الأحد , ديسمبر 22 2024
مدحت عويضة

مدحت عويضة يكتب : الأقباط ومعارضة السيسي

الكل يعلم مدي المجهود الذي بذلته الجالية المصرية في المهجر قبل ثورة 30 يونية، وبعد الثورة لمساندة “السيسي“، كان للجالية المصرية الكندية التأثير الأكبر نظرا لوجود المحافظين في الحكم في ذلك الوقت، ثم استمرت الجالية في مساندة السيسي حتي الانتخابات الرئاسية، ثم خاب أمل البعض بسبب ضعف الأداء السياسي للسيسي واحساسهم أن السيسي لا يختلف كثيرا عن مبارك فأنتقل البعض للمنطقة الرومادية وهي منطقة اللا تأييد واللا معارضة في نفس الوقت. حتي جاء أغسطس 2016 ليكون نقطة الفصل ويبدأ ظهور أول صور المعارضة القبطية للسيسي، كان قد سبق المعارضة القبطية معارضة إخوانية سلفية في المهجربالطبع منذ البداية، ثم تلاها معارضة بردعاوية وشباب ثورة 25 يناير، وأن كان الثلاث اتجاهات لا يوجد تنسيق ولا تعاون بينهم ولا أعتقد أنه سيكون هناك تعاون في المستقبل.

إذا وأنا احسب نفسي علي المعارضين للسيسي لم أعارض من أجل المعارضة، بل كان صعبا عليه أن انتقل من المؤيدين للمعارضين وأنا كنت أحد أنشط القيادات التي ساندت وعضدت وبذلت مجهودا كبيرا، بل ورقصنا للسيسي وطبلنا حتي كسرنا كل أدوات الطبل التي لدينا، بل بكينا ورقصنا وغنينا في آن واحد عند افتتاح قناة السويس قبل أن نكتشف أنها فنكوش وأنه ضحك علينا.
تعالي للماضي القريب لأذكر لك ثلاث نقاط كافيه لأن تعلن معارضتك للسيسي، فالأول حادث كنيسة مارجرجس بطنطا وحادث المرقسية بالإسكندرية، تابع كيف تم الترتيب للحادث علي أن يكون في يوم واحد وكيف تم التحضير له وكل ذلك وأجهزة الأمن نائمة في العسل، شاطرين فقط في التصنت علي مكالمات النشطاء ومكالمات العشق بين الشباب لكسر عيونهم ساعة اللزوم، اسفر عن الحادثين استشهاد 50 مصري لحد الآن، هذا الحادث كان يستوجب رد فعل قوي من الدولة وإقالة عدد من قيادات الأمن وأولهم وزير الداخلية، وبالطبع لم يحدث، إذا من مسئول عن التقصير الأمني أليس السيسي ورجاله ونظامه؟؟ كيف نشكر ونقدم الشكر للسيسي علي قتل أولادنا وكيف نشكر نظام مهمل في عمله وأدي إهماله لكارثتين في يوم واحد؟؟.
الموقف الأخر هو خطف البنات القبطيات، فعندما حدثت المظاهرات في الأقصر قمت بالاتصال بنفسي بمركزنا الحقوقي في جنوب الصعيد ( وطن بلا حدود) حيث أبلغني صديقي صفوت سمعان أن ( أميرة) و ( مارينا) مجرد حالتين وأن المركز رصد 15 حالة في سنة 2017 فقط في قنا والأقصر. 15 حالة خطف لقاصرات في محافظتين فقط في ثلاث شهور؟؟ كل عمليات الخطف تتم من قبل السلفيين وبمعرفة ومباركة أجهزة الدولة ومازال بينا ديوث لا يغضب لخطف القاصر بل ويعتبره تقصير من الأسرة وقلة أدب من البنت ويصدر حكمه بالإعدام علي طفلة.. ولتتعرف كيف أن الضحية تعتبر كنز ثمين أنظر لما حدث لأميرة نشات والتي خرج علينا مسئول قبطي كبير يؤكد عودتها ليخفف من غضب الأقباط قبل زيارة السيسي لأمريكا وقمت بنفسي بالاتصال بأسرة الفتاة التي أكدت لي عدم عودة البنت وأكدوا لي معرفتهم بمكانها وإبلاغهم الأمن بمكانها؟؟ فبالله عليك كيف لا نغضب؟؟.
ثانيا لنذهب لمحافظة المنيا التي أصبحت مقرا لداعش في وسط الصعيد وتحديدا “كوم اللوفي”، وتحول السلفيين هناك لدواعش تحت سمع وبصر كل اجهزة الدولة، فبعد منع الأقباط من الصلاة في في أقدس أيام السنة علي الإطلاق، قام السلفيين بحرق منازل الأقباط ثم الاعتداء عليهم ثم منعهم من الخروج من منازلهم.. ووصل الأمر لمنعهم من ترك البلدة ومنعهم من الهروب من البلدة ومنع الأطفال من الذهاب للمدارس.. كل ذلك يتم في مصر وفي قرية من قري مصر ثم تطلب مني تأييد وشكر الرئيس؟؟.
هناك أكثر من سبب لمعارضة السيسي، فالرجل الذي بدء حكمة بالكذب علينا “بتمرد” مرورا بعبعاطي وصباع الكفتة اللي يشفي مريض فيرس “سي” واكتشافات البترول التي ستحول مصر لدولة أغني من قطر، مهادنته للسلفيين وتركهم يمرحون في أعراض الأقباط وممتلكاتهم بدون ردع وبدون أمل في ردعهم، تركه للسلفيين بث الكراهية بين المصريين وتكميمه لكل مسلم معتدل يحاول محاربة الفكر السلفي مثل إبراهيم عيسي وإسلام البحيري والشيخ محمد عبد الله نصر، معاداته لحرية الرأي في مصر حتي عاد بنا لعصر التستينات مرة أخري، أخيرا دعونا نفترض ان الرجل حسن النية وأنه تحت ضغوط سلفيه وهابية كبيره، فدورنا نحن من أجل مصر وليس الأقباط وحدهم ان نكون قوة ضغط مضاد لنقلل من ضغوط الوهابيين.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.