انطوت الشهور و مضت الايام يوم تلو الاخر لتأتى بنا الى نهاية فصل دراسى و ها نحن نودع ايامه بكل ما حملته من مباهج , آلام , احداث مثيرة و اخيرا تضعنا على اعتاب تلك الفترة العصيبة انها فترة الامتحانات الغنية عن الوصف التى تلقى علينا بظلاها القاتمة فتوقف الاسر كل انشطتها الاجتماعية و الترفيهية معلنة حالة الطوارئ و نجد ان حالة الاستنفار هذة قائمة فى كل البيوت حتى لو كان الطفل فى الصف الاول الابتدائى و ها نجد ان بعض الاطفال تتحول وجهوهم البريئة المليئة بالمرح و شفاههم التى تلونها البسمة العريضة الى وجوه عابسة لا تنطق بالكلام الا للضرورة ,, و آخرين تنتابهم نوبات بكاء حادة و كوابيس مفزعة و البعض يجافى النعاس اجفانهم الصغيرة .. و امام كل هذة المظاهر كيف تعد طفلك للخوض فى معركة الامتحانات ليجتازها بسلام
ففى خضم هذا الموضوع نستعرض بعض من نصائح الخبراء النفسسين التى ينصحوا بها الوالدين ليخففوا بها عن اطفالهم عبء تلك الفترة المريرة :.
اولا من الناحية العذائية .. من المسلمات التى يجب ان يدركها الجميع ان نوع الغذاء الذى يتناوله الطفل له دور كبير فى تحديد مستوى الذكاء و الحالة المزاجية و النفسية له.. بالاضافة لدور الغذاء فى تنظيم وظائف المخ .. ففى هذا الاطار تخبرنا د. ايرين سعد استاذ طب الاطفال انه يجب التركيز على الوجبات الرئيسية المتوازنة العناصر و السهلة الهضم و الاكثار من الاسماك لقيمتها الغذائية الكبيرة و البعد عن الوجبات السريعة و الثقيلة التى بدورها تحول كميات كبيرة من الدم الى المعدة لهضمها مما يقلل كمية الدم الواصلة للمخ و ذلك يؤثر سلبا على التركيز و الاستعياب و ايضا تنصح بالبعد عن المشروبات الغازية و المنبهات الغنية بالكافيين الذى بدوره يرفع درجة القلق و استبدالها العصائر الطبيعية الغنية بالجلوكوز الذى ينعش اداء المخ
ثانيا من حيث مواعيد النوم : يحدث فى فترة الامتحانات خلل فى مواعيد النوم و الاستيقاظ و نجد ان بعض الاهالى يشجعوا ابنائهم على السهر لاوقات متأخرة ظنا منهم ان ذلك يضمن مستويات اعلى من التحصيل و لكن ثبت علميا ان الجسم يفرز هرمونات تساعد على تخزين ما يستذكره الانسان و اعلى معدل لهذة الهرمونات يكون فى الفترة ما بين الساعة 9ص الى 5 م
ثالثا الترويح بقدر اثناء المذاكرة … كثيرا ما يورق الاهل مشهد الطفل المنكب على مكتبه لساعات طويلة متواصلة مغفلين ضرر هذة الظاهرة فالترويح النفسى بقدرضرورى للتفوق .. و قد اثبتت دراسة علمية اجريت فى احدى مستشفيات سويسرا ان الترويح النفسى بمقدار اثناء المذاكرة يزيد من نسبة حامض الجلوماتيك الذى يزيد من امتصاص الاكسجين و بالتالى يرفع التركيز الذهنى .. فقام فريق العمل بتقسيم مجموعة من الطلاب المتكافئين فى مستوى الذكاء و كافة القدرات العقلية على ثلاثة مجموعات
المجموعة الاولى : ادخلوهم غرفة صغيرة كل حوائطها بلون واحد و ليس بها اى مجال للترفيه
المجموعة الثانية : دخلت لغرفة متعددة الالوان و بها بعض مجالات الترفيه البسيطة
اما المجموعة الثالثة : فادخلوا افرادها الى حجرة واسعة تطل على حديقة زهور جميلة و بها العديد من وسائل الترفيه
و كشفت النتائج ان نسبة حامض الجلوماتيك لدى المجموعة الاولى كان اقل من 15% و كان فى المجموعة الثانية حوالى 25% و كانت نسبته فى المجموعة الثالثة اعلى من المعدل الطبيعى فى الجسم بنسب فارقة
و بعد ان دخل هؤلاء الطلاب الامتحانات حقق افراد المجموعة الثالثة اعلى درجات فى التفوق الدراسى يليها المجموعة الثانية و اخيرا المجموعة الاولى التى انعدمت لديها وسائل الترفيه
رابعا تجنب تأنيب الطفل.. فنجد ان الكثير من الاباء يأنبون اطفالهم بانصرافهم عن المذاكرة و تهديدهم بالعقاب فى حالة حصولهم على درجات منخفضة .. و هذا يرفع من درجة توتر الطفل و يقلل من تحصيله و يخبرنا د. خالد المنباوى استشارى طب الاطفال للامراض العصبية ان الاثقال على الطفل بهذا الاسلوب يسبب لها العديد من اضطرابات النوم و الهلوسة و التعرق الليلى الشديد و تعرف بحالة هذة الحالة ب
“ night terrors “
فينصحنا بضرورة اعطاء الطفل قدر من الامان و الحنان من قبل الوالدين فذلك يزيد من ثقة الطفل بنقسه و يزيل الكثير من رهبة الامتحانات و يحد من الاعراض العصبية و النفسية الحادة
فعلينا ان نتذكر اننا كنا فى يوم من الايام تلاميذا و نقشت الذكريات على قلوبنا و عقولنا الكثير و الكثير من الخبرات ربما لحلاوتها نتنمنى ان يعيشها اطفالنا او لقسوتها نتمنى ان نجنبها لهم فعلى الوالدين ان يتفهما نفسية اطفالهم و امكانيتهم الخاصة و الوعى بحساسية تلك الفترة فعليهم ان يسلكا سلوكا داعما و مشجعا يشعر الاطفال بأن الامتحانات فرصة لاجتياز مرحلة و ليست كابوسا .
اخصائية نفسية
ا. ماريا ميشيل