الثلاثاء , نوفمبر 5 2024
الأقصر

ذهبت جائزة وعادت الأقصر !

بقلم :ياسر العطيفى

الأقصر تلك المدينة التى انحنى التاريخ لها إجلالا ليدون فيها مأثرة،ويجعلها خزائن أسراره ،ويتخذها عاصمة لمجدة،الأقصر تلك المدينة الطيب أهلها التي كانت بمثابة البيت الواحد المفتوح للجميع فالكل يعرف بعضه البعض،والكل يشد بعضه البعض جميعا كالجسد الواحد إذا تهاوى منه عضو تداعى له باقي الأعضاء بالسهر والحمى،ولكن خيم عليها شبح المدنية بظله وأثقلت الدنيا بكاهلها على أهلها ففرقت تجمعهم،وغربت قلوبهم وأجسادهم،حتى أصبح أفراد العائلة الواحدة يلتقون مصادفة فى الطرقات فى رحلة البحث عن لقمة العيش والحياة الكريمة،بل وأصبح الأقصرى نفسه غريبا فى أقصره ،فى حالة توهان دفىء الوجوه التى كان يعرفها ويألفها فى طرقاته، وكان هناك دوماً سؤال يراودني…متى تعود للأقصر عباءتها التي طالما احتضنت ودثرت واحتوت أهلها بدفئها متمثلة فى لم الشمل ،وعودة الجميع كأفراد عائلة فى بيت واحد يعرف بعضهم بعضا،ويسأل بعضهم عن بعض،فى ظل وسائل أطلق عليها (تواصل اجتماعى)ولكن في حقيقة مضمونها هي (تجافي إجتماعى)!!وفي حالة إنفراط لعقده وروابط العائلات بإفتقادها لبعض كبرائها الذين كانوا يجمعون وعلى صله الأرحام يحضون ،وتخبطنا النفسي في فوضى تمييع عاداتنا وتقاليدنا وموروثاتنا الصعيديه الأصيلة وجائتنى الإجابة فى أجمل معانيها متمثلة في (حسن عامر)ذلك الشاب الاقصرى ابن قرية الحميدات بإسنا الذى استطاع من حيث لا يحتسب ،أن يفسر لى اللغز وكلمة السر وهي (الهدف) وأن يجعل الأقصر وأهلها على قلب رجل واحد،قلب نابض (بالغاية) وهي الأقصر وحبها ،إن المتابع للأقصر وأهلها بكل مراكزها وضواحيها فى ذلك اليوم فى المقاهي وفي أكبر ميادينها (ميدان سيدي أبو الحجاج) وفي المنازل والساحات حيث الكل ملتف وراء الشاشات يدعوا ويرسل بصوته مؤيدا والقلوب متهافتة على هدف واحد حب الأقصر ورفع اسمها عاليا متمثلا فى إبنها حسن عامر ،فى أكبر محافل الشعر العربي فى موسمها السابع بدولة الإمارات العربية ،وعلى لقب أمير شعراء العرب والتى حصل فيها على المركز الثالث ،لم يحصل حسن عامر على لقب أمير الشعراء والذى فاز به السعودي إياد الحكمي ولكنه حصل على ما هو أعمق وأقوى مضمونا ودلاله فقد منحه الأقصريون فى ذلك اليوم مفتاح إمارة قلوبهم جميعا،وأصبحت ألسنتهم لا يتردد عليها سوي أسمه وقلوبهم خفاقه بالدعاء لنصرة،فلقد أسمع صوت الأقصر وإحساسها منمقا نديا عذبا للعالم ،وكأنه جعل من حروف كلماته قيثارة فرعونية كبيرة أوتارها حنجرته ونوتتها الموسيقية المعزوفة جمال إحساسه ،وجعل معه قلوبنا أنشودة حب مترنمه للأقصر وإبنها ،حتى وإن ذهبت جائزة فقد أعدت لقلوبنا يا حسن عامر تجمعا افتقدناه على حب الأقصر…أعدت إلينا الأقصر

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الرديكالية القبطية وفن صناعة البدع والازمات

مايكل عزيز ” التركيز على ترسيخ مفهوم ديني جديد ، وإعادة ترديده بشكل دائم على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.