في حياة مهاب مصطفى العقل المدبر لحادث تفجير الكنيسة البطرسية، والذي تتهمه الداخلية بالضلوع فى تفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، الكثير من الأسرار والحكايات، التى ساعدت أجهزة الأمن فى كشف غموض “خلية الدكتور” المتورطة فى تفجير عدد من الكنائس، ومن بين تلك الحكايات حكاية مهاب مع حمادة الحلاق صاحب صالون الحلاقة الذي يقع أسفل منزله القديم بمنطقة الزيتون، والذى نجح فى تجنيده وإقناعه بالأفكار التكفيرية، وكان الصالون شاهدا على البدايات الأولى لتكوين الخلية الإرهابية، وبداخله اجتمع أعضاؤها أكثر من مرة.
المعلومات التى حصلنا عليها تؤكد أن الطبيب مهاب فى أعقاب ثورة 30 يونيو، وبعد خلع الرئيس الإخواني محمد مرسي عن سدة الحكم، انتقل مع أسرته من شارع محمد زهران إلى مسكن جديد في شارع ترعة الجبل بمنطقة المطرية، وتحديدا فى الطابق السادس بالعقار رقم 365، إلا أن زياراته الدورية لمنطقته القديمة التي عاش فيها مرحلة الطفولة والصبا لم تنقطع ، بل كان حريصا على التواصل مع أصدقائه وعقد اجتماعات معهم داخل محل الحلاقة المملوك لصديقه حمادة، وقبيل حادث تفجير الكاتدرائية في العباسية زادت وتيرة الاجتماعات دون ضجيج يلفت انتباه من حولهم، فقط مجموعة شباب ملتحٍ يرتدي الجلباب حينًا والقميص والبنطلون أحيانًا أخرى، لا شيء يدعو للريبة سوى جلوسهم داخل صالون الحلاقة بشكل متكرر.
بداية كشف غموض اجتماعات صالون حلاقة حمادة كانت فى شهر ديسمبر من العام الماضي، وعقب ساعات قليلة من تفجير الكنيسة البطرسية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، يومها فوجئ أهالى الشارع الذين نزل عليهم خبر التفجير كالصاعقة بحمادة الحلاق يعلن وبشكل واضح عن سعادته بما حل بالأقباط وبنجاح الإرهابيين فى قتل العشرات منهم فى الكنيسة البطرسية ، بل إنه ــ وفقا لشهادات أهالى المنطقة ــ كان يوزع على المارة بالشارع ثمرات البرتقال ابتهاجا بتفجير الكنيسة ، وهو ما قوبل باستهجان من أهالى المنطقة.“شعرنا بغرابة الأمر كيف نفرح في تفجير وقتل أناس آخرين ولو كانوا مختلفين معنا في الدين، عايشين مع المسيحيين طول عمرنا، نحضر أفراحهم وجنازاتهم، لا فرق بيننا هنا”، هكذا علق عم محمد الرجل الستيني أحد جيران مهاب.
بدا أن الحدث الغريب بتوزيع ثمار البرتقال والفرح بموت عشرات الأقباط أثار الشكوك من الجميع لينتقل الخبر إلى الأجهزة الأمنية، وهذا ما أكده عم محمد قائلًا “في نفس اليوم بالليل لقينا عربيات وضباط لابسين بدل في هدوء كامل في عز الليل قرب الفجر تحيط منزل حمادة، ومنزل مهاب المجاور له وتم اقتياد حمادة وشقيق مهاب محسن إلى مكان غير معلوم ولم يعودا من يومها”.
وتابع: “سمعنا فيما بعد الاتهامات التي وجهت لهما، وبدأنا ربط الأحداث بعضها البعض، ووجدنا أن الأمر يبدو منطقيا على الرغم من غياب الكثير من المعلومات”.
المعلومات المتوافرة عن حمادة الحلاق الخيط الذى قاد أجهزة الأمن لكشف غموض خلية الزيتون تشير الى أنه يقترب من الأربعين من عمره، وبسبب ظروفه المادية الصعبة لم يتمكن من الزواج، ومع بداية علاقته بمهاب بدأت تظهر عليه ملامح التدين الشكلى بإطلاق لحيته، وعدم الاختلاط بالناس إلا فيما ندر، ووفقا للشهادات التى حصلنا عليها هو وأسرته ـمن سكان المنطقة.