الأزهر ليس مداناً حتي ندافع عنه.
12 أبريل، 2017 مقالات واراء
د.إيهاب أبو رحمه
تعالت أصوات الكثيرين في الأيام الماضيه تحاول جاهده نفي تهمه الإرهاب عن الإسلام ، كما تعالت أصوات ٌ آخري تتهم الأزهر الشريف بالتقصير في نشر الإسلام الوسطي و تجديد ما يسمونه بالخطاب الديني
و تناسوا تماماً أن الأزهر له من التاريخ ما يجعل كل المصريين فخورين به فكان هو الحمي والسند في سنوات الإحتلال وكانت مصر كلها بمسلميها و مسيحييها يستنجدون به و بمشايخه ، ولا ننسي المقوله الشهيره( يا خراشي )والتي يشتهر بها المصريون بها فكان الشيخ الخراشي أول إمام و شيخ للأزهر ورغم كبر سنه إلا أنه كان ناصراً للحق لا يخاف الظلم مهما بلغ قوته فكان كل مظلوم ٍ و كل ضعيف يطلب عونه
ونصرته و ينادي عليه يا خراشي فيلبي الشيخ النداء ، فكيف يلام الأزهر الأن بأن مناهجه هي منبع التطرف و هو من نشر الإسلام إلي الدنيا كلها وهو من علم الدنيا علوم الدين،نعم قد يمرض الأزهر قليلاً لكنه أبداً لن يموت
و لعل من أسباب انتشار التطرف هو تهميش دور الأزهر و شيوخه و اطلاق بعض الإعلاميين سهامهم الغادره عليه كذلك تصريحات بعض من يعتقد نفسه من المثقفين متناسيين أن علوم الدين ليست كعلوم الدنيا ، قد يكونوا مثقفين في أمور أدبيه أو روائيه أو حتي تاريخيه لكنهم بعيدون كل البعد عن أمور الإفتاء في شئون الدين.
كل هذا أدي بدوره إلي غِيرة طلابه ما جعل أحدهم (و هو صديق عزيز من أعضاء هيئه تدريس جامعه الأزهر)يرسل لي برساله ننقلها كماهي يدافع فيها عن الأزهر و دوره في نشر وسطيه الدين و عنوانها:
{سياسة هدم الرموز}
بقلم. د/عامر القط
ان المتتبع والدارس للتاريخ الاسلامي يجد ان القيم والمثل لها بالغ الأثر في بعث الروح والأمل في النفوس الاسلاميه كلما ضعفت العزيمه أو وهنت .فها هم الصحابه يقتدون برسول الله وها هم التابعين يقتدون بالصحابه وتابعي التابعين يقتدون بالتابعين وهكذا وصل إلينا تاريخنا وقد زخر بما يشرف من مثل وقيم عليا ما يدعوك للفخر ورفع هامتك عاليا فلا يوجد في تاريخنا ما يدعو المرأ ان يتبرأ منه أو يستحي منه أو يتبرأ من فاعليه. فلا يوجد في تاريخنا الاسلامي محاكم تفتيش ولا حرب تصفيه عرقيه ولا قنابل نوويه ولا اسلحه بيولوجية ولا قتل أطفال أو نساء أو اغتصاب حتى ان الباحثين في شؤون الفتوحات الاسلاميه ليعدون من مات من غير المسلمين في كل الفتوحات الاسلاميه بما لا يتجاوز واحد من عشره من قتلى غير المسلمين واضرب على ذلك مثلا قتلى الهنود الحمر على يد المستعمرين الاسبان حتى اولائك الذين نبغضهم لم يجرؤ أحد منهم على ارتكاب مثل هذه الافعال ولا اجد مثال لذلك أشد من الحجاج بن يوسف .فبرغم قسوته وجبروته لم نسمع عنه معشار ما سمعناه عن كاراديتش أو ميلوسيفتش سفاحا البوسنه والهرسك أو عن ريتشارد قلب الاسد الذي أظهرته السينما بالفارس النبيل وهو في الواقع كان يذبح أسراه من المسلمين ليأكلهم .
