بقلم : هانى رمسيس
..يقود المشهد الان قائدا خفيا مختفيا …ربما يكون معلوما للبعض
او غائب عن اخر لكننا نعلمه جيدا ونستطيع أن نشير عليه
..و ربما لا يكون شخصيا بعينه بل اشخاص وجماعات تملك فكره
والفكرة سيدة الموقف وملكة الأمر والنهي
واصحاب الفكرة دائما يبحثون عن آليات وأدوات لنشرها لانها هو رؤيته للحياة
..وامام كل فكرة فكرة اخرى تصححهها او تطورها او احد منها وتضع نهاية لها أو تدخل فى مواجهة معها
والحياة فى مجملها نتاج مجموع من الأفكار فى كل نواحي الحياة ايا كانت اجتماعية واقتصادية وثقافية ورياضية وسياسية
ونحن في هذا الزمان نواجه فكرة ترى نفسها الافضل والأصلح للناس والنافعه لحياتهم واخرتهم وترى الاخر فى منطقة تاكل فيها كل مساحات الحد الادنى من اللغة المشتركة او الفهم المشترك الى
الحياه
فرغم كل حجم الخلاف والاختلاف هناك أمرا لا يستطيع اى طرف ان يلغيه او بغيره ويتختار عكسه وهو الشراكه الطبيعية في الحياة
فالأمر الوحيد الذي لم يستطع صاحب الفكر الذي نواجهه هو الغاء الحياه المشتركه التى تجمعنا لذا اصبحنا جميعا امام أمرا واقعا اننا نوجد فى مسكن ومركبا واحدا شيئنا او لم نشا
وأصبح على العقلاء من سكان الحياه فى هذا الجزء من خريطه العالم الواسع الفسيح أن يجلسا ليفكرا معا ماذا نحن فاعلون انترك فكرة الارض المحروقة تنجح وانا والطوفان ولا مكان لاحد فى الدنيا الا انا ونفسى وفكرتى وما اؤمن به فقط ام نخرج من عنق الزجاجة التى لم نختر أن ندخلها وانما دفعنا إليها جميعا لان صاحب الفكره دفعنا لهذا بإرادته هو ليجعلنا في حالة الحشر الخنق والاحتقان
نتنفس هوائا مختنق زفيره وصدورا ضائقه مطبوق عليها تواجه بعضها البعض وكان الدنيا ضاقت ضاقت علينا واقنعنا هؤلاء أن الأرض لن تسعنا معا ولكن يوجد هذا يجب أن يمحى ذاك
ونجح في تبديد اى حلما مشتركا يجمعنا وأصبح كلا منها يهدف لحماية نفسه ..ونفسه هنا ليست فى حيز الفرد بل نقسها على كل جماعه فأصحاب الدين الواحد فقط يهمهم حياة لهم واصحاب المذهب الواحد يهمهم من لهم فقط ونصرتة مذهبهم واصحاب الراى هم الاصح وما بعدهم لا يفهمون فى شيئ
ووقعنا فى الطامة الكبرى تآكلت المنطقة الامنه التي كانت تحمينا من مواجهة احتكاك الحديد بالحديد فيحدث خروج
قطرات النار المتناثرة تصيب من تصيب وتوسع الفجوة مع كل احتكاك
فأصبحنا مع كل انفاس تخرج من انوفعنا فى مواجهة ونجح صاحب الفكره فى تحقيق هدفه فى جعلنا جميعا فى مواجهة حقيقية وساعد على هذا سينفونيات الجهل والتعليم وانهيار الحد الادنى للثقافة
والان نعم و الان
انترك سيمفونية الشر تنجح فى استكمال نجاحاتها انتركهم يستمرون فى عزف لحن الكره والتفريق والبغضه وتقطيع اواصل الحياه المشتركه
..انتركهم يفرضون علينا دكتاتورية الحكم على نواحى حياتنا اننسحب ونترك لهم لاتساع اكبر واكبر فيستطرون اكثر على الساحة فيستكملون مخطههم لياكلوا الاخضر واليابس وبقايا الباقى البقية من الحياة
انا اناشد المنطقة الامنه المتاكله أن تخرج من التناظر والمناظره والمواجه لتعود لمنطقة الحماية لهذا الوطن
وللامانه كان هدف وجود الكيان المسمى بيت العائله هو الحفاظ على بقاء هذه المنطقة الدافئة الا انه فشل في تحقيق هذا وبدلا من خروجه من الآليات الحكومية سقط فى مستنقع التروس المتاكله..ولم يحل او يربط وفشل دوره اما بسبب اشخاصه او بسبب تحجيم دوره عن قصد
وبات علينا أن نجتهد أن نفكر …لنجعل هدفنا عودة المنطقة الامنه لحماية هذا الوطن وهذا لن يكون الا بنقطة حوار نختارها بارادتنا معا
وقد جيل من شباب هذا الوطن فى الحفاظ على هذه المنطقة الامنه ومازالوا يملكون إرادة التعايش والحوار والقدرة على الحياة المشتركه..يضيق الوقت والمساحه فهم كثيرون
وارى فى هذه اللحظه ان نضع قواعد هامه
١.ان نحترم ثوابت كل اخر فهذا نقطه هامه للانطلاق وبها استطاعت اجيال متعاقبة على احتضان هذه المنطقة الدافئة الامنه للبقاء فترات طويلة من الخريطه الاجتماعية فى مصر
بمعنى اوضح ان ثوابت الاخر تمثل له القيمة الكبرى فى حياته
فهناك من يرى ان الكنيسة كمؤسسة ورئيسها يمثل له القيمة الكبرى التي يرى هجوم الاخر عليها اكبر الم ويرفع له احتقانه ضد الاخر
وهناك من يرى ان الازهر وشيخه يؤذى مشاعرهم ويعتبر هذا قمة الإهانة والإساءة …رغم قبول كل الاطراف الانتقاد الداخلى والمراجعه ولكن داخليا
٢.وارى ان القاعده الثانيه محاربة التوسع فى مساحه التفريق وايقافها والإنتباه لعدم الاستجابة للمشاعر السطحية التى تكون شرارة الغضب والانفعال الذى اصبح السبب الرئيسي ووراء كل مشكلة وفى هذا الكثير والكثير
٣. الحفاظ عن النسيج الاجتماعي الصغير الضيق وسط الجيران والزملاء والاصدقاء القريبين .. للوصول لمساحه دافئه اكبر لعلاقات والمحبه والتفاعل الاجتماعى والعودة لعادات جعلتنا جميعا لنا رصيد الحب والعلاقات الراسخه والسقف الذى لا نتخطاه
..فطبق الكحك والبسكوت والترمس كانوا سفراء المحبه بين أبناء المجتمع المصري
٤.التاكيد اننا لا نسعى لدويلات صغيرة تجمع كل جماعه منفردة
بل الى الاحتكام لمبادئ تكوين الدوله القائمة على التعددية واحترام الاختلاف والراى والراى الاخر فى ايطار القماشه الوطنية
وللحديث بقية ان كان في العمر بقية
الوسوم"الأفكار" "تصحيح الأفكار" "فكرة أمام فكرة" هانى رمسيس
شاهد أيضاً
كيف نحمي البيئة من التلوث؟
بقلم رحمة سعيد متابعة دكتور علاء ثابت مسلم إن البيئة هي عنصر أساسي من عناصر …