بقلم / أمل فرج
لا أتصف بصفات الملائكة، ولكني لست من الشياطين، إنما بشر لي من الحسنات كما لي أخطاء وذنوب، ولا يعني هذا أن نطفف في ميزان الحق، فنعترف بالخطأ خطأً وإن كنا نقترفه ، وندافع عن الحق إحقاقا له ؛ من هذا المنطلق يأخذني التعاطف والغيرة على هذا الدين القوي الذي يسعى المغرضون والمخربون والأفاقون لإضعافه والنيل منه بقصد أو بدون قصد، تماما كما يفعل الجهلاء مع الدين بجهلهم، لم يكن ليقلقني أمر العامة وأصحاب المهاترات في ذلك ، ولكن بما وأنه قد تكلم بالباطل أصحاب الأقلام المؤثرة بما لأصحابهم من حضور إعلامي مؤثر ، وقدر من المشاركات الثقافية في الأوساط المتميزة ثقافيا، أعتقد أنه لابد من وقفة تضع الأمور في نصابها؛ خشية أن يتأثر الناس وخاصة البسطاء بأباطيلهم أو دفاعهم عن الباطل في أمور روجوا لها باسم الدين والشرع بما ليس فيه، ورغم ثقافتهم التي أقر شخصيا لهم بها إلا أنهم لا ينجحون في إصابة الصواب ورؤية الحق من خلال حجة شرعية ينص عليها الإسلام بنصوص واضحة لا ينكرها عقل مؤمن حق..، حول ذلك استوقفني ما جاء به أحد الزملاء المرموقين، وقامة من قامات أعمدة الصحافة، حين كتب يصف الشعب المصري بالتخلف الإرادي في سياق استعراضه لرأي الشيخ “الغزالي حرب” الذي أثاره في صدد الحديث عن حجاب المرأة والذي يبرهن الكاتب من خلاله على نظرته التي يسعى لإثباتها وكان رأي الغزالي حرب في ذلك قوله :” إذا كان إدناء الجلابيب وضرب الخمر على الجيوب مما كان يميز الحرائر الشريفات عن الجواري البغايا في ذلك العصر، عصر الحرائر والجواري، فإن لكل عصر أوضاعه الاجتماعية، وقد انتهى عصر الحرائر و الإماء وما علينا إلا أن نتخذ الأزياء ما يليق برجالنا ونسائنا في عصرنا ” ، وكذلك قوله :” الحجاب الظاهري للمرأة كما تصوره الفتاوى الرجعية ليس إلا دورا من الأدوار التاريخية لحياة المرأة في العالم، وقد انتهى هذا الدور ولن يعود ” ، هكذا جاءت عبارات الغزالي حرب الذي يعرض الكاتب وجهة نظره من خلالها، ويتهم المجتمع بالتخلف الإرادي؛ لأنه على غير وجهة نظره، إليك زميلي العزيز وأستاذي الفاضل ألفت انتباهك وانتباه قرائك إلى أن آراء الغزالي حرب تشير إلى أن الحجاب المادي -كما وصفه – أمر ذو دور تاريخي ينتهي بانتهاء حقبته، ولكن الحقيقة أن ما جاء في الإسلام من تشريعات هي أمور صالحة لكل زمان ومكان، والحكم فيه من حلال أو حرام هو حكم أبدي لا يصلح لزمان أو مكان دون الآخر، هذا من جانب، وعلى جانب آخر أتفق فيه مع الغزالي حرب في أهمية الجوهر وأنه أهم من الاهتمام بالظاهر، وليس علينا أبدا أن نحكم على الأشخاص بمظهرهم وهيئتهم، ولكن أيضا ليس علينا أن نحرم ما أحل الله أو نحل ما حرم الله، فإن كنت غير محجبة بالحجاب الشرعي إلا إنه من الواجب والحق أن أعترف أن الالتزام به طاعة وتركه ذنب، وألا نقلل من شأن أهمية الحجاب في الثوب وجعله أثرا من آثار التاريخ التي لن تعود، كما قال الشيخ الغزالي حرب بأسلوب يوحي لقارئه بأنه ليس من أمور الدين، ويقلل من شأنه، وذلك أمر ينافي الشرع، وأشير إلى أنني لست بصدد تحديد أيهما أهم من الآخر، الحجاب المعنوي عن الرذائل أم حجاب الثوب والبدن،وهو أمر لا يغفل عن أحد، ففي رأيي أن تربية الجوهر أنبل وأسمى وهي تهذب بدورها أخلاق الإنسان ومظهره، ولكني قصدت أن ألفت الانتباه إلى أننا لا نملك حق الحديث على الله بمحاولة تغيير شرائعه أو تحديد زمنها.
قال تعالى :” وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يدنين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ” سورة النور الآيه 31 .
وأختم بالتنويه إلى أن هذه الآية صالحة لكل زمان ومكان وليست فقط لزمن الحرائر والجواري ، ولن تتحول يوما لأثر من آثار التاريخ..
الوسومأمل فرج
شاهد أيضاً
المحاكمات (التأديبات) الكنسية … منظور ارثوذكسى
كمال زاخرالخميس 19 ديسمبر 2024 البيان الذى القاه ابينا الأسقف الأنبا ميخائيل اسقف حلوان بشأن …