أدرك أعداء الإسلام هذه المعلومات ودرسوها جيدا
وبعد ان فشلوا في حذف هذه النماذج المشرفة من تاريخنا عمدوا إلى تشويهها وحتى تكتمل اللعبه لجأوا إلى حيله مكشوف وهي استخدام بعض العرائس الخشبية مما يسمى الأدباء المعاصرين الذين تربوا في الحظيره الغربيه ورضعوا فيها الحقد على هذه الرموز فرأينا من يشوه تاريخ خالد بن الوليد .وعمرو بن العاص وهارون الرشيد الذي جعلوا منه مثالا يضرب للرجل الشهواني المحب للجواري ولم يعرفوا أنه كان يحج عاما ويجاهد في سبيل الله عاما آخر وان كان يبدوا ان هذه الاخيره هي التي ارقت مضجعهم .شوهوا دولة كامله فيها انتشر الإسلام في ربوع الأرض وهي الدوله العباسية وجعلوا منها نموذجا للمراهقة المتأخرة للرجال بل نسبوا إليها ما انتشر في بلادهم من مثليه جنسيه وحاولوا عبثا ان يقولوا اننا أخذنا هذه العلاقات الشاذه من تاريخ الدوله العباسية. بل ان الوحش الجسور والشوكه الحاده التي انغرست في رقبة أوربا وفتحت اقوى بلادهم لم تنج من التشويه والتحريف أنها الدوله العثمانيه فعمدوا إلى وحشها الكاسر ورجلها الحاذق الماهر سليمان القانوني فجعلوا منها شيخا مراهقا يجري وراء الجواري . حتى الدوله الاسلاميه في الأندلس التي علمت أوربا قواعد النظافه وانك أتعجب حينما تقرأ أنهم لم يكونوا ليغتسلوا الا مرة في السنه .تلك الدوله التي علمتهم قواعد النظافه والأكل على الموائد واستخدام الملاعب عمدوا إلى تشويهها…..
انها سياسة تشويه الرموز التي لم يسلم منها احد و قريبا سيكون رسول الله (جعلت فداءا له ) سيكون هو المقصود
أعود وأقول بقي لهم رمز هام جدا بمصر أرض الكنانة بقي لهم كالشوكه في الحلق أنه الأزهر فعمدوا إلى تشويهه وتشويه صورة مشايخه لا لشيء إلا لأنهم ابوا ان يقبلوا الدنية في دينهم فعمدوا إليه ووسموه بالإرهاب مره والتخلف اخرى والجمود ساعة والتعصب اخرى وهكذا ….عمدوا إلى ذلك مستخدمين ببغاوات تردد كلاما لا يعقلون معناه كتلك المدعو فاطمه ناعوق أو ذلك الهايف اسلام بحيري أو ذلك المدعو يوسف زيدان الذي قامت عليه الدنيا حينما كتب رواية ( عزازيل ) الاانهم صفقوا له حينما هاجم الرموز الاسلاميه . اقول لكل من حاول هدم الرموز الاسلاميه افعلوا ما شئتم فالإسلام باقي والأزهر باقي ما شاء الله تعالى.
إلي هنا انتهت الرساله و رسالتي لمن يريد هدم مؤسسه الأزهر ظناً منه أنه يكافح الإرهاب ، الأزهر من أكبر المؤسسات الدينيه الناشره للإسلام الحق فإن أردنا محاربه الفكر المتطرف فينبغي علينا دعمه لا إسقاطه ،فدعمه واستقلاليته يعني سقوط أصحاب الفتاوي (التيك أواي )و نهايه التطرف ولا ننسي أن هذه المؤسسه أفرزت لنا الكثير و الكثير جداً وإلي الأن ممن يدافعون عن الإسلام في العالم كله .
حفظ الله مصر وأزهرها العظيم.
الكاتب د.إيهاب أبورحمه