أشرف حلمى
ينتظر العالم بوجه عام والمصريين بوجه خاص الزيارة التاريخية التى سيقوم بها بابا روما فرانسيس رجل السلام الاول فى العالم بلا منازع خلال الساعات القليلة القادمة الى الدولة الفرعونية مصر مهد الحضارات والأديان السماوية اذ تعمل جميع مؤسسات الدولة السياسية والدينية كل منها على قدم وساق ليس فقط لأستقبال قداسة البابا المعظم استقبالاً يليق بشخصية دينية عالمية بل لإستغالها لتحقيق أهداف ومصالح خاصة بتلك المؤسسات بعيداً عن الهدف الرئيسى للزيارة وهو إرساء السلام والتعايش السلمى بين أبناء الوطن الواحد والقضاء على الارهاب الفكرى قبل المسلح .
أولاً المؤسسات الأمنية : نقلت تلك المؤسسات موقع القداس الذى سيقيمه قداسة البابا فرنسيس الى إستاد الدفاع الجوى تحت رعاية القوات المسلحة المصرية ومخابراتها الحربية حتى يكون أكثر تأميناً لحياة البابا المهدد من قبل دواعش العصر الحديث والذى رفض التحرك فى القاهرة فى سيارة مصفحة متحدياَ بذلك الإرهاب وداعميه على ارض المحروسة بالتأكيد هذه الخطوة من قبل الدولة الهدف منها هو إظهار الدولة المصرية بصورة مشرفة امام العالم وخلوها من الإرهاب وأنها بلد الامن والامان بعد ان عجزت قوات الامن المصرية منع وقوع تفجيرات احد السعف الدامى بالرغم من تحذيرات البعض ومن بينهم ضعفى فى بيان نشر تحت عنوان ( تفجير طنطا جرس إنذار لعمليات أخرى بالتزامن مع أعياد القيامة وشم النسيم ) قبل اقل من اسبوع من تفجير كل من كنيستى طنطا والاسكندرية وفشلت ايضاً فى تحقيق الامن فى المنيا والعريش وتأمين اقباطها فى ظل قانون الطوارئ وحماية الاقباط .
ثانياً المؤسسات الدينية : ستتصارع جميعها بالاستقبال الحافل للبابا المعظم التى سيتغرق سوى بضع دقائق للتأكيد على روح التعاون المشترك والمحبة فيما بينهما والذى يربتطهما الرباط المقدس المزعوم والملقب ببيت العيلة سبب ضياع حقوق المسيحيين وخراب وتهجير ديارهم معتمدين على الأحضان والقبلات اليهوزية وإخفاء الحقائق المرة التى يتجرعها مسيحى مصر يومياً والتى تعلمها جميع المنظمات والهيئات الحقوقية فى كافة دول العالم ونشرتها تليفزيوناتها وفضائياتها بسبب ما يسمى بقانون بناء وترميم الكنائس والبديل لقانون دور العبادة الموحد والذى وقف حائلا امام بناء الكنائس ومنها كنيسة كوم اللوفى باوامر سلفية عليا كما تسبب فى إغلاق بعضها .
ثالثاً المؤسسات الإعلامية والصحفية : لن تتغافل هذة المؤسسات تلك الزيارة التاريخية فلكل منهما دور سيقوم به ويتصارعوا من اجل إغتنام الفرصة لعمل احاديث او مقابلات وبيانات لجذب ورفع اعداد كل المشاهدين والقراء المتابعين على المواقع الإليكترونية إضافة الى تجميل صورة مصر حضارياً وأمنياً وسط إجراءات الامن المشددة .
رابعاً المؤسسات السياحية : اعتقد من الخطاء ان تتصارع هذه المؤسسات من اجل الاستفادة من زيارة قداسة البابا سياحياً كما أشار البعض بسبب قصر الزيارة التى لها جدول محدد قاصر على بعض المقابلات وقداس يوم السبت فقط فالزيارة بهدف يعرفه الجميع وليس من اجل السياحة او دعمها وتنشيطها كما يفعل البعض .
فاهلاً وسهلاً بقداسة البابا ببلادنا كى تبارك شعبها بصلاتك وتتبارك قداستك بترابها الذى باركته العائلة المقدسة فى رحلتها بحثاً عن الامن والامان ولعل زيارتك هذه تكون سبباً مباركاً كى يذهب الشر عن هذا البلد وتسود المحبة مجدداً أبناء الوطن الواحد لتعود لما كانت عليه قبل الغزو الوهابى الذى سيطر على عقول بعض المصريين الذين أصبحوا قنابل داعشية قد تنفجر فى اى لحظة وكم كنت أتمنى ان يكون قداس قداستكم فى احد الكاتدرائيات الكبرى دون ان تتحول الى ثكنات عسكرية كما حدث ليلة عيد القيامة الماضى فمرحباً بيك قداستك مرة اخرى وسط حراسة الجيش العظيم حامى ارض مصر .
الوسومأشرف حلمي
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …