة أو سلال القمامة فى الشارع العام .
وهنا يقدر الله له من يراه للوهلة الأولى فيقف فى حيرة من الأمر إما يتركه حيث هو ملقئ أو يأخذه الى بيته أو يقوم بتسليمة لإى مركز من مراكز الشرطة فالخيار الأول قد جعل صاحبة فى مرحلة ضياع الفرض وهو إحتواء تلك الروح ، والثانى يخشي من التكلفة والأنفاق وفرصة ضياع تقريب الطفل من أسرته إن لم يعلن عن ذلك صراحة والثالث ربما يكون تحت دائرة الضوء ويخشي السؤال عن الطفل الذى وجده والذهاب والآياب الى المراكز الشرطية حتى يتم تسليم اللقيط الى جمعيات خيرية تعنى بتلك الأمور .
تمر الأيام ويتعرض اللقيط فى تلك المؤسسات لمعاملة منبوذة وكأنه سرطان أجتماعى يجب بترة فيكون الشارع هو الملاذ الأخير ليظهر لنا ظاهرة أطفال الشوارع وما أدراك ما تلك الظاهرة فقد أصبحت مصنع لتفريخ الجرائم بشتى أنواعها من سرقات وقتل وبلطجة وتحرشات ووووو … الخ
هنا يجب لنا أمعان العقل السليم فى كيفية إحتوائهم وإدماجهم فى المجتمعات وأستغلال قدراتهم فقد إكتسبوا القسوة والبغض للمجتمع بسبب ترك أهاليهم لهم وعدم أحتواء المجتمع لهم فهم قنابل موقوتة جاهزة للإنفجار من كثرة الضغوط التى عاشوها فى بداية حياتهم ، وعلى المجتمع المدني الوقوف مع الجهات الحكومية والتعاون فيما بينهم لتذليل تلك المشاكل الناجمة عن تلك الظاهرة الإجتماعية .
يثور التساؤل عن دور المؤسسات الإعلامية وكيفية التعامل مع هذة الفئات العمرية والشرائح التى كان نصيبها أن تكون هكذا ، نجد أن الأعلام تناولها بصورة تدعوا الى الأشمئزاز فنجد فيلم دكان شحاته وغيره من الأفلام الموجودة فى ذاكرة السينما المصرية تصرخ بأعلى الصوت أبتروهم وتخلصوا من شرورهم .
اللقيط روح بشرية شاء الله لها ان تكون موجودة فى المجتمعات لعدة أسباب منها : –
1- الفقر والجوع.
2-الحروب والتشرد فى المجتمعات التى أصابها رياح التغيير.
2-ّالتعنت فى الموافقه على الزيجات بين المتحابين والمغالاه فى المهور ووضع الشروط التى تجعل الحلال حراماً
3- ضعف الوازع الدينى والأخلاقى
4-الاعلام والأباحية ووسائل التقنية الحديثة والتقاط الجوانب السلبية فيها لضعف ثقافة المجتمعات .
هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى تلك الظاهرة الإجتماعية والتى لو أسهبت فيها ما حواها مقال أو ثلاث .
وهناك الكثير من وسائل العلاج لتلك الظاهرة لو صدقت النوايا لتغيرت ملامح الصورة وأصبح العلاج فعال ويأتى الدواء ثماره فى أصلاح المجتمعات ومنها :-
1-نشر ثقافة التسامح وتقبل الأخر دون النظر الى العرق واللون والجنس .
2- المؤسسات المدنية والحكومية والتلاحم بينهما فى تبني تلك الظاهرة وجعلها مشاريع قومية يتوجب ترويضها لتطوير المجتمعات .
3- الأعلام المرئى والمسموع وإظهار النماذج التى يمكن الأقتداء بها من تلك الفئات المنكوبه والتى تم أستغلالها بصورة جيدة بدلا من إظهارها كشياطين وامراض خبيثة يتوجب بترها .
4- إنشاء مشروعات قومية ومراكز متخصصة لأستغلال هذه العناصر أستغلال أمثل تعود أرباحه على تلك الفئات واحتواء اى فئات أخرى تظهر .
5 – تفعيل دور الرقابة على الثقافات الوارده الينا من المجتمعات الأخرى وعقد الندوات والمؤتمرات التى تبين أن الحرية الجنسية لا تعنى قتل الروح البشرية .
6- تيسير الزواج وعدم المغالاه فى المهور وتيسير الحلال المشرع تحت عباءة الدوله بدلا من البحث فى الأبواب الخلفية كالزواج العرفي الغير متوافق مع احكام الشرع عند ضياع الشروط مثل الأشهاد والأعلان واقرار ولى الأمر .
7- تعيين عناصر مدربة على درجة عاليه من الرقى فى التعامل مع اللقطاء فى المراكز الأجتماعية والمؤسسات الخيرية وعدم التعامل مع المنكوبين بنظرة من التعالى او التحقير .
وحرصاً على عدم الأطاله أستصرخ من أعماقي الكنيسة والمسجد والمعبد فما جاء فى الشرائع السماوية لو تم نشره فى المجتمعات ما وجدنا تلك الظواهر فالله محبه ومن كان منكم بلا خطيئة فليرجمها ولا تقتلوا اولادكم من إملاق.
ويبقى السؤال ماذا لو كنت أنت ذلك الطفل اللقيط ؟
والأجابة من وجهة نظرى سأهتم بكلمات الكاتب وسأجعل منها عنوانا للتحدى حتى وإن خذلني المجتمع وأن تركنى المقربين لأثبت للعالم أنني الأفضل والأقوى على تحدى الصعاب ولن تكون كلماته حلماً صعب التحقيق بل واقع ملموس وما زلت احلم بيوم يكون فيه الأنسان أنسان أفعال لا إنسان أنساب وعائلات .