الجمعة , نوفمبر 22 2024
المسيح

كيف تري الإنسانية يسوع المسيح .

جبران خليل جبران
الإنسانيّة ترى يسوع الناصري مولودا كالفقراء عائشاً كالمساكين مهانا كالضعفاء
مصلوباً كالمجرمين…
فتبكيه وترثيه وتندبه
وهذا كل ما تفعله لتكريمه.
منذ تسعة عشر جيلا والبشر يعبدون الضعف بشخص يسوع،
ويسوع كان قويّا ولكنّهم لا يفهمون معنى القوّة الحقيقيّة.
ما عاش يسوع مسكينا خائفا ولم يمت شاكياً متوجعا
بل عاش ثائرا وصلب متمردا ومات جباراً.
لم يكن يسوع طائرا مكسور الجناحين
بل كان عاصفة هوجاء تكسر بهبوبها جميع الاجنحة المعوجة.
لم يجئ يسوع من وراء الشفق الأزرق ليجعل الالم رمزا للحياة
بل جاء ليجعل الحياة رمزا للحق والحريّة.
لم يخف يسوع مضطهديه ولم يخش أعداءه ولم يتوجّع أمام قاتليه…
لم يهبط يسوع من دائرة النور الأعلى ليهدم المنازل ويبني من حجارتها الاديرة والصوامع، ويستهوي الرجال الاشداء ليقودهم قساوسة ورهبانا…
لم يجيء يسوع ليعلّم الناس بناء الكنائس الشاهقة والمعابد الضخمة في جوار الاكواخ الحقيرة والمنازل الباردة المظلمة، بل جاء ليجعل قلب الانسان هيكلاً ونفسه مذبحاً وعقله كاهناً.
هذا ما صنعه يسوع الناصري وهذه هي المبادئ التي صلب لأجلها باختياره الكامل، وبإصرار تام..
ولو عَقُل البشر لوقفوا اليوم فرحين متهللين منشدين أهازيج الغلبة والانتصار…
إن إكليل الشوك على رأسك هو أجلّ وأجمل من تاج بهرام، والمسمار في كفّك أسمى وأفخم من صولجان المشتري، وقطرات الدماء على قدميك أسنى لمعانا من قلائد عشتروت.
فسامح يا سيد هؤلاء الضعفاء الذين ينوحون عليك لأنّهم لا يدرون كيف ينوحون على نفوسهم، واغفر لهم لأنّهم لا يعلمون أنّك
صرعت الموت بالموت ووهبت الحياة لمن في القبور.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.