مما لا شك فيه أن الأطباء يحملون على عاتقهم الكثير و الكثير ,ولا يعبأ بهم أحداً لا من وزاره صحتهم ولا حتى مرضاهم ,فهم يعيشون بلا راحه جسديه من كثره المرضى في عملهم الحكومي أو الخاص ولا راحه ماديه وفرتها لهم وزارتهم التي لا تكترث بهم كثيراً ولا حتى راحه نفسيه من كثره الضغوط النفسية التي يعانوها .
ولما لا فالطبيب لا يُعامل كإنسان فلا يحق له العيش بكرامة ماديه من عمله الحكومي والذى من المفترض أن يحقق له الاكتفاء المادي دون البحث عن عمل خاص يزيد من متاعبه الجسمانية والتي حتماً ستظهر أثرها عليه مستقبلاً من أمراض و عزله اجتماعيه عائليه فمن المفترض أن توفر له هذه الوزارة الحياه الكريمة حتى يتفرغ للعمل من أجل راحه المرضى و لكن هيهات هيهات فها هي الوزارة نفسها تطعن على حكم بدل العدوى المنشود للأطباء العاملين بها!!
وها هي نفس الوزارة التي من المفترض أن تعمل لمصلحته تعطيه أكثر مما ينبغي عليه عمله من عدد ساعات غير أدميه و قد يصل الأمر في كثير من الأحيان لساعات اضافيه مجانيه بحجه العجز في الأطباء رغم أنها متسببة بشكل كبير في هذا العجز بطريقه وأخرى من طردها للأطباء إلى خارج البلاد أو بالتوزيع العشوائي على أساس قوه الواسطة و المحسوبية !!
ورغم كل هذه المعاناة لا يرحمه المرضى ولا مرافقيهم فهم يرون أن وقت راحته في منزله هو حكر لهم فلا خصوصيه شخصيه فحتى في وقت فراغه , تجد الاتصالات لا تنتهى و إن أغلق هاتفه فهو لا يعرف عن الإنسانية إلا اسمها و هو الأن من الشياطين بعد أن كان من ملائكة الرحمة !!
فهو طبيب لا يحق له أن يرتاح و يترك المرضى في عذاب حتى وإن كان هو نفسه يعانى من المرض أو التعب الجسدي !!
وما أكثر التساؤلات التي تخرج من مرافقى المرضى و الذين هم في بعض الأحيان لا يمتون بصله للمريض نفسه فتجد زملاء الأقارب و الجيران و الأهل من الدرجة العاشرة يتساءلون و يجاملون المريض و أهله غير مهتمين بالطبيب و كونه من الإنس قد يمرض و قد يتعب ولو قليلاً .
و لكن كيف لطبيب أن يمرض فهو من يعالج المرضى !!
فنحن في عالمنا العربي نعانى من العاطفة الزائدة لدى أهل المرضى و نعانى من داء المجاملة المبالغ فيه , كما يعانى البعض من اللا إحساس بالأطباء !
و إن لم يرد الطبيب على تساؤلاتهم تكون الفاجعة و يكون التشهير به فهو المتكبر المغرور الذي يكلم الناس أنفاً متعالياً عليهم !!
ورغم أن الكثيرين يعلمون و قد ينكرون أو قد يتناسون حجم تلك المعاناة التي يعانيها أطباء مصر و منهم أصلاً من لا يصدق حجم هذه المعاناة و يعتبر أن كل الأطباء يكسبون أموالاً طائله من عياداتهم الخاصة, هذا بفرض أنهم جميعاً يملكون عيادات خاصه متناسيين أن أكثرهم هرب من جحيم الطب في مصر ليعيش في معاناه الغربة عن الأهل والوطن إلا أنك لا تجد
إلا القليل منهم يراعى شعور الأطباء و أدميتهم ومنهم حتى من لا يعطى الأطباء بعض التقدير و الاحترام جراء خدمتهم التي تقارب من المجانية تماماً في المستشفيات الحكومية فإن قليلاً منهم الشكور و كثيراً منهم المُعاتب على أي حدث يرونه تقصيراً و إهمالاً مع أنه قد يكون من الأعراض الجانبية التي شرحها لهم الطبيب بنفسه
فهو مطالب و فقط بإعادة المريض للماضي صحياً أكثر من عشره أعوامٍ سابقه دون النظر لحاله المريض التي كان عليها عند زيارته الطبيب بل إن من المرافقين من يعتقد أن الطبيب ساحر لا يعلمون أنه ما هو إلا وسيله منحه الله التوفيق لخدمه المرضى و لن يستطيع أن يؤجل قدر الله أو يغير ما كتبه على المريض .
