د\ماريان جرجس
فى رواية (دان براون) الأخيره والتى تُدعى (انفرنو) أو الذى تفسيره بالأسبانية الجحيم والذى أخٌذ عنه روايته الفيلم (انفرنو) وهو اصدار عام 2016 م
يتبنى براون فكرة يكاد أن يعلن فى مؤتمراته الصحفية انها فكرته هو شخصيًا التى يتبناها .. وهى فكرة بطل روايته (زوبريست) المفكر البليونير الذى قرر أن يهلك أكثر من 70% من العالم بنشر فيروس ما وذلك ليس شن حربًا على عرق ما او دين ما ولكن لانه يرى أن الانفجار السكانى فى العالم كله ما هو الا على حرف الهاوية حيث نقطة الاعودة للبشرية وانتهاك موارد العالم الأساسية ليعود بذلك بضرر فادح على الكوكب كله وعلى جودة حياة البشر أجمع .
ربما فى بداية الامر نرى أن براون دائما يكتب رواياته ويقصد المساس بالأشياء شديدة الحساسية للبشر والعقيدة وغيرها لاثارة الضجة حول روايته وكتبه وبيع أكبر عدد من اعماله..وربما تعاطف مع فكرته الكثير .
ولكن ماذا عن أرض الكنانة؟ هل حقَا الانفجار السكانى الذى حدث بها فى اخر العقود هو الذى اودى بجودة الحياة بها ؟ هل حقأ هو المتهم الحقيقى فى مانراه اليوم؟
قطعا لا..لم يكن هو المتهم الوحيد فى مانعانيه اليوم من غوغاء وهمجية وانتقاص مواردنا الحقيقية وقلة قدرة المجتمع على الانتاج
ولكن فى الحقيقه بينما كان (المهاتما غاندى) فى الهند يناضل ويمتنع عن الأكل ويناضل بكل أساليب النضال اللاعنفى ..وبينما كانت اليابان تلملم اثار النووى وتعالج شعبها وتغرس الفضيلة والاخلأق وبينما كانت الصين الشعبية تنفتح فى كل ما تتخيل من انتاج محلى بسيط ومعقد
كان التلفزيون المصرى البسيط يروج فى التسعينات لاعلانات ارشادية للمجتمع لتحديد النسل وعن هوس الرجل المصرى بخلفه الاناث أم البنين .
فى الوقت ذاته …كانت جماعات تدعى انها من عند الله تغرس اشياءًا ورسالات مختلفة فى عقول المجتمع المصرى ..فى القرى لا فى الحضر …. فى اكثر الاماكن المليئة بالفقر والعشوائية والجهل والمرض لانه ذلك المثلث الخطير الذى يحصن اى فكره بداخله ولكن الازدياد السكانى الذى حدث داخل ذلك المثلث المخيف لم يكن جيلأ جديدًا من الحرفيين او العلماء أو حتى أصحاب المهارات اليدوية والصناعات المحلية التى كانت -ربما – تنقذ المجتمع المصرى من نعت المجتمع الاستهلاكى البحت !
ولكنه كان ازديادًا سكانيًا متأمرا على مصر ,جيل فارغ الهوية ,فاقد الاتجاه والبوصلة …جيل فارغ مهشم المناعة من الفقر والمرض والجهل وعلى رأسهم السخط على المجتمع – ولقد نعته بجيلاً متأمرأ – لما تم تهئية عقول تلك الشريحة وزرع الاشواك السامة من قبل كارهى الوطن وما أسهل ان تتخذ من مجتمعك دروعًا بشرية !!!
فربما الدروع الخرسانية والحربية مكلفة تكلفة باهظة فى أى حرب ولكن ما اسهل ان تطوع جيلأ كاملأُ وتجعله درعك البشرى لتحارب الفكر الليبرالى ولتحارب الفكر المعادى لك ولتحارب قلب الوطن نفسه وتجعل من تلك الأجيال أجسامًا مضادة قادرة على هدم الوطن فى أى وقت ليخرج لنا أبو البراء المصرى وأبو اسحاق المصرى وغيرهم الكثير …..