عساسي عبدالحميد
تدبير السياسة الدولية من لدن ”دونالد ترامب” هو تدبير بعقلية ومنطق
رجل المال الذي يهمه هامش الربح فقط ….لاحظوا معي ؛ لقد قام ترامب بضرب
مطار الشعيرات في سوريا ب 59 صاروخ طوماهوك
ولم يكن هذا بالمجان لقد غطى ثمن تكلفة الضربة
وقبض هامش الربح مباشرة بعد زيارة العجل المسمن
ابن ملك السعودية لواشنطن فثمن الضربة كان هو 93.81 دولار
حسب وزارة الدفاع الأمريكية .
أما فيما يتعلق بأزمة كوريا الشمالية فهو ينظر اليها
كذلك بعين الرأسمالي الجشع المتلهف للربح ولا شيء غير الربح
دونالد ترامب حريص على المواجهة مع ”بوينغ يانغ ”
فصواريخ كوريا الشمالية لن تصل سواحل أمريكا ؛ لكن صواريخ كوريا الشمالية
ستحرق كوريا الجنوبية بالكامل وستدمر اليابان تدميرا رهيبا؛ وفي المقابل
سيتم تدمير كوريا الشمالية عن بكرة خالقها …
تدمير اليابان وكوريا الجنوبية سيصب في مصلحة رجل المال والأعمال دونالد ترامب لماذا ؟
لأنه سيزيح شركات وازنة في اليابان وكوريا الجنوبية؛ لتحل محلها شركات العم سام السام
وللصين أيضا بعض المكاسب لشركاتها إن هي التزمت بعض الصمت وان يكون لا يكون تعقيب
مسؤوليها شديد اللهجة؛ وهي ترى حليفتها التاريخية كوريا الشمالية تلتهما النيران……
أما فيما يخص إيران ؛ فواهم من يصدق أن التاجر دونالد ترامب يهمه تأديبها عقابا لها
على تهديدها لمشيخات ومدعشات آل النكيحان بالخليج ؛ ففروة أبي لؤلؤة المجوسي ثمنها غالي
وعلى مدعشات الخليج وعلى رأسها السعودية أن ترهن آبار البترول وكعبة المسلمين
لكي تديرها واشنطن؛ فهناك شركات أمريكية تتهافت على مشروع إدارة مواسم الحج والعمرة
المدر للربح، على السعودية أن ترهن نفطها وكعبتها؛ إن هي أرادت أن تنجو
من خنجر أبي لؤلؤة المسموم ؛ نعم ذلك الخنجر الذي سل مصارين عمر ابن الخطاب في جوف المسجد .
لكن تاجر البازار الايراني الحاذق الملم جيدا برقعة الشطرنج؛ يعلم كل تفاصيل سيناريو
الصفقة المحتمل؛ ولهذا قامت ايران وعبر مشروع ”رؤية ايران 2025 الذي”
أعده جهاز تشخيص النظام الذي كان يرأسه الرئيس السابق الراحل ” هاشمي رفسنجاني ”
على تسويق ايران كحليف مستقبلي استرتايجي لواشنطن..
والمشروع العملاق شارك فيها أكاديميون وباحثون في مجالات الطاقة والصناعة والزراعة
والسياحة وغيرها ؛ ويوجد الآن بالكونغرس الأمريكي لوبي أمريكي قوي؛ يدافع بحماسة عن هذا التوجه
ويحمل شعار “” إيران هي المستقبل “” ونجل ملك السعودية يعلم هذا ….
إيران؛ الواقعة على طريق تجارة الحرير القديم؛ المتجه نحو الصين عبر فجاج ومسالك سمرقند
وكابل وحير آباد هي دولة مركز؛ والمساس بها يعنى العبث بصدع زلزالي
سيدمر الأخضر واليابس وستصل ارتدادات لأماكن قصية .
إيران تمتلك بعدا حضاريا ضاربا في جذور التاريخ؛ إيران لها مقدرات طبيعية هائلة
وساكنة بشرية متنوعة الأعراق والمنابت؛ لها شباب يملك طاقة كبيرة وقدرة هائلة
على التعامل وامتلاك التكنولوجيا واللغات؛ عكس شباب السعودية المدمن
اما على الاستمناء على يوتوبات ومجلات عارضات الأزياء؛ واما مدمن على هلوسة السلف الصالح
والتفكير في الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة للعبور نحو مناكح اللح
حيث الحور العين وغلمان الجنة الوسيمة الملساء التي ليس في ذقنها زغب ….
لكن السؤال المطروح هل باستطاعة السعودية أن تؤدي ثمن فروة أبي لؤلؤة المجوسي
لرجل الأعمال دونالد ترامب ؟؟