ومع كل هذه المعاناة التي يعانيها الطبيب مع المرافقين و التي تصل أحياناً إلى تحديد الطعام و نوعه بسلطاته و مكوناته ,تجدنا نتحمل المعاناة مقدرين الظروف التي تحيط بالمريض و الحالة النفسية التي فيها أقاربه و لكن للصبر حدود و لكلٍ منا طاقه فنحن على استعداد لتحمل المريض بلا أدنى شك لا أن نتحمل عشرات المرافقين و منهم من يتحدث عن جهل و يعاتب بلا أي سند علمي من الأساس.
منذ أيام تابعنا جميعاً الصراع الدائر بين شقيقه المريضة إيمان التي تكفل بمعالجتها طبيب هندي في محاوله منه لعلاجها بعد تجاهل وزاره الصحة لها و لحالتها الصحية الشديدة الصعوبة , ورغم أنى غير ملم بتفاصيل حالتها إلا أنى شاهدت صراعاً كذلك الذى نشاهده في مصر بين الطبيب و مرافقي المريض فيبدو أن شقيقه المريضة ظنت أنها في مصر و أن أطباء العالم قد يتحملوا مثلما يتحمل أطباء مصر من معاناه فراحت تشهر به و تناست تماماً محاولته مساعدة شقيقتها و التي لا تحمل النجاح القطعي بل هي محاوله لابد لها من شكر الأطباء عليها حتى و إن كان يهدف إلى الشهرة ,فلقد وافقتم على ذهابها من البداية ووافقتم على تحمل مخاطر العلاج و نجاحه أو فشله .
نشرت شقيقتها فيديوهات لتوضيح عمليه النصب التى تعرضوا لها و كذب الطبيب على وسائل الإعلام بعرضه معلومات عن نجاح وهمى من وجهه نظرها ,و مع أنى كطبيب لا أعتمد على الإعلام في أخذ معلومات طبيه لأنه و ببساطه غير معنى و غير دارس للطب و مبالغ في أغلب الأحيان فلم أصدق ما نشر أبداً عن حجم الكيلوجرامات التي فقدتها إيمان ,كما لا أعتمد أبداً على المعلومات التى أعلنتها شقيقتها فهي مثلها مثل أغلب مرافقي المرضى يتحدثون عن جهل طبى معتاد
و لكن أحزنني جداً الطريقة التى تحدثت بها عن أطباء مدوا لها يد العون رغم أن الصور توضح تناقص وزن شقيقتها عن التى التقطت لها قبل سفرها إلى الهند و لو تناقص قليل و هو المتوقع طبياً مع قصر فتره العلاج . فما كان من الفريق الطبي غير اعلانه التوقف عن مساعده إيمان كما رأينا في المواقع الإخبارية .فياله من شعور صعب و سيئ أن أجد إهانة للطبيب الذى مد يد العون من أجل انقاذ شقيقتها و التى لم تجدها من وزاره صحه بلدها !!
هل ظننتى أنهم مثل أطباء مصر يتحملون معاناه المرافقين و كثره أسئلتهم الغير معنيه بحاله مريضهم و التشكيك في عملهم و صبرهم الغير محدود في تحمل المشقة ,هل شعرتم الأن بمدى معاناه أطباء مصر و تحملهم لمعاناه مجانيه بضغوط لا يتحملها أطباء العالم ؟؟
الطب رساله و مهنه ساميه فلا تجعلوها مميته أرحموا أطباء مصر يا وزاره الصحة و يا من ترافق المرضى ,نحن على استعداد لتحمل معاناه المريض و ليس مرافقيه حتى نرى المريض في أحسن صحه و نرى عوده الابتسامه مره أخرى فابتسامته في وجهنا أغلى مكافأة على مشقه الخدمة التى نعانيها و في مثل هذه الظروف السيئة في الوسط الطبي ,فما أجمله شعور حين يرى الطبيب مريضه القعيد المريض الذى كان بين يدى رحمه الله و قد وهب الله له فرصه جديده للحياة بتوفيق طبيبه الذى يعالجه .
أصبح الكثير منا يندم على عمله بهذه المهنة من جراء هذا الإهمال و هذه المعاناة بل إن الكثيرين منا أصبح لا يتمنى لأولاده أن يعانوا مثلهم في مستقبلهم و يتمنون أن يبعدوهم عن هذه المهنة التى لا تلاقى إلا الإهمال .
ومع كل هذا , لعل دعوه مريض نجاه الله بنا و أعطاه فرصه للحياة مره أخرى أن تخفف عنا الآمنا وما نعانيه من هدر لحقوقنا الجسدية و المادية و النفسيه .
الكاتب : د. إيهـــــاب أبورحــــــــمه
تعليق واحد
تعقيبات: طبيب الفقراء في قنا : ” الكشف مجانا لمن لا يملك ثمن الكشف فهذا حقك وهذا واجبي” – جريدة الأهرام الجديد الكندية